الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلاسفة الإيليه والبحث في الوجود

محي الدين بكلرو

2015 / 2 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إيليه كانت مستعمرة أغريقية في ايطالية الجنوبية في عام 550 ق.م....
وكان أشهر هؤلاء الفلاسفة "بارمينيدس" ، فيلسوف يوناني ولد في القرن الخامس قبل الميلاد ، وهو المؤسس الحقيقي للمدرسة الإيلية .
كان للفلسفته (الوجود ) تأثير كبير على الفلسفة القديمة قبل سقراط، كان يحسب هذا الرجل بأن كل مايوجد قد وجد دائما..اي ان كل مايوجد في العالم إنما يوجد في الأصل ،ولاشئ يخلق من لاشئ..
وما ليس موجودا لايمكنه قط ان يصبح شيئا له وجود..
وعنده ان ليس هنالك من تحول فعلي ،فما من شيء في وسعه ان يتحول شيئا آخر غير ماهو عليه..
وبارمينيدس يرى بأن مقولة "لاتؤمن بالشيئ حتى تراه عيناك " هراء ..فالأحساسات بالنسبة ل بارمينيدس تقدم لنا صور خاطئة عن العالم ،لاتتطابق مع ما يقوله العقل..
وجّه فلسفته بشكل خاص لمفهوم الحركة والتغيير الشاملين في العالم، فالعالم عنده كتلة مادية لاوجود للخلاء فيه وغير قابل للحركة والصيرورة.
الوجود موجود واللاوجود غير موجود، العدم أو اللاوجود لايدرك فكرياً فبالتالي إنه غير موجود، وبما أن اللاوجود غير موجود فهذا يؤدي الى إستحالة خلق الوجود من العدم أو اللاوجود، فكل ماهو موجود هو أزلي-أبدي (سرمدي).

وجاء بعده هيراقليت ليقول :
أن كل شيء يتغير شكلا.وهذا عنده السمة الاساسية للطبيعة وكان يؤمن بالحواس اكثر من بارمينيدس..
كل شيء يتغير وكل يتحول ولاشيئ خالد لذلك لايمكننا ان ننزل في مياه النهر مرتين ،لأن في المرة الثانية يكون النهر قد تغير..
وقد شدد هيراقليت على التناقضات القائمة في العالم ،فأذا لم نكن مرضنا قط لما عرفنا الصحة...ولولا الحرب لما استطعنا من إعلاء قيمة السلام...الخ
لذلك فالخير والشر لهما مكانهما الضروري في الأشياء..
"الله هو الليل والنهار والحرب والسلام والصيف والشتاء والجوع والشبع" وكان كلمة الله يعنيه باللوغوس اي العقل بالأغريقية طبعا انه لم يقصد بكلمة الله بآلهة الأساطير..بل كان يرى الإلهي شيئ يحيط بالعالم كله ويتظاهر من خلال كل التناقضات والتحولات داخل الطبيعة.
أن بارمينيدس وهيراقليت كلا منهما يؤكد شيئين.بارمينيدس يؤكد :
1-لاشيئ يمكن أن يتغير او يتحول. إما هيراقليت يؤكد كل شيء يتغير ..
وإيضاً يؤكد بارمنيدس :
2-لايمكن الثقة بالحواس...بينما يؤكد هيراقليت بإنه يمكن الثقة بالحواس..

ثم جاء امبيدوكل ليخرج الفلسفة من هذا المأزق، ليقول ان كلا الاثنين على حق في واحدة من تأكيداتهما.
فالماء لايمكن ان يصبح فراشة او سمكة ،والحق ان الماء لايمكنه ان يغير طبيعته ،إذن بارمينيدس على حق .
ومن جهة أخرى كان امبيدوكل على توافق مع هيراقليت ان يمكن الثقة بالحواس ،ان علينا ان نؤمن بما نرى ونحن نرى فعلا الطبيعة تظل تتغير.
وامبيدوكل كان يظن ان الطبيعة تشتمل على اربعة مواد يسميها الجذور (الماء والهواء والنار والتراب) ، وكل شيء يتحرك في الطبيعة ناشئ عن خلط او فصل تلك العناصر ولكن بنسب.
ويرى امبيدوكل انه هناك قوتين مختلفتين تعملان في الطبيعة هما الحب والكراهية، وكل شيء تتركب وتنفصل من خلال هذه القوى (قوى الشر و قوى الخير)، فالذي يحمل الأشياء ويوحدها هو الحب والذي يفصل الأشياء ويفرقها هو الكراهية.
كانت للمدرسة الإيلية تأثير كبير في القرن الخامس قبل الميلاد ،حيث أعتبرَّ الفيلسوف الإيلي بارمنيدس مؤسس الحقيقي للمدرسة الإيلية ومن كبار الفلاسفة في فترة ماقبل سقراط بطرح فلسفته في الوجود والثبات، وكذلك كان لأمبيدوكل تأثير كبير أيضا، فهو إيضاً أخرجّ الفلسفة من المأزق التناقض الذي حدث بين بارمنيدس وهيراقليطس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث