الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الإصلاح الديني: مثالان لتغيير الدين والعبرة منهما

التهامي صفاح

2015 / 2 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا
شعارنا : حرية – مساواة – أخوة
سأحاول في هذا المقال ، الإيجاز تخفيفا عن القارئ الكريم ومساهمة في النقاش حول إصلاح أحوال الإنسان.
في هذا الإطاربثت قناة "فدك" الشيعية اللندنية بالأمس الجمعة مساء برنامجا مباشرا بطله الشيخ الشيعي ياسر الحبيب .و وردت مكالمة من أحد مواطني السعودية من المدينة المنورة صرح خلاله أنه """عرف الحقيقة""" منذ 3 أو 4 سنوات وعبر عن نيته إعلان تشيعه .و بعد تبادل التحايا مع الشيخ ياسر الحبيب باشر هذا الأخير إملاء بعض العبارات التي على المواطن السعودي أن يرددها كالببغاء أمام الملأ ففعل. ثم هنأه الشيخ بتشيعه .ووعد المتشيع الجديد الشيخ بزيارته في لندن للقاء.
هذه الأيام كانت نفس القناة تطلب التبرعات المالية من المتشيعين لتسديد ثمن البث الذي كانت تقول أنه سيتوقف في حال عدم التسديد .
نفس السلوك لوحظ في قناة الحياة المسيحية التي كان يتصل بها مشاهد مثلا يقول أنه ""توصل للحقيقة"" ليعلن إعتناقه للمسيحية أمام الملأ و كان القمص زكريا بطرس قبل مغادرته للقناة يملي هو أيضا عبارات يطلب من ذلك المشاهد ترديدها وراءه . و نفس سلوك طلب التبرعات من المشاهدين لوحظ في القناة المسيحية .
من الناحية العلمية الحديثة التي تعتمد على الملاحظة والمقارنة والتحليل والتجربة والإستنتاج كخطوات منهجية في التعاطي مع الظواهر الإجتماعية والسلوكية القابلة للملاحظة و القياس العلمي هذه الوقائع تثبت:
1- أن الظاهرة الدينية في المنطقة متشابهة في خطوطها العامة و تطلب الأموال من الوافدين الجدد.و بذلك تعيش.إسترزاق يعني عوض شغلانة شريفة على حد تعبير إخواننا المصريين .
2- أن إنتقال الأفراد من طائفة دينية لطائفة أخرى و الذي له أسباب متعددة شخصية وخارجية عن الشخص هي موجهة ضد طائفة أو طوائف أخرى وتجعله أتوماتيكيا عدوا لها .بما يعني تحث على العداء والكراهية أيا كانت وجهة النظر الدينية .
3- أن إنتقال الأفراد من طائفة داخل نفس الدين (هنا من السنية للشيعية ) يبدو أكثر تقبلا من طرف المجتمع من الإنتقال من دين لدين آخر(هنا المسيحية والإسلام) ..ترمي بالفرد لمصير مجهول يفترض فيه كل الإحتمالات .
4 – أن إعلان الأفراد أنهم ""توصلوا للحقيقة"" يعني أنهم إكتشفوا أوأنهم كانوا غير عارفين لأشياء و معلومات كانت مخفية عنهم عنوة كي لا يصلوا إليها..و أن المسأله هي مسألة معرفة لمعلومات .
5 – أن ""الحقيقة"" التي يقصدونها كما بيننا من خلال المثالين متغيرة حسب الأفراد. الحقيقة بالنسبة للمتشيع ليست هي نفس الحقيقة بالنسبة للذي أعلن عن رغبته في أن يصير مسيحيا .
6 – إذا إفترضنا جدلا أن أحد الشخصين المساقين في المثالين فعلا ""توصل للحقيقة ""، فلن يبقى أمامنا نظرا لإختلاف الدين المحمدي عن الدين المسيحي إلا إستنتاج واحد منطقي هو : أن الشخص الآخر لم ""يعرف الحقيقة" و إنما يتوهم أو أنه يعرف داخل الأكاذيب أن بعضها أكاذيب فعلا و له اليقين بذلك. لكنه يبقى في بداية الطريق فحسب نحو الحقيقة العلمية الحديثة للظاهرة الدينية برمتها التي تخضع لقانون طبيعي (أنا كمؤمن أقول ناتج عن إرادة إلهية عظمى..يمكن للملحدين المحترمين طبعا أن يقولوا ناتج عن الطبيعة فحسب ولن يتغير الإستنتاج العلمي) يضبط تنظيم الأنواع الحيوانية التي تعيش في جماعات .
7- من خلال تصريحات قناة فدك على لسان بطلها المغوار ياسر الحبيب و توجهاته الطائفية غير المؤمنة بأي مبادئ بعيدة المدى الناظرة بحكمة لمصير الناس و ما يرمون فيه من مآسي بعد تشبعهم و المعتمدة من الناحية العلمية الحديثة على محاولة العقلنة لما لا يعقلن من مرويات لا دليل دامغ على وجودها الفعلي ، يمكن القول أنه ليس هناك تشيع عقائدي و إنما هناك تشيع سياسي فحسب. لأن كلام ياسر الحبيب و كل الشيعة في إختلافهم مع السنة هو إختلاف حول الخلافة و الحكم الذي يقولون بصدده أن علي بن أبي طالب (الميت الآن حسب الروايات و الذي يمكن طرح السؤال إن كان له في الماضي وجودا فعليا أم لا من الناحية العلمية) هو أولى بالخلافة في القرن السابع الميلادي و لذلك يعادون أموات آخرين كانوا حكاما في الجزيرة العربية ويلعنونهم هم وبناتهم و هم أصحاب الأسماء الآتية أبو بكر و عمر و عثمان في الثراث المحمدي ).
الخلاصة : نستنتج مما سبق أن تغيير الدين في المنطقة هو في الحقيقة فعل سياسي إجتماعي الهدف منه تغيير حياة الأفراد للأفضل حسب المعطيات المتوفرة عند المحاولين لتغيير الدين أو المذهب .و ليس هناك من تغييرللدين فقط ل"وجه الله" كما يقولون.
هذا التغيير للدين يتجه للأسف نحومنظومات دينية لها مصطلحات سياسية و أخاديع و أدوات قديمة كانت مستعملة في القرون الغابرة البعيدة عنا زمنيا .و بما أن المصالح و المفاهيم تتغير حسب تغير البيئة و تطورها عبر الزمن ، فمن المنطقي بل من الضروري حسب نتائج الدراسات البيولوجية أن التكيف مع البيئة و مستجدات تغيراتها يقتضي تغيير المفاهيم والوسائل والأدوات السياسية لتنظيم المجتمع أي التأقلم مع الوسط البيئي .
و بما أن الأمثلة التي سقناها هنا تتعلق بمواطنين إعتقدوا خطأ من الناحية المعرفية أنهم "توصلوا للحقيقة" ، فمعنى ذلك أنهم لم يكونوا مؤهلين من الناحية العلمية لنقد تلك المفاهيم التي تروج في الفضائيات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الموغلة في الجهل و الأمية والتخلف .إذن نخلص إلى أن تعميم التعليم العلمي الحديث و إعلان حرمة الأفراد في الفتوى لهم وحرية الفكر والتعبيرمثل ما هو موجود عند الأمم الحرة الديموقراطية ذات التجارب الناجحة في تنظيم المجتمع والقريبة من المنطقة جغرافيا هو الكفيل بإعطاء القوة لهذه المجتمعات و علاجها من أمراض القرون الغابرة الدينية الموغلة في التخلف و التخويف و الإرهاب..
و للجميع دون إستثناء
تحياتي وأماني الحارة بالحرية والعزة والكرامة و طول العمر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية