الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع محمد حسين هيكل في (حياة محمد)

محسن المالكي

2015 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اذا كان مفكرينا من على شاكلة محمد حسين هيكل فلن ندخل عصر الانوار ابدا،حينما بزغ عصر الانوار في اوربا وهو حركة اجتماعية وسياسية وثقافية وفلسفية واسعة ظهر فلاسفة ومبدعون من امثال ديكارت .كانط .جان جاك روسو .فولتير .دفيد هيوم وغيرهم كثير ساعدت هذه الحركة بشكل كبير على النهضة وانتشار الافكار وابداعا في شتى المجالات .
في عالمنا العربي والاسلامي استطيع القول اننا مازلنا حبيسي الفكر الديني السلطوي الظلامي التي تستمد السلطة السياسية منه القوة والشرعية وديمومة بقاءها واستمرارها ولهذا عملت السلطة السياسية ومن خلفها الدينية بشتى الوسائل على قمع كل صوت حر ومتنور ونهضوي وحاولت بكل جهودها تشجيع ودعم مثقفي السلطان على انهم من يحمل فكر الامة هذا الدعم اللامحدود وتشجيعهم ومساندتهم حال دون نهضة الامة وعدم دخولها عصر الانوار وبالتالي حال دون انتقال الامة من العصر الديني المتخلف والمستبد والظلامي الى عصر النهضة والتنوير ومازالت الامة تعيش السبات والخمول وتعشعش فيها انواع الدكتاتوريات والاستبداد ونعدام الحريات ومجتمعات محنطة تغلب عليها ثقافة الموت وكره الحياة .
يقف في مقدمة الاسباب في عدم نهضة الامة مثقفيها .كيف؟لان هولاء لهم دور كبير في صياغة ثقافة الامة وهم ادوات ويمكن استخدامها سواء خيرا كان او شرا يمكن ان يساهموا في تطورونهضة الامة ويمكن ايضا ان يكوتوا اداة للتخلف والجهل وياللاسف هذا الذي حصل فقد استخدمتهم السلطة بكل براعة وكانوا لها اكبر عون بهم استمر الفكر الخرافي والنفوذ الديني والاستبداد والتقليد وبهم طمست عيوب المجتمع وتناقضاته ولمعت المعتقدات الخرافية التي روج لها رجال الدين وكهنته وسخرت (الحق الالهي )الذي استفاد منه الملوك والسلاطين والمستبدين كل تاريخنا يثبت ذلك وعدم اقامة مجتمع متجدد قائم على مفاهيم جديدة كاالحرية والديمقراطية.
ساهم هولاء في تشجيع فكر متخلف مساند للانظمة القمعية والاستبدادية محمد حسين هكيل واحد من هولاء في النصف الاول من القرن العشرين بدأ هيكل بتأليف كتاب اسماه حياة محمد وقد قاده الى وضع هذا البحث امور عدة نلخصها بقوله (بدأت اراجع تاريخ محمد وأعيد النظر في سيرة بن هشام وطبقات بن سعد ومغازي الواقدي وعدت الى كتاب سيد امير علي (روح الاسلام )ثم حرصت على ان اقرأ ماكتب بعض المستشرقين لكن مالقيت من اقبال وتشجيع من طائفة شيوخ المعاهد جعلني افكر تفكيرا جديا في تنفيذ مااعتزمت عليه من كتابة حياة محمد هي الطريقة العلمية الحديثة )انتهى
ان الدافع الاساس لكتابة هذه السيرة هي الطريقة العلمية كما يدعي لكن السؤال هل كان صادقا ونقل لنا هذه السيرة بكل حياد وتجرد وعلى الطريقة العلمية ام انه مجرد رقم يضاف الى الاعداد الهائلة من السير .
في تقديم الكتاب يقول هيكل وفي الاسطر الاولى مانصه (بهذا الاسم الكريم تنطق ملايين الشفاة وله تهتز ملايين القلوب كل يوم مرات وهذه الشفاة والقلوب به تنطق وله تهتز منذ اربعمائة والف سنة الا خمسين وبهذا الاسم الكريم ستنطق ملايين الشفاة وتهتز ملايين القلوب الى يوم الدين )هذه هي بداية العلمية التي يقررها وينتهجها هيكل فكيف ستكون النهاية .
حاول هيكل ان يرسم لنا صورة خيالية من عنده لمحمد تتسم بالغموض والالتباس كما في قولة في احدى صفحات الكتاب (وبدأ محمد يومئذ في غاية السماحة )
كيف اختار هيكل منهجه لكتابة التاريخ ثم ماهي الدوافع التي دفعته نحو كتابة حياة محمد وهل نحن بحاجة الى مصدر يضاف الى الاعداد الهائلة والتي تعد بالمئات وفي الحقيقة لا توجد شخصية في التاريخ ارخ لها كمحمد، اليس الهدف الاساس هو ابقاء الامة متخلفة كي لا يمكنها اللحاق بالعالم المتحضر وبالتالي البقاء في عالم الاستبداد الذي رسخه الاسلام حياة محمد اشتمل على معالجات غير جيدة لا تخلوا من التدليس والكذب مثل قضية تحريف القرأن على انه متواتر ومحفوظ من الزيادة والنقصان كما دلس في قضية المرأة ومكانتها في الاسلام وكذب في قضية حديث الغرانيق وحقيقة نوبات الصرع التي كانت تنتاب محمد ،هل من المنهج العلمي الذي ارتضاه هيكل لنفسه يفرض عليه ان القرأن هو معجزة محمد الكبرى
اتسمت حياة محمد بترقيع الاخبار وتشويشها مما يدل على ان الكاتب لم يقو على تصوير الاحداث او انه عمد الى تشويشها كما في واقعة بني قريظة والتي يبررها بطريقة مخجلة لا تتسم بالشجاعة والعقلانية ولا تتناسب مع المنهج العلمي الموضوعي الذي يتبناه يقول في الفصل الثامن عشر غزوتا الخندق وبني قريظة مانصه (فحكم سعد فيهم ان تقتل المقاتلة وتقسم الاموال وتسبى النساء والذرية فلما سمع محمد هذا الحكم قال والذي نفسي بيده لقد رضي الله بحكمك هذا الله والمؤمنون وبه امرت ثم خرج الى سوق المدينة فأمر فحفرت بها خنادق ثم جيء باليهود ارسالا فضربت اعناقهم )ويبرر هيكل هذا الحكم التعسفي الهمجي بقوله (ولعل (ولعل هنا تفيد الظن )سعد ذكر ان الاحزاب لو انتصرت (اشدد على اداة لو )بخيانة بني قريظة لما كان امام المسلمون الا ان يستأصلوا وان يقتلوا وأن يمثل بهم فجزاهم بمثل ما عرضوا المسلمين له )هذه هي اعلا صور المنهجية العلمية التي يهلل لها هيكل في بحثه هذا ،
ويعود هيكل الى تشويش الاخباروتشويهها ويؤلف صورة من مخيلته كي يزيد الغموض غموضا والالتباس التباسا هذه الصورة لا تنسجم مع هدف العلمية التي ينتهجها هيكل كما يدعي (ثم ان الزبير القرظي كان قد من على ثابت بن قيس في يوم بعاث بأن خلى سبيله بعد اسره فأراد ثابت ان يجزيه بعد حكم بن معاذ فذكر لرسول الله منة الزبير عليه واستوهبه دمه فلما عرف ما فعل ثابت قال له شيخ كبير مثلي لا اهل له ولا ولد ماذا يصنع بالحياة فاستوهب ثابت دم امرأته فوهبه اياه ثم استوهبه ماله فوهبه اياه فلما اطمئن الزبير القرظي سأل عن كعب وعن حيي وعن زعماء بني قريظة فلما علم انهم قتلوا قال اني اسألك ياثابت الا الحقتني بالقوم فضربت عنقه بمشيئته )ثم يأتي هيكل صاحب العلمية المزعومه بأسوء تبرير وبمنهجية غير واقعية او بدافع اقناع البعض من السذج هذه التخيلات الذهنية التي يمليها على النص التاريخي لا تناسب الا ذوقه المريض فيقول (وفي رأينا ان دم بني قريظة معلق في عنق حيي بن اخطب وأن كان قد قتل معههم فهو قد حنث بالعهد الذي عاهد قومه من بني النضير حيث اجلاهم محمد عن المدينة وهو بتأليبه قريشا وغطفان وتحزيبه العرب كلها لقتال محمد قد جسم العداوة بين اليهود والمسلمين والذي حمل بني قريظة على نقض عهدها والخروج من حيادها ولو انها بقيت عليه لما اصابها من الشر شيء وهو الذي دخل حصن بني قريظة بعد ارتحال الاحزاب ودعاهم لمواجهة المسلمين ولو انهم نزلوا على حكم محمد منذ اليوم الاولواعترفوا بخطئهم لما اهدرت دماءهم وضربت اعناقهم لكن العداوة بلغت من التأصيل في نفس حيي وانتقلت منه الى نفوس بني قريظة حدا جعل سعد وهو حليفهم يؤمن بأنهم ان بقي على حياتهم فلن تهدأ لهم نفس حتى يؤلبوا الاحزاب من جديد فالحكم على قسوته وشدته (اعتراف صريح بقساوة الحكم وشدته )انما كان متأثرا فيه بالدفاع عن النفس واعتباره بقاءاليهود او زوالهم مسألة حياة او موت بالنسبة للمسلمين )
الكاتب يقوم بعملية خبيثة وهمجية لتبرير الوحشية والقساوة والشدة اذا كانت تصب في مصلحة الاسلام الهمجية التي انتهجها محمد في قتله لكل هولاء والاستيلاء على اموالهم وسبي نساءهم وبيع اطفالهم لا تعد بشيء امام هيكل ومن على شاكلته حتى لو كانت على حساب البشر وكرامتهم يريد ان يقول لنا ان مافعله محمد بهولاء يستحقونه ولا يلام عليه احد الا الضحية فهو الذي يلام فقط حقا اذا كان مفكرينا وكتابنا من على شاكلة هيكل وأغلبهم كذلك فلن تدخل عصر النهضة والانوار ابدأ،
. - See more at: http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=454224#sthash.9VEkt7Rl.dpuf








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عظمة محمد
سلمان ( 2015 / 2 / 8 - 21:28 )
يقول المستشرق الفرنسي (د. وايل) في كتابه (تاريخ الخلفاء) :
- إن محمداً يستحق كل إعجابنا وتقديرنا كمصلح عظيم، بل ويستحق أن يطلق عليه لقب (النبي)، ولا يُصغى إلى أقوال المغرضين وآراء المتعصبين، فإن محمداً عظيم في دينه وفي شخصيته، وكل من تحامل على محمد فقد جهله وغمطه حقه -

ويقول الفيلسوف الألماني (غوته) نقلا ًعن كتاب (شمس الحضارة تسطع على الغرب : زيغريد هونكه ص465) :
- لقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان؛ فوجدته في النبي محمد -


2 - افضل الصمت على ان اكذب
محسن المالكي ( 2015 / 2 / 9 - 10:03 )
السيد بيتر من الفايس بوك ماتقوله صحيح ولكن هل يعتبرهذا الكلام عذرا للسيد هيكل كي ينافق ويتجاوز على الحقيقة اليس من الافضل له ان يصمت بدل ان يكتب الاكاذيب بحجة الخوف


3 - االحرب خدعة
محسن المالكي ( 2015 / 2 / 9 - 10:21 )
قال محمد (الحرب خدعة )لقد جسد المسلمون هذه المقولة على اتم وجه وطبقوها بحذافيرها فأذا كانت الحرب خدعة فلا بأس ان ينقلوا الاكاذيب عن المشاهير من قبيل قال كارل ماركس جدير بذي كل عقل ان يعترف بنبؤة محمد وانه رسول من السماء الى الارض وعن تولستوي قوله سوف تسود شريعة القران العالم لتوافقها وانسجامها مع العقل والحكمة )وفي المقابل اغفلوا واهملوا او تناسوا العدد الهائل من المستشرقين واقوال المفكرين اصحاب الشأن الذين طعنوا كل الطعن بمحمد ودينه كأنها لم تكن واهملوها كل الاهمال بل حاولوا بشتى الطرق التقليل من شأنها جاء في وسوعة (لاوس الفرنسية )مايلي (بقي محمد مع ذلك ساحرا ممعنا في فساد الخلق لص نياق كردينالا لم ينجح في الوصول الى كرسي البابوية فأخترع دينا جديدا )يجب الاعتراف بأن الكتاب الغربيين كانوا السباقين الى نقد الاسلام ودينه خصوصا في العصور الحديثة وقد قالوا عنه (انه متهالك على اللهو ورئيس عصابة من قطاع الطرق وهناك من اعتقد بأن محمد مات في نبوبة سكر وقد ذهب بعضهم الى حد جعل محمد ضنما من ذهب ومنهم من وصفه بأنه دجال والاسلام مجموعة من الهرطقات اخيرا نقول لا تجادلونا في اقوال المشاهير