الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف والجريمة وقابلية المجتمع المصري لها

رضا فتحي

2015 / 2 / 7
المجتمع المدني


خلال الآونة الأخيرة ازدادت حده ووتيرة أعمال العنف والبلطجة وتزايد معها معدل الجرائم في مصر بشكل مخيف، يوميا نسمع عن الكثير من الاحداث المؤسفة وجرائم تقشعر وترفضها الانسانية لها الابدان، بل والادهى من ذلك هو تزايد حده العنف حتى بين افراد الأسرة الواحدة وتزايد السلوك العدواني نحو الاخر حتى لو لمجرد الاختلاف في الآراء. فهل هذه هي طبيعة الشعب المصري؟ وماهي المؤثرات والاسباب التي ساعدت على ذلك؟ وهل للاضطراب السياسي الذي مرت به البلاد وماتزال تمر به دخل في تزايد العنف؟

بالنظر في عين الحقيقة نحن امام موضوع في غاية الأهمية لأنه يمس الجانب الإنساني والأخلاقي والاجتماعي في حياتنا، والمحزن نحن كمصريين وعرب بشكل عام ليس لدينا ثقافه الاختلاف بدون خلاف، فبمجرد أن نختلف مع الاخرين يتحول ذلك الخلاف الى عداء وصراع بغيض. ولعل أكبر دليل على ذلك ما تمر به البلاد من اضطرابات سياسية، إذا أمعنا النظر الى عمق وأساس تلك الأحداث والاضطرابات سنجد أنه مجرد اختلاف في الراي والتوجه والرغبات والتفكير لكلا الطرفين، فلما لا نقبل الاخر على ما هو عليه ونتعايش معه ونحاول أن نجعل نقاط الاختلاف نوعا من التكامل لا للصراع ؟!! ولما لا ندرك أن الاختلاف رحمه من الله بعباده؟!!.

جميعنا لدينا أصدقاء وأخوه وزملاء عمل واناس كثيرون نتعامل معهم في حياتنا اليومية ونختلف معهم كثيراً ولكن نحاول دائما رغم الخلاف ان نبقى على رابط المحبة والاخاء بيننا من باب الإنسانية وأننا جميعا بشر وأبناء وطن واحد أرائنا تقبل الصواب والخطأ، فلا يهم كثيراً هم ينتمون لأي تيار وهل هم أخوان ام عسكريون او غيره بل على العكس علينا أن نتحاور دون ان نتصارع وننهى الخلاف بالقطيعة بيننا.

من ناحيه أخرى قرأت العديد عن الحوادث المفجعة التي تزايدت في الفترة الأخيرة وكثر الحديث عنها والتي تدل على أن جزء كبير من مجتمعنا فقد إنسانيته؛ يؤسفني قول ذلك، ولكن حقا كثير من قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا التي كانت متأصله في المجتمع انقرضت الآن – اعلم ان كل مجتمع على مر تاريخه تحدث في أحلك فتراته الكثير من الصراعات والجرائم واعمال العنف وغيرها هذا امر طبيعي ولكن عندما تزداد تلك الظواهر وتتكرر بشكل كبير فهنا لابد من القلق والتفكير في الاسباب التي تؤدى الى ذلك والدوافع – فلو أننا لاحظنا حال الناس بالشوارع والطرقات والتي تعكس كثيراً احوال المجتمع ومدى انضباطه والتزامه من عدمه نجد العديد من المواقف التي تستوقفنا وتلفت انظارنا الى ان هناك خطأ ما وخلل يجب الالتفات اليه لعلاجه، وعلى سبيل المثال لا الحصر تحدث مشادات بسيطة على اتفه الاسباب بين طرفين نجد الالفاظ والشتائم قد تنهال، وهذا اذا لم يتم التطاول بالأيدي ، حتى الشباب الذى هو الجيل القادم وعماد المستقبل نجده يتباهى بعبارات "الروشنه " وغيرها من العبارات غير اللائقة الى اصبحت متداوله بين الشباب بل والكبار احيانا.

نجن بحاجه الى أعاده تقييم لكل اساليب التربية نحن لسنا بحاجه الى ثوره سياسية بل الى ثوره أخلاقية انسانيه تعيد فينا اخلاقنا وقيمنا التي فقدناها في زحمه الحياة ومشاكلها وضغوطها فبالأخلاق كل شيء يتم إصلاحه.

فعندما نجد أمر من الامور كنا نعتبره من المحرمات الدينية والمرفوضة أخلاقيا، ويحدث بشكل عادى من دون أي وقفه من المجتمع او معاقبه فاعليه، نعلم حينها ان هناك خلل يجب الالتفات إليه لعلاجه. نسينا أننا أمه محمد الرسول الكريم الذي قال عنه عز وجل "وإنك لعلى خلق عظيم ". وثغره عدم الامن التي نشعر به جميعا حيث أصبحنا غير أمنيين على أنفسنا عند خروجنا من منازلنا نخشى السرقة والبلطجة والتفجيرات، ونعيش حاله من عدم الاستقرار على كافة الأصعدة والمجالات منذ ثوره 25 يناير وما تبعها من احداث الى التطورات الحالية وانعكاساتها على المجتمع، وأصبحنا كحال عقد تناثرت حباته الواحدة تلو الاخرى في اماكن عديده صعب جمعها – نعم صعب، ولكن ليس بمستحيل ابدا لآن الامل يظل دائماً موجود في صلاح احوال البلاد والعباد من أجل حياه كريمة أمنه لجميعنا.

ولعل من الضروري القاء الضوء على اسباب ذلك التغيير في المجتمع، وخاصه الشباب وهي اسباب عديده ومتنوعة ولعل اهمها هو غياب الوعي والقدوة والمثل الاعلى وتخبط الاهداف واليأس من تحقيق حياه عادله وأساليب التربية الخاطئة التي تفتقد الى الحزم والانضباط وتعلم القيم والمبادئ، مما ينتج جيل فوضوي غير قادر على تحمل المسئولية، ولا ننسى أن للجانب الاقتصادي دور كبير جدا نظراً لانعكاس حاله الفقر وتفشى البطالة على سلوكيات الناس مما قد يدفعهم احياناً الى العنف والجريمة.
فلو نظرنا نظره فاحصه الى العديد من المشكلات في المجتمع وان لم يكن اغلبها نجدها في الاساس ترجع في جذورها ال اسباب اقتصاديه، فضلا عن الاضطراب السياسي الذي خلف نوعاُ من عدم الاستقرار لدى الجميع
اذن فمعادله بسيطة جدا؛ اضطراب سياسي إضافة إلى احوال اقتصاديه ومعيشيه صعبه ينتج عنها مجتمع على حافه الهاوية الأخلاقية والإنسانية وبالتالي تكثر الاعمال الإجرامية والعنف وتضيع الإنسانية فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة


.. هيئة التدريس بمخيم جباليا تنظم فعالية للمطالبة بعودة التعليم




.. كلمة أخيرة -ماذا سيحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم ا


.. تونس: ما أسباب توقيف سعدية مصباح رئيسة جمعية تدافع عن المهاج




.. هل تجهض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ؟ |.. سامويل وربي