الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلاسفة بوظيفة هرمون التستوستيرون

مزوار محمد سعيد

2015 / 2 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




يصبح الفرد الإنساني أكثر إنسانية من أي وقت مضى وهو يهاوي ذاته التي تأبى الانصياع، وعلى هذه الأسس تترتب الحياة فوق قشة قادرة وقابلة للالتفاف على الزمن الذي من شأنه التعبير عن نجاة النفس وسكوت الضمير.
ما من أمر أكثر غرابة من تلك اللحظات التي تجعل الإنسان واقفا قبالة الساحل البحري، حيثُ تلطم وجهه نسمات بقايا الرياح الشرقية، حيث يكون الطفل أكثر بهاء وهو يسامر أحب طفلة على سطح الوجود، إنها نهاية الدوام الرومنسي، إن ما اعتبرنا أن من قمم الوجود، تواجد الموجود كاملا دون أي نقص.
يلفت انتباه المرء على فترات تلك العذوبة التي تكون مؤقتة، في حينها لا يفهم الفرد أكثر من أن الزمن هو مستبد في حقه، ويحاول بيد مرتعشة تجسيد أحلام تم ضربها بواقع بائس إلى حد اليأس، لكن صحو الحياة لا ينقضي عند هذا الحد، فيرجع إلى محاولته متأمّلا قضايا يمكنها أن تكون حية، يمكنها أن تكون أُمًّا لأطفال لم يولدوا بعد، يمكنها أن تعود إلى سرير زوجها الحبيب ليلا لتطلعه على كافة الأخبار، أقصدُ أخبار النهار، قائلة: حبيبي؛ العالم، وعالمنا الصغير معه لا يزالان بخير.
ما أبشع الحماقة في سن العجز أو الشيخوخة، وما أصلب الرجال عندما يعود الشرف إلى آذانهم من قبيل المزاح، ومن لا رادع له في الحياة، انغمس في المهلك من الملذات، إنها طرائف حلوة تجعل القضايا الفكرية أكثر تعبيرا عن مصائر الحضائر.
من الجميل أن يسعى الإنسان إلى تحقيق ذاته، لكن أن يظلم كل ما حوله من أجل تحقيق جزئي لما يمتلكه من عواطف فهو غير قادر على ذلك، إن الإنسان رجل التبريرات الكثيرة، إن العملية التي تباشر بها الإنسانية حياتها هي نفسها تجعل من الإنسان مسخا غير قابل للرأب أو اصلاح الأعطال.
عندما تتغلب الغريزة على العقل فإن مشاكل نتائجها لن تهدأ بسهولة، سيتم ايقاظ العار من مهده الأمين، ويتحوّل العنوان الكبير من قاعدة التحويل إلى قواعد التهويل.
ما من تبرير مقنع عندما ينكح الفرد الإنساني شرفه، عندما يعمل الهرمون المحرض على الشغب فيكتشف الرجل أنه ضحية نفسه، لتعمل كل الأرقام ضده، ويتحوّل إلى جلاّد يجلد ذاته بقوة وصخب.
قبل أن يتعذب الرجل ساديا يعذبه المجتمع ثقافيا عبر الألفاظ الكثيرة، وبهذا يجعل من الستائر كافة عناوين تؤرق المسعى العام لتفاصيل قد تولد متلفة أو ملفوفة ببطانيات العار المكتبي.
لم أولد لأكترث بالحقوق والواجبات، ربما قد أكترث بالواجبات لكن الحقوق هي آخر اهتماماتي، ومن يجعل اللذة الجسمية متعلقة بشطارة صورية فهو حتما يكتنز رمزا وهميا بين جنبات أوهامه المتردية.
مهما يكن على التاريخ أن يسجل مقولتي الشخصية القائلة: الجريمة بلا ضحايا تبقى جريمة، على الحروف التي تسطع بماء الذهب أن تروي للأجيال كيف أن الشيوخ يعبثون أكثر من الشباب أنفسهم، ومن لا يحترم اراداته الخاصة، لا ينتبه إلى ما هو عليه أبدا.
فاجأني قبل أيام سائق احدى سيارات الأجرة عندما أخبرني بأن الانسان: أوله جنابة، ووسطه خبث، وآخره جيفة. إنها الحقيقة فعلا، الإنسان وإن أنا لا أوافق هذا السائق في طرحه عندما يتعلق الأمر بتوجيه معاني هذه المقولة، إلا أنني أتفق معه من حيث الدلالة المخالفة لها، فكثير من أبناء الانسانية ينسون أنهم أجزاء قد يتم إعادة تبعثرها من جديد.
الطرق على اختلافها قد تؤدي إلى ما وصلت إليه دبابة "الغضب" الأميركية في أثناء الحرب العالمية الثانية، قد تبقى وحيدا مثلما بقيت تلك الدبابة وحيدة قبالة برلين، بعدما جابت أطرافا من أفريقيا، ايطاليا، بلجيكا وحتى قطاعا كبيرا من ألمانيا النازية، في آخر قلعة اقتحمتها قبل وصولها إلى مشارف برلين تحطمت على أيدي الألمان النازيين، وبقيت هناك وحيدة، معزولة وبلا نشاط؛ على العاقل أن يعتبر من هذه الحوادث، لأنه من السهل احداث جروح في الضمير، لكنه من الصعب تقطيبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟