الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين الأصدقاء؟ حول تجربة جيلنا...

أحمد الناصري

2015 / 2 / 12
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها



أسئلة عن التجربة ونتيجتها ومصيرها وعلاقتها بالوضع الخطير الحالي...

تقديم وتوضيح مهم لابد منه، حول قصدي بالأصدقاء الذين اسأل وابحث عنهم، ومن هم؟ أو عن بقاياهم، وأين هم؟ وماذا تبقى منهم؟ وماذا أقصد بسؤالي وبحثي عنهم، وبحثي في مصائرهم وظروفهم وتجربتهم ونهاياتهم. والنتيجة أو المحصلة النهائية لتلك التجربة الطويلة والصعبة؟
أتابع جميع الأصدقاء والمعارف وأبحث عنهم، كسلوك وموقف إنساني واجتماعي ووجداني عميق، وأربط ذلك بالخيارات والمواقف والظروف الشخصية التي أعرفها وأقدرها كثيراً، رغم إن بعض المواقف لا تبرر ولا تقبل تحت أي حال...
هذا الموضوع هو جزء من حوارات طويلة ومستمرة ومكثفة مع عدد من الأصدقاء حول التجربة والوضع الحالي العصيب، وكل ما نعيشه وما وصلنا أليه، والموقف المطلوب منه، وكيفية مواجهته ومقاومته كي نستمر في الحياة؟
الآن، اقصد بالأصدقاء هنا، كل الرفاق والأصدقاء الذين عرفتهم في تجربة مدينة الناصرية الطلابية حتى العام 79، يعني جيل السبعينيات تحديداً، كذلك حوالي 10000 رفيق ونصير شاركوا أو مروا بتجربة الجبل، التي بقيت فيها إلى نهاية عام 93، وانقطعت علاقتي وزياراتي عام 94. ثم الأصدقاء الذين تعرفت عليهم في منافي الخارج الطويلة والمتعددة، وأيضا جميع معارفي الذين خاضوا تجربة 63 الدامية وكانوا من ضحاياها، ثم عادوا إلى النشاط والعمل نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات (كذلك آلاف من الرفاق الذين تحصلوا على زمالات دراسية في التحاد السوفيتي وأوربا الشرقية الاشتراكية، لم يكتب أو يستمر منهم حتى أقل من أصابع اليد الواحدة)، وعن قيمة وفائدة الحركة الفكرية (الماركسية) الحقيقية في بلادنا وانعكاسها على الأشخاص وتكوينهم الفكري والثقافي!
أنني أتحدث عن قضية وظاهرة (إنسانية واجتماعية وسياسية وتنظيمية) وليس شخصاً محدداً، أو أشخاصاً محددين...
أذن أتحدث هنا عن طيف (إنساني اجتماعي) واسع وعريض ومتنوع من الناس، والبحث في خبايا وأروقة الذاكرة، عن حلم وماض جميلين، لا يمكن استعادته إلا بالكتابة. لكن الأهم بالنسبة لي الآن، في لحظة الاشتباك الملتبسة، حول مصير الوطن والناس، هو طبيعة وشكل المشهد العام وموقف هذه الشرائح الواسعة منه؟ وما هو الموقف المطلوب؟ وما هي إمكانيات وحالة جيلنا أو أجيالنا وبقاياهم، كعينة مهمة، وصولاً إلى المجتمع والناس (الشعب) وحالة المواجهة وآفاق المستقبل؟
جيلنا، وهو في بداياته البسيطة وخطواته الأولى (جيل في العشرينيات من العمر) تعرض لعاصفة الفاشية العاتية المدمرة، التي غيرت وأطاحت بكل شيء، إلا الموقف والحلم والمقاومة، لمن أراد أن يقاوم، ووجد إليها سبيلاً، لم يكن سهلاً أو متوفراً بيسر. ثم جاءت غاشية الحرب الأولى، الطويلة والرهيبة، والقتل الجماعي وطوابير القتلى والجرحى والأسرى (ربما قتلت مليون شاب) من بينهم عدد كبير من أصدقاء التجربة. كانت محرقة جماعية بحق، بعدها دخلوا في معصرة ومحرقة الحصار الطويل الرهيبة والحروب الأخرى المتعددة، والاحتلال وحكم الطائفية المتخلفة. فماذا تبقى منهم ولهم ولنا وللحياة؟!
أقدر واعرف الظروف الشخصية والعامة، القاهرة والغريبة، التي مر بها الأصدقاء والمجتمع. والخيار هنا عام وإجباري إلى حد بعيد وليس خياراً شخصياً.
لكن أيضاً هناك من قاوم ونحج، بشكل شخصي تقريباً وبإمكانيات محدودة أو معدومة. وهناك عدد كبير ضحى بحياته في تلك المحنة والمواجهة القاسية والطويلة، والتي لا تتوفر فيها ولها خيارات سهلة وعادية. وهناك من استسلم دون أية مقاومة، بل البعض ساوم وتعاون وراح بعيداً في سلوكه المشين، كي يدرس أو يستفيد وينتفع شخصياً، ثم عاد وادعى بما ليس له من تاريخ ومواقف، بل وطالب بحقوق ليست له ولا يستحقها على أنه ضحية، وشارك في عملية النهب والفساد!
الآن، ما هو وعي التجربة ودروسها؟ وما هو دور الأصدقاء الآن وإمكانياتهم الفعلية ودورهم في مواجهة محنة الشعب والوطن، خاصة ما يتعلق بالحل والانقاذ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانتحار الجماعي
عبد الحسين سلمان ( 2015 / 2 / 13 - 10:16 )
لم يعلق على هذا المقال أحداً, لا من الحرس القديم الستاليني اولاً ثم الخروتشوفي-البريجنيفي ثانياً, ولا من جيل الشباب و الحجاج الكرام .

ومع فائق أحترامنا و تقديرنا لكل الشهداء في سبيل الحرية .

الأ ان هذا لا يمنع الاستنتاج التالي:

تأسيس حزب شيوعي على الطراز اللينيني في بلد تبلغ فيه نسبة الامية اكثر من 90%, و لا تتوفر فيه طبقة عاملة قوية, واقتصاده ريعي , اقطاعي, هو ضرباً من الانتحار الجماعي.
انظر مقالنا:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=407557


2 - هذه النتيجة جزء من الجواب!
أحمد الناصري ( 2015 / 2 / 13 - 12:09 )
عزيزي جاسم... أعتبر هذه النتيجة، في عدم التعليق على المادة أو الإجابة على السؤال الرئيسي والحساس، هو جزء بليغ من الجواب الذي ابحث عنه، أي من الحالة التي يمر بها جيلنا واجيالنا وانا تقصدت التطرق للموضوع بسبب الموقف العام من الكارثة الوطنية الشاملة والعميقة ومستوى وقيمة المشاركة في مواجهتها ومعالجتها.
أما موضوع تأسيس حزب شيوعي أو ماركسي في بلد متخلف، فهو ممكن بشروط محلية معروفة، ضمن حالة وحركة عالمية متقدمة تحقق نجاحات ونتائج جيدة دائماً. هنا حصل الخلل والنقص الكبير، وإن الأزمة والفشل شملت حتى مراكز الرأسمالية المتقدمة والمتطورة التي تتوفر فيها الشروط التي ذكرتها.
طبعاً هذا لا يلغي خصائص البلدان المتخلفة والأطراف ووضعها الاجتماعي والثقافي والسياسي. مودتي
.


3 - لنسهم سوية في المواجهة
صادق البلادي ( 2015 / 2 / 13 - 15:32 )
الرفيق العزيز الناصري
شكرا على هذه المقالة. التساؤلات عما حدث خلال تاريخ الحزب ، ومسيرة الرفاق والأصدقاء ، المتميزفيها كل واحد منهم عن ألاخر وإن ساروا في نفس الطريق - واجد نفسي واحدا من هؤلاء الأصدقاء - الذين تحددهم ، والتي تنظر اليها الآن كظاهرة -(إنسانية واجتماعية وسياسية وتنظيمية) وليس شخصاً محدداً، أو أشخاصاً محددين..-. وليس كما مضى التركيز على أشخاص، وصولا الى استخلاص - التجربة ودروسه ،وما هو دور الأصدقاء الآن وإمكانياتهم الفعلية ودورهم في مواجهة محنة الشعب والوطن، خاصة ما يتعلق بالحل والانقاذ؟ - ، وهذا هو الموقف الماركسي، او موقف ماركس لمن لا يرتاح لمصطلح الماركسية ، فالإسهام في التغيير– وإن قيد أنملة - لا التفسير هو المطلوب.
ولرفيقي الزيرجاوي أذكرأن الحزب الذي بناه فهد ، شيوعيا (بلشفيا ) لا اشتراكيا ديمقراطيا، أمميا ، وطنيا ، قوميا هو الذي حقق النضالات والوثبات والإنتفاضات ، وثقافة الخمسينات ، وما هاب رفاقه وأصدقاؤه النضالات والسجونات والإعدامات وتحملوا النفي والفصل والملاحقات وتتوجت تلك النضالات بجبهة الإتحاد الوطني وإنتصار إنقلاب /ثورة
يتبع 1958 تموز 14


4 - تتمة
صادق البلادي ( 2015 / 2 / 13 - 15:36 )
. ولنتذكر دور الأحزاب الشيوعية البلشفية الآوربية في مقاومة الفاشية حتى قال ملك بلجيكا - إنني ملك الشيوعيين البلجيك أيضا -، وأسهامهم في الحكومات بعد الحرب العالمية الثانية. ليس فقط في شرق أوربا ، بل توريز وتولياتي أيضا.
لنسهم سوية ومع كل الأصدقاء الآن وبإمكانياتهم الفعلية في مواجهة محنة الشعب والوطن، خاصة ما يتعلق بالحل والانقاذ.


5 - الاستاذ البلادي
عبد الحسين سلمان ( 2015 / 2 / 14 - 04:34 )
1. شكراً للناصري على الرد.
2. وللأستاذ البلادي, تحياتي الخالصة, وانا زعلان عليه, حيث ارسلت لك رسالة عبر الايميل و لم ترد عليها.
3. حين ذكرت ان حشع تحول الى حزباً اشتراكياً ديمقراطياً, وهذا ما حصل الان, في المؤتمر التاسع المنعقد في 2012 , وليس في فترة التأسيس.
4. وتقول: ولرفيقي الزيرجاوي أذكرأن الحزب الذي بناه فهد ، شيوعيا (بلشفيا )...........الخ..وانا اختلف تماماً معك في هذا الاستنتاج العحيب و الغريب.
5. فقد تأسس الحزب في 1934 مع بداية حملة الابادة الجماعية للقادة البلاشفة من بوخارين الى ريازانوف, وكان ستالين في حينها تحول من بلشفي الى جنرال قيصري.
6. ولو درسنا كراس الخالد فهد: شيوعية لا اشتراكية ديمقراطية, لخرجنا بنتيجة ان الخالد فهد لم يعرف معنى ديكتاتورية البروليتارية و الكراس ستاليني قح, ويتحدث بمصطلحات غريبة مثل الشوفيني و اليساري و اليميني والبروليتارية العراقية و كونكرس و كونفرانس , ...الخ في بلد كان 90% فلاحين و 80% لا يعرف القراءة و الكتابة.
7. البلشفية ظاهرة روسية خالصة و من الخطأ الكبير تعميمها.


6 - هل جيلنا من ضحايا الأزمة؟ وكيف نواجهها؟
أحمد الناصري ( 2015 / 2 / 14 - 17:23 )
عزيزي الرفيق صادق البلادي
الموضوع حساس من الناحية الإنسانية والنفسية والفكرية والسياسية، في البحث عن الناس ومصائرهم ومواقفهم وتصوراتهم وإمكانياتهم الحالية الفعلية. فهو يشمل أطيافاً واسعةً من الناس، لا يمكن شطبهم وتجاوزهم، عدا عن شتمهم بطريقة سهلة، كما يحصل الآن، مع الشعب أو شعوب ومجتمعات كاملة، دون أي تردد او تحفظ.
الموضوع بالنسبة لي هو نقدي، مرتبط بأزمة الانهيار العامة، الشاملة والعميقة، التي يمر بها وطننا ومجتمعنا لأسباب كثيرة، قديمة وجديدة (وارتباطها بأزمة المنطقة) وإمكانية المواجهة وقدرة الناس عليها، وما هي الأساليب والادوات الفعالة في هذا العمل الكبير والتاريخي؟ وما هو وضع اليسار الوطني (الماركسي تحديداً) وعمله الفكري والسياسي والجماهيري، وقدرته على تحليل الواقع الحالي المعقد والمتشابك والغامض؟ كي توصل إلى طرح المهام والشعارات الصحيحة المطلوبة... هذا جزء من محاولات دائمة وحثيثة للمساهمة في فهم الوضع، على طريق شائك ومتداخل ومعقد، لكن العمل ليس مستحيلاً أو غير ممكن. .


7 - هل جيلنا ضحية الأزمة....
أحمد الناصري ( 2015 / 2 / 14 - 17:24 )

النضال الماركسي المتعدد، الفكري والسياسي والثقافي والنقابي، شهد تجارب كثيرة ورائعة، لكنه يشهد أزمة عميقة ومتراكمة قبل وبعد انهيار تجربة الاتحاد السوفيتي وتجربته الخاصة. العجيب إن التيار الماركسي لم يستعد وضعه رغم الأزمة الرأسمالية البنيوية العميقة والطويلة وربما المختلفة (ربما تكون بداية من اليونان) ولا حتى الدفاع عن مصالح الكادحين الذين تسحقهم الأزمة. التجارب القديمة معروفة ومحفوظة، لكن قيمتها الحقيقية واستمرارها يتحقق من خلال تطوير العمل الحالي. نحتاج إلى جهود كبير وحوار منفتح دائم على أساس نقدي. شكراً وتحياتي لك


8 - عزيزي جاسم
أحمد الناصري ( 2015 / 2 / 14 - 18:16 )

عزيزي جاسم... لمراجعة تجربة الحركة الشيوعية العراقية (تجربة التأسيس وظروفه) والعمل اللاحق، لابد من قراءة الوضع المحدد أنداك والتطور الاجتماعي والثقافي والفكري العام وشروطه ولغته وامكانياته.
أنني لا أنكر او لا اهتم بتأثير وضلال الستالينية الثقيلة المباشرة على الحركة الشيوعية العالمية ومنها تجربتنا العراقية والعربية في العموم. لكن هناك أمور كثيرة أسست وقررت وضع وطابع الحركة، ومنها إمكانيات ودور الشخصيات الشيوعية المؤسسة ومواصفاتها. فقد طرح فهد رؤيا وبرامج جيدة ومتقدمة لحركة سياسية وطنية داخلية عراقية، بالنسبة للواقع والسلطة وحاجة الجماهير ومستوى الفكر السياسي والاجتماعي والثقافي العام، الذي كان سائداً نهاية العشرينيات وبداية تشكيل الدولة العراقية، والتخلص من الاستعمار العثماني وآثاره المدمرة وسيطرة الاستعمار البريطاني. هناك نقطة عملية مهمة، وهي ضعف الاتصالات بالسوفييت والكومترن والمركز الشيوعي. صحيح إن فهد زار الاتحاد السوفيتي ودرس هناك كما زار باريس واطلع على عمل الحركة الشيوعية والنقابية الفرنسية وغيرها.


9 - عزيزي جاسم
أحمد الناصري ( 2015 / 2 / 14 - 18:17 )
لكن لم تكن هناك نقاشات وتوصيات مستمرة لاحقة، وهذه العلاقة لم تتكون وتتطور إلا بعد ثورة 58 وكانت تتم في الخمسينيات من خلال الحزب الشيوعي السوري. وربما الاتصال المباشر الوحيد قد تم قبيل ثورة تموز حيث سافر الفقيد عامر عبد الله للتنسيق مع السوفييت والصين لطلب الدعم لإنجاح الثورة! ولا ننسى التأثير القوي والحقيقي لجميع عناصر الماركسية السليمة والحية التي لا زالت نعمل بقوة (أفكار ماركس الذي لم يمر على غيابه كثيراً، وآثار لينين القريبة، وافكار وتجارب الحركة الشيوعية العالمية قبل الستالينية وضدها)!


10 - عزيزي جاسم
أحمد الناصري ( 2015 / 2 / 14 - 18:21 )
كما شهدت الحركة الشيوعية العراقية والعربية (كذلك أفريقيا وامريكا اللاتينية) شخصيات مثقفة كبيرة (محلية ومستقلة) ساهمت وبادرت في طرح برامج وشعارات وطنية متطورة (تقرير سلام عادل لل الكونفرانس الثاني للحزب عام 56 بمساعدة عامر عبد الله ورفاق آخرين) وهناك تجارب سودانية ومصرية ولبنانية سودانية مهمة! ولا يمكن أن ننسى موقف فهد الرافض والمخالف للموقف السوفيتي من تقسيم فلسطين وهو في سجنه يواجه حكم الاعدام الجائر والانتقامي.


11 - عزيزي جاسم
أحمد الناصري ( 2015 / 2 / 14 - 18:21 )
يمكن القول هناك محاولات جادة ومهمة في استيعاب الماركسية، وفهم الواقع الصعب المحدد، في تلك الظروف المددة (والتي لا يمكن انتظار تبدلها التلقائي). لكن ذلك لا يلغي النواقص والمشاكل الفكرية الكبيرة والخطيرة، في التأسيس أو التي تكونت وتفاقمت وكبرت ونخرت وخربت الحركة الشيوعية في بلادنا وفي العالم!
تحياتي لك.


12 - مشكلة تعليق الكاتب ب 1000 حرف فقط!
أحمد الناصري ( 2015 / 2 / 14 - 18:30 )
أكبر مشكلة لإدارة الحوار من قبل الكاتب هنا تحديده ب1000 حرف فقط لا غير... أرجو معالجتها...

اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة