الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهمجية كقيمة إسلامية رفيعة ؟ .

صالح حمّاية

2015 / 2 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


غالبا حين نقول أن “المسلمين أمة همجية و أنهم فئة لا تستطيع إلا أن تكون كذلك” ما ينزعج البعض من هذا الكلام حيث يرون فيه عنصرية وتطاول اتجاه المسلمين ؛ لكن الحقيقة أن هذا الكلام منا ليس سوى سرد حيادي لما نراه من واقع هؤلاء ، فالمسلمون ومما نرى ( أي من تصرفاتهم وقيمهم ومعتقداتهم الخ ..) هم امة تمجد الهمجية وتتباهى بها ، وعليه فأي وصف لهم لا يكون إلا بهذا ، ولنتأكد من الأمر فيكفي مثلا إلقاء نظرة على حال المسلمين لنعلم الحقيقة ، فعلى سبيل المثال قامت دولة الخلافة الإسلامية قبل أيام بتنفيذ جريمة نكراء بحرق إنسان حيا ، وهذا الفعل الهمجي الشنيع كان مبررا تماما بالشريعة الإسلامية ، ما يعني أن كل مسلم مؤمن بتلك الشريعة هو همجي بالضرورة ؛ الشيء الأخر و وبالنسبة لمن قد يتنكر لهذا الفعل ويحلينا إلى رد الأزهر على هذا العمل ، فالسؤال الذي نطرحه عليه : و هل كان بيان الأزهر الذي صدر للرد على داعش بيان يدل على حضارة ورقي المسلمين ؟ أم أن البيان كان دليلا مضافا على الهمجية والتخلف التي يعرفه المسلمون ؟ فكما نعلم وكما رآى الجميع فالبيان لم يكن سوى دعوة أخرى للهمجية ، وإن كان من خلاف بينه وبين ما قامت به داعش فهو في طبيعة العمل الهمجي ، لا في جوهره كعمل همجي ، وهو ما يعني لنا في النهاية أن المسلمين في أقصى أحوالهم و حتى حين يريدون أن يكونوا متحضرين ، فهم سيبقون همجيين ، فالأزهر العظيم الذي يدعي الوسطية والاعتدال وانه نبراس الإسلام السليم والقويم هو في أفضل أحواله هيئة إرهابية تدعوا لقيم همجية ؛ وهنا طبعا وجب التنويه لشيء مهم وهو أن همجية الأزهر التي رأينا في البيان لم تكن شيء متطرف يحصل في حالة غضب ، فالأزهر حين اصدر البيان لم يصدره من باب ردة فعل غاضبة قد يخرج فيها الإنسان عن طوره ، بل رد الأزهر كان استنادا إلى ضوابط الشرع القويم الذي لا يجوز التهاون معه كما صرح ، وعليه هنا فالقضية لا تصبح أنها همجية قد تسقط فيها الأمم في حالة فوضى وهذا يحصل لكثيرين ، بل الهمجية هنا هي حالة ثابتة وراسخة و مقدرة لدى المسلمين ، ومنه كان مثلا أن بعض الناس وحين احتجوا على رد الأزهر البائس ، أن رد الأزهر عليهم كان أن هذا هو شرع الله ، وان من لم يعجبه شرع الله فيشرب البحر ، وطبعا وكما نرى هنا فمسالة الإيمان الإسلامي (أي أن تكون مسلم ) باتت في جوهرها تعني أن تكوني همجي ، وليس أنها تهمة ، فلكي تكون مسلم عليك الإيمان بالشريعة ، و بما أن الشريعة هي تشريع الهمجي فهنا يصبح كل مسلم هو فرد همجي بالضرورة ، وهو ما يعني صدق كلاما الأول .

الشيء الآخر وهو لمن قد يقول : ولكن المسلمين يمكن أن يتخلوا عن تلك القيم الهمجية ويتحضروا ، وعليه فصفة الهمجية الأبدية للمسلمين إجحاف بحقهم ... وهذا كلام صحيح ، لكن الحقيقة (وهو ردنا على هذا الكلام ) هو أن المسلمين و للأسف لا يرون في أنفسهم همجيين لكي يتحضروا ، فلكي تشفى فعليك الاعتراف بمرضك ، لكن المسلمون كما نعلم لا يرون أنفسهم مرضى بالهمجية ، بل هم يرون أن العالم هو المريض بالتحضر و أنه هو المحتاج لشريعتهم الهمجية لتخلصه من فساده و انحطاط ( لاحظ مثلا الخطاب الإسلامي الذي يقول أن الإسلام هو أخر الأديان و أنه السبيل الأمثل لصلاح البشرية من انحطاط الحضارة الغربية ) وطبعا ومع هكذا تصور يحمله المسلم فمن المستحيل القول أنه يمكن أن يتحضر ، فهل سيقبل المسلم بترك شريعة الله السمحة من قطع وصلب و رجم ، وتبنى القيم الوضعية المنحطة من حقوق وحريات ؟ و الجواب طبعا "لا" فالمسلم سيستمر بالتمترس و المحافظة على قيمه الهمجية و بالمناسبة هذا الأمر هو بالذات ما يفسر لنا لماذا ذلك الصراع الأزلي بين المسلمين وباقي العالم الذي لم يعد يتحمل وحشيتهم ، فالقضية باختصار هي أن المسلمين يرون أنفسهم أصحاب قضية ، لا أنهم مرضى و مجانين يحتاجون العلاج ، وعليه فمثلا حين تحاول الأمم المتحدة الضغط عليهم للتخفيف من وحشية معتقداتهم ، فالمسلمون لا يرون في هذا مساعدة بين شعوب العالم لبناء عالم أفضل ، بل بالعكس هم يرون في هذا غزو ثقافي يهدد حضارتهم الهمجية وعليه هم يزدادون انغلاقا وتصلبا (لاحظ على سبيل المثال تحفظ الدول الإسلامية على بعض بنود ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أو اتفاقية سيداو وغليها ، ولاحظ كذلك كيف أن المسلمين خارج الدائرة الدبلوماسية يعلنوها صراحة أنها هجمة الكفار على المسلمين ليردوهم عن دينهم ، وعليه يستحضرون من اجل هذا آيات القتل و الإجرام لدفع المسلمين لإرهاب العالم ، وهو الأمر الذي انتهى اليوم إلى أحداث مثل شارلي أيبدو أو غيرها ، أو إلى الإرهاب الذي طال الدول الإسلامية نفسها فكما نعلم من أسباب الإرهاب الذي طال البلاد الإسلامية هو أن تلك البلاد حاولت تبني بعض القيم الحديثة ، وعليه فقد ثار عليها الإسلاميون لردعها ، وهو نفس الإرهاب الذي يطال كل مسلم يحاول أن سيكون إنسان متحضر على غرار مثلا الناشط رائف بدوي الذي حوكم بتهمة الردة لأنه نادى بحقوق الإنسان في بلاده ) وطبعا وكما نرى من هكذا واقع فمن المستحيل إذن أن يجوز لنا القول أن المسلمين ليسوا أمة همجية ، فهل هناك امة متحضرة تجلد إنسان لأنه نادى بالحريات ؟ وهل يمكن لأمة متحضرة أن تنصب على أعلى هيئاتها الدينية رجل يدعوا للصلب والجلد و تقطيع الأوصال في عصر كل الأمم فيه تدعوا لمحاربة التعذيب ؟ و الجواب هو طبعا لا ، فالأمم المتحضرة تصنع لدعاة الحرية التماثيل ، وهي ترمي أمثال ذلك الشيخ (شيخ الأزهر ) في المصحات النفسية للعلاج من هوس الإجرام ، لكن طبعا كل هذه أمور لا يدركها المسلمون ، فمسالة تعذيب الناس أو محاكمة التنويريين ليست حادثة أو اثنين او ثلاثة في تاريخ المسلمين ، فالعالم الإسلامي في كل تاريخه ذبح وقتل ونكل بالمنادين بالحريات و بالحقوق ، في المقابل هو مجد الطغاة والسفاحين ، وبارك الديكتاتورين و المجرمين ، لهذا فوصف الأمة الإسلامية بالهمجية هو حقيقةً وصف خفيف ، لان الأمة الإسلامية أحط وأقذر من أن تكون امة همجية ، بل هي امة تشمل كل الصفات البشعة و القميئة و المرعبة التي يمكن أن يتصورها إنسان ، وكارثتها الكبرى أنها تقدس تلك القيم !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الهمجية كقيمة اسلامية رفيعة
الدرة العمرية ( 2015 / 5 / 3 - 22:09 )
اهل تعرف بأن كلمة الحج أصله من كلمة الحك .. فقبل الإسلام كانو أي العرب رجالا ونساءا يذهبون لكي يحكوا أعضائهم التناسليىة بالحجر ألأسود تيمننا أته سيعيطهم مزيدا من العنفوان الجنسي .. إقرأ تاريخك ..
تستطيع أن تحج وتحك دماغك بهذا الحجر كي يحكك تلافيف دماغك ويجعلها تتحرك .. ولكني لا أعتقد أن هذا سيأتي بفائدة ,, الفائدة الأكبر لو أنك حاولت فعلا ألإجابة على تعليقي الأول .. وشيئا فشيا ستتفاعل خلايا الدماغ ..
..م.


2 - الهمجية كقيمة اسلامية رفيعة
الدرة العمرية ( 2015 / 5 / 4 - 22:16 )
فقط اريد ان اصحح أمرا ما وهو ان التعليق المنسوب لي اعلاه ليس لي بتاتا.ولكن ربما كنت قد نسخته من احد المعلقين لآرد عليه ولكن يبدو انني لم اقم بتنظيف الة النسخ.فما جاء عن الحج هو كلام لعدو من اعداء الاسلام وانا بريئ من هذا القول.فالحج هو الركن الخامس من اركان الاسلام ولا صحة لما جاء في هذا الاستنتاج البذيئ