الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إزاي نحب مصر ؟

رشا خميس

2015 / 2 / 10
التربية والتعليم والبحث العلمي


بلدنا الحبيب مصر كيف كانت وكيف أصبحت ؟
منذ زمن كان الناس يلتزمون بالأخلاق الكريمة من الأدب والصوت الهادئ المتفاهم والضمير والهمة والأمانة ... أما الآن فهناك متغيرات دخيلة علينا سببها الفقر والجهل والظلم والاضطهاد والعشوائية التي لازالت تهدد أمن البلد , فأصبح لجام الخُلق خارج عن سيطرتنا وأصبحنا نسمع الشتائم في كل واقعه , في فيلم أو في مسلسل أو في النادي أو في الشارع أو في المدارس أو في الجوامع ذاتها أو في البيوت بين أفراد الأسرة الواحدة أو في النقاشات بين الأفراد بعضهم البعض , أو من شرفة المنزل مابين أي اثنين مختلفين في الرأي ... وهكذا
هل هذا هو الصواب ؟ هل هذا هو المستقبل ؟ هل هذا هو التقدم ؟ هل هذا هو الديمقراطية ؟ هل هذا هو التدين ؟ مصر الآن تتغير بنا والسبب أنفسنا بالرغم من أننا مازلنا نملك نفوس طيبة الفطرة .. مازلنا نملك كنانة الله في أرضه .. نحن فقدنا لذة الحُب والحياة ..
نحن الذين يمكن أن نفتح عقول أبنائنا وقلوبهم لمعاني الرحمة والمحبة أو نزرع فيها الكراهية والأحقاد والشكوك ، نحن الذين نربى ونوجه ونساند ونقوِّم ونهذب ، نحن الأسر المصرية حماة الوطن , فلنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا التاريخ والوطن وأبناؤنا يوماً ما وقبل كل ذلك حساب المولى عز وجل , افتحوا نوافذكم وراجعوا مشاعركم وخفايا قلوبكم , هيا نتكاتف جميعاً على ترسيخ قيم الرحمة والعدل في نفوسنا ؛ وإلا فإن دم الضحايا سيكون في أعناقنا جميعاً.
دعونا نتعامل بمنطق الورق والشجر , فالورقة التي تسقط من الشجرة لا يُمكن أن تعود إليها , ولكن ينمو بدلاً منها العديد من الأوراق .. تماماً كبعض المواقف في حياتنا .. وكذلك كبعض الأشخاص .. وأيضاً كبعض النواقص في حياتنا .. دعونا لا نسلط الضوء على ما خسرناه ولكن نسلط جميع أضوائنا على مازلنا نملكه .. دعونا نبتعد عن التطرف الفكري أو تطرف المشاعر التي تأخذنا في دوامة مغلقة أخرتها الخراب والدمار , وتذكروا بأن هناك دائماً طرفاً غائباً عن الحوار رغم جسامة مسئوليته ودائماً لا يُسمع له صوت .
فقد دخلنا في دوامة الحياة السياسية بمشاكلها وتجاهلنا أنفسنا وإنسانيتنا وأخلاقنا ونسينا أن الحياة السياسية بلا الرحمة والإنسانية " هشـــــــــة " , نسينا كيف بنا أن نحب مصر فعلاً .
آه لو كل واحد منا اهتم بعمل شيء صحيح دون أن ينتظر أن يُطلب منه ذلك من غيره , لو كل واحد منا أدى شغله على النحو الأمثل دون الاهتمام بالماديات في مقابل قلة الجهد , لو اهتممنا بما نملكه وتجاهلنا عن ما لا نملك وأبطلنا مبدأ المقارنات في حياتنا , لو كل واحد منا بطل لغة التفلسف وادعاء الفهم والتفنن بالكلمات وتعبيراتها .
لو بتحب بلدك فعلاً اعمل ما تُحب واستمتع به بما يُرضى رب العباد , أعط بصدق وبأمانة وبوفاء ورحمة ورضا وصبر وعزيمة قبل أن تفكر فيما تأخذ واتقي الله رب العباد حينها سنضع أرجلنا على الطريق المستقيم .
اجعلوا جندكم العدل وسلاحكم العقل وشيمكم العفو والفضل , أكيد بلدنا الحبيب مصر وقتها ستتغير بنا للأحسن وسنكون فعلاً وقتها بنحب مصر .
لو بتحب بلدك فعلاً وخايف عليها حاول تبني نفسك وابنيها , وأمسك عليك لسانك .

د. رشــــــا خميس
باحث في العلوم النفسية والسلوكية والاجتماعية
[email protected]
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟