الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحديات المجتمع المدني

بودهان عبد الغفور

2015 / 2 / 10
المجتمع المدني


ليس بمقدور أحد في ضوء المعطيات الراهنة أن ينكر كون المجتمع المدني في الامة العربية يعاني من حالة انهيار يعبر عن نفسه بصيغ كثيرة وفى لحظة تفكك وتلاشي وسلبية وارتزاق وعدم شفافية وفساد والرياء .عمالة .معارك وهمية هامشية...الخ
تمثل الثورات العربية أخطر تحول تاريخي واجتماعي وسياسي واقتصادي على المجتمعات المدنية وتحت تأثير ثلاث ثورات أساسية وهي
1-الثورة الديمقراطية التى تقودها الدول الغربية والمؤسسات الدولية العملاقة والتي تتبنى ثورة اقتصاديات السوق وتحرير التجارة.
2-الثورة العلمية والتكنولوجية التى تعتمد على الاتصالات والمعلومات والتكنولوجيا والالكترونيات والطاقة .
3-ثورة التكتلات الاقتصادية.
وبعبارى أخرى ان المجتمعات المدنية العربية امام تحديات كبيرة تتمثل
1-تحدي النموذج المعرفي ان المجتمعات المدنية العربية مغلوبة امام نسق معرفي غربي يكاد يأسر رؤيتها من خلال هيمنة النموذج المعرفي الوضعي الغربى لانه هو ابلغ مايمكن للعقل البشري أن يبلغه وان المجتمعات المدنية الغربية قد امتلكت ناصية الحقيقة المطلقة المبنية على المادية الوضعية التى اخضعت كل شئ وكل فكرة الى الى مقايس الكم منذ ديكارت وصارت معيارا لقياس مدى وصحة اى فكرة او نموذج.كل هذا أدى الى اتلاف قداسة الوجود فى النفوس والضمائر والثقافة في مجتمعاتنا المدنية وأدت الى متاهات عقائدية واخلاقية وروحية وانسانية وسلبت فطرتنا وضميرنا واصبحنا نتخبط امام الثقافة الوافدة وبدأ الذوبان الفعلي الشامل وكانت النتيجةانعدام الرؤية المجتمع المدنى وأغلبية اطيافه من أداء دوره والقيام بعملية النهوض فى المجتمعات يقابله هشاشة فهم الموروث السابق للمجتمع وانتشرت ثقافة الانسياق وتعويض مركب النقص وفقدان الهوية واضطراب الرؤية وتفكك المجتمع المدني.
2-تحدي الفساد الاخلاقى: للاخلاق دورها فى تحقيق السعادة وصياغة البناء الاجتماعي والتوازن لانها خطرة فى الانسان ويجب الحفاظ على الايجابيات فى مجتمعاتنا ومعالجة السلبيات وعدم الاخذ بالمفهوم الغربى للاخلاق التى تعتبر ذات بعد نفعي والقضاء على قيم التألف والرحمة والعطف وكل القيم الروحية التى تخفف من الام حضارة البعد الواحد
3-تحدي السلطة السياسية: يجب اعتبار دور المجتمع المدني دورا موازيا للمجتمع السياسي أي مجتمع مدني يمارس عملية الضغط على السلطة السياسية لكي لا تنحرف عن المسار لتحقيق مجموعة من الاهداف والغايات الا ان المهم هو الامكانية التى تتاح من خلال الضغط لتحديد درجة ديمقراطية النظام السياسي من خلال طبيعة وطريقة الرد على هذا الضغط هل الرد بمنطق أمنى او بمنطق الحوار.
يجب التفكير فى أليات ووسائل الضغط على السلطة السياسية باعتبارها سلطة قرار وهذا الضغط لا يكون على مستوى شامل. لكى لا يجعل المجتمع المدني هو المهيمن يجب ان يكون توازن بين السلطة السياسية والمجتمع المدني دون طغيان طرف على طرف اخر وتغلب أحد الاطراف يؤدي الى تطرف وانتاج أنظمة شمولية او مجتمعات تعمها الفوضى والمزاجية.
يجب العودة الى الذات وعدم الاغتراب عنها والضرب بالسياق الاجتماعي والثقافي عرض الحائط تلك الذات موجوده فى التاريخ وموجودة فى قلب المجتمع ووجدانه وهي الذات القائمة على اساس الاحساس العميق بالقيم الروحيه التى صرفنا عنها الجهل
ويقع العبئ الاكبر على المثقفين ويجب ان يتخلو عن افكارهم الغير قابلة للتنفيذ وحلول مشاكل مجتمعاتنا ليس فى الصالونات بل العمل بين الناس ومعهم وابعاده عن التقاليد البالية وباشكاليات خارج التاريخ والواقع وتحديات قديمة واقناع المجتمع بافكاره وتطوير تاريخه وتجديد عقله وخلق الافكار الابداعية والابتعاد عن السلبيه .كل هذا يؤدي الى خلق مجتمع مدني واعي يملك مقدار من المعرفة يتنزه عن الفساد والرشوة والنفاق الاجتماعي والعماله والارتزاق .مجتمع يعرف حدوده وطبيعة دوره .يجب صياغة فلسفة جمعوية تؤطر الوعي مبنية على البعد الفكري والمنهجي والنقدى أساسه الواقع الحضاري ومراعاة خصوصية كل مجتمع مدنى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق


.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري




.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو


.. بعد توقف القتال.. سلطات أم درمان تشرع بترتيبات عودة النازحين




.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما