الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرق وداعش في التراث الإسلامي

سامي القسيمي

2015 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما صفقنا للشابة الفلسطينية "وفاء إدريس" عندما قامت بتفجير نفسها سنة 2000 م في القدس وكذلك عندما إنتحرت "آيات الأخرس" بوسط متجر في القدس في سنة 2002 وغردنا ورقصنا في الشوارع لهذا الحدث والجلل العظيم والمهم، وسمينا أطفالنا بأسمائهن، وتنفسنا الصعداء وبكينا من الفرحة، وفجأة نضحك على أنفسنا ونقول داعش لاتمثل الإسلام! . [2] [1].
فهذه لم تكن بداية ولادة داعش ولكنها من رحم داعش التي أفرزت وربّت أطفال منذ نعومة أظافرهم سنين طويلة والتي كنا نحن نحقنه ونشحنه وراء كل عملية لتنتج وتتكاثر بالمئات بل بالآلاف من هؤلاء الأطفال الذي غُسلت أدمغتهم منذ الصغر وعندما يرون هؤلاء الأطفال زميلهم أو زميلتهم والذين ينتمون لنفس المدرسة الإرهابية ويشاهده ينتحر ونسميه نحن الشعب المسلم "شهيد !" يبادرون بدورهم ويتسابقون ليكونون أوّل الصف من المنتحرين لينالوا "الشهادة" والفوز بالجنة ومازالت إلى اليوم هذه الخلايا تتكاثر وتخطط وتنفذ هذه العمليات الإنتحارية الإجرامية، والتي كانت مقبولة من قبلنا، نحن الشعب العربي والتي رحبنا بها بالتهاليل وطلقات النيران في السماء للتعبير عن السعادة لشهادة هؤلاء الأطفال يُقتلون!.
فنحن من شجعناهم لمزيد من العمليات الإنتحارية "الإستشهادية" ونطلق عليهم شهداء الأمة !!! .
نحن الذين صنعنا داعش ليست أمريكا وليس الغرب الأوروبي نحن العالم العربي المسلم لامزيدا من التوهم، هذا ماصنعناه نحن بأيدينا للأسف فليس أنتم السبّاقون في ذلك وإنما توارثناه من آبائنا الأولون على مر السنين من كتبنا التراثية الغنية بالقتل والدم والحرق الذي حدث في الماضي الإسلامي ومثبت في القرآن ة وكتب السنة ويذكرنا بهم الكهنة ورجال الدين كذلك وأئمة المساجد وبخطبهم المدوية ليل نهار.
إن حادثة إحراق الطيّار الأردني معاذ الكساسبة ليس فعلا مستغربا عليه لأنهم يطبقون كتب التراث الإسلامي والقرآن بحذافيرها فهو على حد قولهم وقول الشارع يستحق الطيّار معاذ الحرق والتعذيب لأنه قام بحرق النساء والأطفال ، وعند عرضهم للفيديو استشهدوا بابن تيمية بجواز حرقه ولكن هل الحرق موجود في الإسلام أم لا ؟ هذا ماسنعرفه وبالدليل والإثبات على ذلك .

أولا:الدليل الأول من القرآن

عنوان الفيديو : شفاء الصدور (HEALING THE BELIEVERS CHESTS)
1- سورة التوبة
عنوان فيديو حرق الطيّار إسمة (شفاء الصدور) واقتبسوا هذا العنوان من سورة التوبة الآية رقم 14
>.
هل هذه مصادفة ؟ أكيد لم تكن مصادفة فهم يطبّقون القرآن كما جاء في سورة التوبة فمن هذه الآية يتضح أن المقصود (ويشف صدورهم) أن الحرق يشعر المسلمين بالراحة النفسية لحرق هذا الكافر حسب إدعائهم لننظر إلى التفسير من التراث الإسلامي لهذه الآية. [3] .

تفسير ابن كثير
وقد ذكر ابن عساكر في ترجمة مؤذن لعمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - عن مسلم بن يسار ، عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا غضبت أخذ بأنفها ، وقال : يا عويش ، قولي : اللهم رب النبي محمد اغفر ذنبي ، وأذهب غيظ قلبي ، وأجرني من مضلات الفتن .
ساقه من طريق أبي أحمد الحاكم ، عن الباغندي ، عن هشام بن عمار ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الجون ، عنه .

تفسير الطبري
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قاتلوا ، أيها المؤمنون بالله ورسوله ، هؤلاء المشركين الذين نكثوا أيمانهم ، ونقضوا عهودهم بينكم وبينهم ، وأخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرهم ( يعذبهم الله بأيديكم ) ، يقول : يقتلهم الله بأيديكم ( ويخزهم ) ، يقول : ويذلهم بالأسر والقهر ( وينصركم عليهم ) ، فيعطيكم الظفر عليهم والغلبة ( ويشف صدور قوم مؤمنين ) ، يقول : ويبرئ داء صدور قوم مؤمنين بالله ورسوله ، بقتل هؤلاء المشركين بأيديكم ، وإذلالكم وقهركم إياهم . وذلك الداء ، هو ما كان في قلوبهم عليهم من الموجدة بما كانوا ينالونهم به من الأذى والمكروه .

تفسير البغوي
( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ) يقتلهم الله بأيديكم ، ( ويخزهم ) ويذلهم بالأسر والقهر ، ( وينصركم عليهم ويشف صدور قوم ) ويبرئ داء قلوب قوم ، ( مؤمنين ) مما كانوا ينالونه من الأذى منهم . وقال مجاهد والسدي : أراد صدور خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعانت قريش بني بكر عليهم ، حتى نكئوا فيهم فشفى الله صدورهم من بني بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين . [4] .

التعليق
يتضح مما سبق من التفاسير السابقة أن المؤمنين حتى يذهب الغيض من قلوبهم وتطمئن قلوبهم وأن تكون حالتهم النفسية بأفضل حالاتها بأن يقتلوا ويقهروا ويذلوا ويخزوا الأعداء ولاحظ تفسير البغوي (ويذلهم بالأسر والقهر) وهذا ماعملوه مع الطيّار بالأسر والذل وبهذه الحالة صدور المؤمنين تكون مرتاحة مطمئنة،إذن المسلم في الإسلام مريض ولن يشفى إلا بتعذيب الآخرين.

2- سورة النحل
>. (سورة النحل الآية رقم 126) .
تفسير ابن كثير
يأمر تعالى بالعدل في الاقتصاص والمماثلة في استيفاء الحق ، كما قال عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن خالد ، عن ابن سيرين : أنه قال في قوله تعالى : ( فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) إن أخذ منكم رجل شيئا ، فخذوا منه مثله .

تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره للمؤمنين : وإن عاقبتم أيها المؤمنون من ظلمكم واعتدى عليكم ، فعاقبوه بمثل الذي نالكم به ظالمكم من العقوبة ، ولئن صبرتم عن عقوبته ، واحتسبتم عند الله ما نالكم به من الظلم ، ووكلتم أمره إليه ، حتى يكون هو المتولي عقوبته ( لهو خير للصابرين ) يقول : للصبر عن عقوبته بذلك خير لأهل الصبر احتسابا ، وابتغاء ثواب الله ، لأن الله يعوضه من الذي أراد أن يناله بانتقامه من ظالمه على ظلمه إياه من لذة الانتصار ، وهو من قوله ( لهو ) كناية عن الصبر ، وحسن ذلك ، وإن لم يكن ذكر قبل ذلك الصبر لدلالة قوله : ( ولئن صبرتم ) عليه .

التعليق
يتضح من التفاسير السابقة أن نغاقبهم بمثل ماعوقبتم به وأن ننتقم وحتى لو طال الزمان فعلينا بالصبر حتى ننتقم!.

3- سورة البقرة
<< لشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ>> .(سورة البقرة 194).
تفسير القرطبي
لا خلاف بين العلماء أن هذه الآية أصل في المماثلة في القصاص ، فمن قتل بشيء قتل بمثل ما قتل به ، وهو قول الجمهور ، ما لم يقتله بفسق كاللوطية وإسقاء الخمر فيقتل بالسيف ، وللشافعية قول : إنه يقتل بذلك ، فيتخذ عود على تلك الصفة ويطعن به في دبره حتى يموت ، ويسقى عن الخمر ماء حتى يموت . وقال ابن الماجشون : إن من قتل بالنار أو بالسم لا يقتل به ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يعذب بالنار إلا الله ، والسم نار باطنة ، وذهب الجمهور إلى أنه يقتل بذلك ، لعموم الآية .

التعليق
كل المفسرون يجمعون على القتل والقصاص بالسيف ورأي الجمهور الحرق بالنار فهم يعتبرون الطيّار معاذ كافرا لأنه يقصفهم بطائرته الحربية فوجب قتله!.

4- سورة الأنفال
<< فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ>> ( سورة الأنفال 57).
تفسير الطبري
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فإما تلقين في الحرب هؤلاء الذين عاهدتهم فنقضوا عهدك مرة بعد مرة من قريظة ، فتأسرهم ، ( فشرد بهم من خلفهم ) ، يقول : فافعل بهم فعلا يكون مشردا من خلفهم من نظرائهم ، ممن بينك وبينه عهد وعقد .و"التشريد" : التطريد والتبديد والتفريق .
تفسير القرطبي
فشرد بهم من خلفهم قال سعيد بن جبير : المعنى أنذر بهم من خلفهم . قال أبو عبيد : هي لغة قريش ، شرد بهم سمع بهم . وقال الضحاك : نكل بهم . الزجاج : افعل بهم [ ص: 389 ] فعلا من القتل تفرق به من خلفهم . والتشريد في اللغة : التبديد والتفريق ، يقال : شردت بني فلان قلعتهم عن مواضعهم وطردتهم عنها حتى فارقوها . وكذلك الواحد ، تقول : تركته شريدا عن وطنه وأهله .

التعليق
تشريدهم والتطريد والتبديد والتفريق فهذا هو تفسير علماء التراث الإسلامي!.

5- سورة المائدة
<< إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ>>.(سورة المائدة 33).
تفسير البغوي
وعقوبة المحاربين ما ذكر الله سبحانه وتعالى : ( أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ) فذهب قوم إلى أن الإمام بالخيار في أمر المحاربين بين القتل والقطع والصلب ، [ والنفي ] كما هو ظاهر الآية ، وهو قول سعيد بن المسيب والحسن والنخعي ومجاهد .
تفسير ابن كثير
وعقوبة المحاربين ما ذكر الله سبحانه وتعالى : ( أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ) فذهب قوم إلى أن الإمام بالخيار في أمر المحاربين بين القتل والقطع والصلب ، [ والنفي ] كما هو ظاهر الآية ، وهو قول سعيد بن المسيب والحسن والنخعي ومجاهد .

ثانيا : الدليل من السنة

1- صحيح البخاري» أبواب صلاة الجماعة والإمامة» باب وجوب صلاة الجماعة
618 << حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء>>[5].

شرح الحديث عمدة القاري كتاب الآذان باب وجوب صلاة الجماعة
( ذكر اختلاف ألفاظ هذا الحديث ) وعند البخاري في باب فضل صلاة العشاء في الجماعة ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء الحديث وفي لفظ له لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم وفيه ثم آخذ شعلا من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بغير عذر وفي لفظ ثم أخالف إلى أقوام لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم وعند أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه لولا ما في البيوت من النساء والذرية أقمت صلاة العشاء وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار وعند أبي داود ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم وفي مسند السراج آمر فتيتي إذا سمعوا الإقامة من تخلف أن يحرقوا عليهم أنكم لو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا وفي لفظ آخر أخر النبي صلاة العشاء حتى تهور الليل وذهب ثلثه أو نحوه ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس عزون وإذا هم قليلون فغضب غضبا شديدا لا أعلم أني رأيته غضب غضبا أشد منه ثم قال لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أتتبع هذه الدور التي تخلف أهلوها عن هذه الصلاة فأضرمها عليهم بالنيران وفي كتاب الطوسي مصححا ثم آتي قوما يتخلفون عن هذه الصلاة فأحرق عليهم يعني صلاة العشاء وفي مسند عبد الله بن وهب حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا عجلان عنه لينتهين رجال من حول المسجد لا يشهدون العشاء أو لأحرقن بيوتهم وفي كتاب الثواب لحميد بن زنجويه آمر رجالا في أيديهم حزم حطب لا يؤتى رجل في بيته سمع الأذان إلا أضرم عليه بيته وفي الأوسط للطبراني آمر رجالا إذا أقيمت الصلاة أن يتخلفوا دون من لا يشهد الصلاة فيضرموا عليهم بيوتهم قال ولو أن رجلا أذن الناس إلى طعام لأتوه والصلاة ينادى بها فلا يأتونها وفي معجمة الصغير ثم أنظر فمن لم يشهد المسجد فأحرق عليه بيته وفي كتاب الترغيب والترهيب لأبي موسى المديني الأصبهاني خرج بعدما تهور الليل فذهب ثلثه ثم قال لو أن رجلا نادى الناس إلى عرق أو مرماتين أتوه لذلك وهم يتخلفون عن هذه الصلاة. [6]

2- صحيح البخاري كتاب الآذان باب فضل العشاء في الجماعة
626 << حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش قال حدثني أبو صالح عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ثم آمر رجلا يؤم الناس ثم آخذ شعلا من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد>>.

شرح فتح الباري شرح صحيح البخاري
قوله في آخره ( على من لا يخرج إلى الصلاة بعد ) كذا للأكثر بلفظ " بعد " ضد " قبل " ، وهي مبنية على الضم ، ومعناه بعد أن يسمع النداء إليها أو بعد أن يبلغه التهديد المذكور ، وللكشميهني بدلها " يقدر " أي لا يخرج وهو يقدر على المجيء ، ويؤيده ما قدمناه من رواية لأبي داود " وليست بهم علة " ووقع عند الداودي للشارح هنا " لا لعذر " وهي أوضح من غيرها لكن لم نقف عليها في شيء من الروايات عند غيره . [7].

3- صحيح مسلم» كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات» باب حكم المحاربين والمرتدين
1671 << وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهما عن هشيم واللفظ ليحيى قال أخبرنا هشيم عن عبد العزيز بن صهيب وحميد عن أنس بن مالك أن ناسا من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فاجتووها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا ثم مالوا على الرعاة فقتلوهم وارتدوا عن الإسلام وساقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في أثرهم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا >>.

التفسير
فيه حديث العرنيين أنهم قدموا المدينة وأسلموا واستوخموها وسقمت أجسامهم ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج إلى إبل الصدقة ، فخرجوا فصحوا ، فقتلوا الراعي وارتدوا عن الإسلام وساقوا الذود ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهم ، فقطع أيديهم وأرجلهم ، وسمل أعينهم ، وتركهم في الحرة يستسقون فلا يسقون ، حتى ماتوا . هذا الحديث أصل في عقوبة المحاربين ، وهو موافق لقول الله تعالى : إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض. [8] .

ثالثا:الدليل من الخلفاء والصحابة

1- قصة الفجاءة
واسمه إياس بن عبد الله بن عبد ياليل بن عميرة بن خفاف من بني سليم قاله ابن إسحاق، وقد كان الصديق حرق الفجاءة بالبقيع في المدينة، وكان سببه أنه قدم عليه فزعم أنه أسلم وسأل منه أن يجهز معه جيشا يقاتل به أهل الردة، فجهز معه جيشا فلما سار جعل لا يمر بمسلم ولا مرتد إلا قتله وأخذ ماله، فلما سمع الصديق بعث وراءه جيشا فرده، فلما أمكنه بعث به إلى البقيع فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط. [9] .

الشرح:
ابن كثير
وفي لفظ ابن كثير :" فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط "
تاريخ الطبري
في رواية قبلها: " فأوقد له نارا في مصلى المدينة على حطب كثير ، ثم رمى به فيها مقموطا" .
تاريخ اليعقوبي
" فلما رآها أعجبته ، فقال : والله ما نلت ما في مثابتك حتى أقتلك".

2- فتح الباري شرح صحيح البخاري>>كتاب استتابة المرتدين>>باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم
6524 << حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه >>.[10]

التفسير
قال ابن المنذر : قال الجمهور تقتل المرتدة ، وقال علي تسترق ، وقال عمر بن عبد العزيز : تباع بأرض أخرى ، وقال الثوري : تحبس ولا تقتل وأسنده عن ابن عباس قال وهو قول عطاء ، وقال أبو حنيفة : تحبس الحرة ويؤمر مولى الأمة أن يجبرها .

3- تحريم اللواط للآجري» هَلْ حَرَّقَ أَبُو بَكْرٍ اللُّوطِيُّ
1- قال الحافظ حرق اللوطية بالنار أربعة من الخلفاء أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير وهشام بن عبد الملك رقم الحديث: 29:
<< حدثنا حدثنا أبو محمد الحسن بن علويه القطان ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، قال : حدثني داود بن بكر ، عن محمد بن المنكدر ، أن خالد بن الوليد ، رحمه الله ، كتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه وجد في بعض ضواحي العرب رجل ينكح كما تنكح المرأة ، وإن أبا بكر ، رضي الله عنه ، جمع لذلك أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان فيهم علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، أشدهم يومئذ قولا ، فقال : " إن هذا ذنبا لم تعمل به أمة من الأمم إلا أمة واحدة ، فصنع بها ما قد علمتم ، أرى أن تحرقوه بالنار ، قال : فكتب إليه أبو بكر أن يحرق بالنار ، قال : ثم حرقوهم ، وحرقهم ابن الزبير ، وحرقهم هشام بن عبد الملك ">> . [11]

4- تحريم اللواط للآجري» بَابُ ذِكْرِ عُقُوبَةِ اللُّوطِيِّ وَهُوَ أَنْ يُقْتَلَ
رقم الحديث: 31
<< حدثنا أبو عبد الله ، أيضا قال : حدثنا علي بن سهل بن المغيرة البزار ، قال : حدثنا يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص ، قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط ، فارجموه ، أو قال : فاقتلوا الأعلى والأسفل ">> . [12]

5- حرق علي لبعض الزنادقة: قصة تحريق علي بن أبي طالب لبعض الزنادقة
أن عليّاً رضي الله عنه حرَّق بعض الزنادقة الذي ادَّعوا له الألوهية ، وقد استتابهم حتى يرجعوا عن قولهم فأبوا ، فأمر بحفرة فأضرمت فيها النار ثم أحرقهم فيها ، وقد بلغ ذلك ابنَ عباس فأنكر عليه الحرق للنهي عنه ، ولم يُنكر عليه أصل قتلهم. [13]

وقصةَ تحريق علي رضي الله عنه لهم قد رواها البخاري في صحيحه في موضعين :
الأول : رواه عن عكرمة - ( 2854 ) – : أنَّ عليًّا حرَّق قوماً ، فبلغ ابنَ عباس فقال : لو كنتُ أنا لم أحرِّقهم ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال ( لا تُعذِّبوا بعذاب الله ) ولَقَتَلتُهم كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : ( مَن بدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ) .
والثاني : عن عكرمة – ( 6524 ) - قال : أُتي عليٌّ بزنادقة فأحرقهم ، فبلغ ذلك ابنَ عباس فقال : لو كنت أنا لم أحرِّقهم ؛ لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاَ تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ الله ) ولَقتَلتُهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ) .
أين الإنسانية من كل هذا ؟!!! فداعش نحن صنعناها وتراثنا شاهد علينا.
______________________________________________________________________________________________________________________________________


المراجع /

[1] آيات الأخرس http://en.wikipedia.org/wiki/Ayat_al-Akhras
[2] وفاء إدريس http://en.wikipedia.org/wiki/Wafa_Idris
[3] فيديو الحرق واستشهادهم باين تيمية https://www.youtube.com/watch?v=uB4m3N0esuo
[4] تفاسير الآيات القرآنية لكل السور : http://library.islamweb.net/newlibrary/Bookslist.php
[5] http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=618&idto=618&bk_no=0&ID=424
[6] عمدة القاري شرح صحيح البخاري http://islamport.com/w/srh/Web/840/3726.htm
[7]
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1228&idto=1229&bk_no=52&ID=429
[8] شرح النووي على مسلم http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5130&idto=5134&bk_no=53&ID=768
[9] البداية والنهاية - الجزء السادس - ابن كثير - قصة الفجاءة.
[10] فتح الباري شرح صحيح البخاري
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12678&idto=12681&bk_no=52&ID=3821
[11] http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=467&pid=279383&hid=29
[12] http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=467&pid=279381&hid=28
[13] http://islamqa.info/ar/180609








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يعذب بالنار الا الله
مؤمن موحد ( 2015 / 2 / 8 - 21:25 )
قال النبي (ص) : لا يعذب بالنار إلا رب النار .
حرق الإنسان حياً و تعذيبه بالنار هو فلسفة الطغاة و المجرمين في القرآن الكريم، حيث كانت تلك فلسفة قوم إبراهيم -عليه السلام-, الطُغاة بعد أن فشلوا في إقامة الحجة على إبراهيم -عليه السلام- قاموا بإلقائه في النار حياً، و نفس الفعل مع أصحاب الأخدود، و ليس المسلمين.


2 - لا يعذب بالنار الا الله
مؤمن موحد ( 2015 / 2 / 8 - 21:26 )
قال النبي (ص) : لا يعذب بالنار إلا رب النار .
حرق الإنسان حياً و تعذيبه بالنار هو فلسفة الطغاة و المجرمين في القرآن الكريم، حيث كانت تلك فلسفة قوم إبراهيم -عليه السلام-, الطُغاة بعد أن فشلوا في إقامة الحجة على إبراهيم -عليه السلام- قاموا بإلقائه في النار حياً، و نفس الفعل مع أصحاب الأخدود، و ليس المسلمين.


3 - يراجع مقال حسن محسن رمضان الحرق في المسيحية
عبد الله اغونان ( 2015 / 2 / 8 - 22:41 )

يراجع بموقع الحوار المتمدن مقال الكاتب حسن محسنرمضان

الحرق في النصوص المسيحية

فضلا عن الحرق في التاريخ القديم والكنيسة المسيحية

والحرق بقنابل الطائرات راهنا

لاننسى جثث الشهداء في رابعة العدوية بالقاهرة المقهورة حيث تبين الأشرطة جثثا

متفحمة والجرافات تجرفها كالزبالة

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال