الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نار الكساسبة و نار البوعزيزي

عبدالغني زيدان

2015 / 2 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن كان لابد للحقيقة أن تسطع فالأولى أن تكون نيران الأجساد المشتعلة سراجا نستنير بها للوصول إليها .
وكل ذو عقل يحتاج إلى ما هو أكثر من احتراق الأجساد ليصل للحقيقة ليراجع إنسانيته ورماد فكره .

مابين النار والنار هنالك حقائق كثيرة قد ظهرت وان كان هنالك ثمرة ودروس؛ فلا بد أن نتعلمها ونكتوي بها لأنها فرضت نفسها علينا باحتراق أجساد إنسان.. فكل شعلة لهب حرقت أجسادهم هنالك فكرة وعبرة بالتأكيد هذا الموضوع لن يكون في سياق علمي ومنهج مادي فمادة النار ثابتة ومادة الجسد البشري ثابتة وبالتأكيد لسنا في مختبرات النازية لبحث تأثير الاحتراق على الأجساد فحرارة النار لا تعنينا وكذلك تأثر كلا الأجساد بها. فالمجاز السابق هو للتأكيد أن هذا الموضوع ليس للغرب الرأسمالي العلماني وليس لقوى الليبرالية التي جعلت الإنسانية خلف ظهرها وهدمت المعنى الحقيقي للوجود الإنساني على هذه الأرض ولن تكون لتلك القوى التي خلقت النموذج الهتلري وكما سنبين لاحقا فان الأجساد المحترقة إن كان لها لعنة تحوم في فضاء الإنسانية فهي بالتأكيد تلعن القوى الظلامية وتصرخ في وجه السماء أن هؤلاء هم المجرمون صباح مساء

*وبالنسبة لي من هو أكثر إجراما هو ذاك الذي يدعي الإنسانية والحرية والعقلانية ولا يستطيع إبصار الحقيقة التي إنارتها الأجساد المحترقة

سنسرد حكاية الاحتراق لكلا الإنسان قد نختلف في روايتيها ولكننا سنلتقي عند بعض النقاط لاحقا وقد تبدو تفسيرات وتحليلات احتراق البوعزيزي كثيرة وتم الغوص فيها كثيرا ولكن حقيقتها لم تظهر جليا إلا بعدما لحقت به خطيئة احتراق الكساسبة نعم أقول خطيئة لأننا لم نفهم رسالة البوعزيزي فإحراق الإنسان لنفسه أصعب واشد بلاغة ممن وقع تحت أيدي مجرمين متطرفون وتعرض لهذا الهولوكوست البشع.
وقد يوافقني هذا الرأي أصحاب علم النفس وأتباع فرويد وتطبيقاته النفسية وبتأمل بسيط نستطيع أن نتفق على هذا ولكن السذاجة وكل السذاجة هو النظر لكلا الحالتين على انفراد وكأن التباعد الجغرافي والزماني بين النارين له معنى في عالم أرواحهما وأعماق نفسيهما
فلو أصغينا قليلا لأرواحهما لسمعنا البوعزيزي يقول لمعاذ قبل الترحيب به في جنات الخلد بإذن الله فرحمة الله اكبر وأوسع من أي ذنب أو خطأ على الذات أو بحق الغير فرحمته مطلقة جل في علاه.

*فبتأكيد سنسمع البوعزيزي يقول له ويح قومك وأمتك لو عقلوا ناري لما احترقوا بنارك
ولكن احتراقهم بنارك هي خطيئة عدم فهمهم لنيراني التي أشعلتها بجسدي لاكفر عنهم خطيأتهم وأكون لهم سراجا نحو الحرية والسعادة لليوم الموعود وليكون قصدي هذا حجة لي أمام الله عسى أن يغفر ذنبي لحرق جسدي بنفسي
نعم يا معاذ فقد كنت أريد من هذا هو إنارة الحقيقة للجماهير التي تعيش تحت وطأت وظلام الاستبداد وقوى الشر على هذه الأرض وكنت أريدهم فقط أن يبصروا هذه الحقيقة وان يروا النور الذي لم أكن أملك لإضاءته سوى إشعال جسدي لم أكن اعلم يا معاذ أن رغم عتمة الظلمة التي تعيش بها أمتي وشعبي والسواد الحالك أنهم لم يستطيعوا أن يروا تلك الدقائق النورانية التي أشعلتها بجسدي .. فألان بعدما جئت إلى هنا فقد تأكدت أن أمتي من شدة ضلام قوى الشر والاستبداد قد فقدت بصيرتها ولعلهم فقأوو عيونهم بأيديهم أو أن تكون الأيدي لغيرهم

معاذ- نعم احتراقهم بناري هي خطيئتك فقد بدل قومي وغيروا بتفسير نارك فمنهم من قال أنها سراج حرية ونور ومنهم من قال أنها نتيجة حتمية لحالة نفسية فردية لا تعدو أن تكون هروبا من الفقر ويأس وإحباط وهنالك من اتخذ من جثمانك دعاية وتجارة وادعاءات وطنية للوصول للمناصب والكراسي وآخر ما أفكر به أن أكون كذلك ولكنهم باتأكيد لم يشيروا الى جوهرها بحق ولم يبذلوا جهدا حقيقيا في سبيل تحقيق رؤاها!
نعم لقد كذبوا علي بتفسير حقيقتك لم يقولوا لي انك من خلال نارك ونورها هو لإظهار السواد والعتمة التي يعيشون بها تحت قوى الاستبداد وقوى الشر لن تصدق لو قلت لك أن قوى الشر بسذاجة قوى الاستبداد قد خلقت شرا كبيرا من بيننا نعم شرا من أبناءنا وأخوتنا لمصلحة شيطانهم الأكبر وأوهموني أنها حربنا وأرسلوني فداءا لإرضاء شيطانهم ومتاجرة لأغراضهم
للحظة كنت أظن أنهم على حق لأنني لم أجد في قومي من يقف ضد هذا ويعلنها صراحة أن قوى الاستبداد هي السبب فسذاجتها وركضها نحو قوى الشر وهي لا تعلم كان فقط لإرضاء شيطانهم
ولكنني لن انسي أن هنالك من أمتي قبل مجيئي إليك قد صرخوا وأنا في الأسر أن هذه ليست حربنا يا ليتهم كانوا صادقين بدعواهم وأعادوني لأعيش بالحقيقة لأعيش وفق حقائق نيرانك التي أشعلتها بجسدك لتضيء لنا نور الحقيقة
ولكن قومي قد تشابهت عليهم النيران فبعض النيران وقفوا عليها متفرجين وكانت الحجة فرق التوقيت والبعد الجغرافي والزماني " بورما" ولم يربطهم بها ملايين الحبال الأخلاقية والإنسانية والدينية بها ويبدو أن قوى الظلام قد منعتهم عن رؤية ذلك
ولن ننسى أن تلك النيران التي اشتعلت بأجساد المؤمنين الطاهرين الذين كانوا بالفعل قد أبصروا حقيقة نيرانك التي جعلت أنت نورها يسري بعقولهم وبنور عقيدتهم ولكن للأسف كثيرا من أمتي وعلماءها قد شيطنوها وجعلوها كما أنها لو كانت السنة لهب حارقة للإنسانية ولإضفاء الشرعية عليها حرقوها بأيدي جيوشنا وعلماءنا وإنني هنا بعد هذا ابرأ إلى الله من كل من تلطخت يده بهم وابرأ إلى الله من كل إنسان لم يعقل احتراق أجسادنا وأجساد من احترقت ما بين ناري ونارك التي احترقت على صليب الحرية وطريق التحرر من قوى الاستبداد والتي جعلتنا أدوات بادي قوى الشر وقوى الظلم لتحقيق رؤاهم الشيطانية.

ولكن إذا لم تكن الأجساد المشتعلة قادرة على أن تنير لهم الدرب وإذا كانت رائحة الدماء والأشلاء في غزة وسوريا والعراق تشعرهم بهذا فكيف لهم أن يعقلوا.

يبدو أن الحقيقة الأكثر وضوحا هو فقدان الأمة الوصول للحقائق بواسطة الحواس الخمس التي تنعكس بواسطة أجساد إنسان وبواسطة السماء فهنيئا إذا للشيطان أن يلعب بهم كيفما يشاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعقيب
عبدالغني زيدان ( 2015 / 2 / 6 - 22:44 )
إنني أستعرض جميع ما كُتب، فلا تميل نفسي إلا إلى ما كتبه الإنسان بقطرات دمه.. اذا كان هذا راي نتشيه بالدماء فكيف بمن احترق ،،
إن كان لابد للحقيقة أن تسطع فالأولى أن تكون نيران الأجساد المشتعلة سراجا نستنير بها للوصول إليها .
وكل ذو عقل يحتاج إلى ما هو أكثر من احتراق الأجساد ليصل للحقيقة ليراجع إنسانيته ورماد فكره

اخر الافلام

.. طلاب إسرائيليون يهاجمون داعمين لفلسطين بالألعاب النارية في ج


.. -قرار بايدن- يغضب إسرائيل.. مفاوضات الرهائن في خطر




.. هل الميناء العائم للمساعدات الإنسانية سيسكت جوع سكان غزة؟


.. اتحاد القبائل العربية في سيناء برئاسة العرجاني يثير جدلاً في




.. مراسل الجزيرة: استشهاد ثمانية فلسطينيين نصفهم أطفال في قصف ع