الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يقينا.. الأعمار بيد الله -ذقت الطيبات كلها فلم اجد ألذ من العافية-

عمار طلال

2015 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تيقنت أن الاعمار بيد الله، لحظة أبلغني الطبيب، بوجوب التداخل الجراحي، لإنهاء عارض صحي ألمّ بي.. لحظتها تداعت المواقف؛ مبتهجا بكوني لم أظلم أحداً، ولم أتسبب بضرر عامداً.. ربما سهوا؛ والأعمال بالنيات.
طال مدى البراءة، من سرير النوم، الى صالة العمليات.. يجري العمال بعجلات النقالة، والمسافة تستطيل، حتى يأس ملاكي الحارس، من بلوغها بوابة التعقيم المبالغ بشدته؛ فرفرف بجناحه، طائرا للسماء، يرتقي مدارج الأثير.
الوقت يسبق السادسة فجرا، بثوان، وأنا أسير.. تحيط بي الشراشف والإضاءة الطبية، وحديث أبله مع ممرضة، بينما طبيب التخدير يثقب أديم جلد كفي اليسرى، بمصل مضاد للصحو!
تلحف الممرضة بأحاديث لا موجب لها، سوى تهدئة توتري اللاواعي؛ كي تستجيب خلايا الجسد للبنج... أغماضة ثوان، فتحت عيني بعدها، على كثير ولكن لا أرى أحدا؛ كأنني عدت أدراجي من دون إجراء العملية؛ فمجرد إغماضة رمش، او رمشة غامضة، عجنت الوقت، مثل دقيق مطحون يداف بالماء والزيت والخل والسكنجبيل؛ فأستيقظ، من جري العمال بالنقالة، نحو صالة العمليات، على هدوء طفولتي تضج شقاوة بريئة، في ارجاء الاعظمية.. أتيه في شوارع مدن لم أرها من قبل، مثل دقيق مطحون يذرى في ريح صرصر عاتية!
أعادوني بعد ثوانٍ من توالي السرير النقال، يباري نفسه، للحاق بغرفة العمليات.. أغمض البنج عيني، فإستفقت منه، قبل ان تكتمل نصف إغماضة... كدت أسأل: "لماذا لم يجروا العملية؟ هل أجلوها؟" لولا عقارب الساعة تتأخر عن الرابعة عصرا بثوان، تعيدني الى يقين الإيمان بما أنزل الرحمن: "وقل ما يصيبنا الا ما كتب الله لنا".
المهم ألا نقدم على الظلم عامدين، وأن نمتلك شجاعة العدول عن الخطأ مقرين، وأن نصحح السهو، من دون ان نتمسك بالضلالة؛ تأخذنا العزة بالإثم.
لحظة إستيقظت مدركا نجاح العملية، بفضل الله، تيقنت من أن العناية الإلهية حاضرة، وأن الحسنة بعشرة أمثالها.. دنيا وآخرة، تدفع بلاء الحاضر، مثلما تضمن جنة الغائب.
فتبارك الله أحسن الخالقين، وجلت قدرته في ان يعطينا دروسا، من أجسادنا.. حكمة الصحة وموعظة المرض، التي لخصها سيد البلغاء.. جدي الامام علي.. عليه السلام، بالقول: "ذقت الطيبات كلها؛ فلم أجد ألذ من العافية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هكذا قال جدك!
سمير آل طوق البحراني ( 2015 / 2 / 13 - 08:25 )
ان قولك هكذا قال جدي هو دليل استعلاؤك على الناس وهذا ما لا يرضي جدك وها هو يقول:
الناس من جهة التمثال اكفاء ** ابوهم آدم والام حواء
وان اتيت بخر من ذوي نسب ** فان نسبتنا جود وعلياء
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه ** والجاهلون لاهل العلم اعداء
وقال:
ان الفتى من يقول ها انا ذا ** ليس الفتى من يقول كان ابي
يكفي ان تقول قال الامام علي بدون اضافة جدي لان مغزاها لا ينطلي الا مغفل.
ان ارتداء العمآئم السوداء والخضرآء من قبل المنتسبين الى اهل البيت هو تمييز واضح لا يقضد منه الا انكم العوام ونحن السادة.
يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبآئل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم. يؤسفني ان اقول بكل صراحة نحن الشيعة ملعوب على عقولنا اكثر من غيرنا الملعوب على عقولهم من المسلمين.
ان الكثيرين من الذين ينتمون الى اهل البيت ليس لديهم اي توثيق الا بالتواتر ونحن نعلم كثير هم من انتسبوا الى اهل البيت بقصد حاجة في نفس يعقوب.لا يهم ان كنت سيدا ام لا ان المعيار هو العمل.
كن ابن من شئت واكتسب ادبا ** يغنيك محموده عن النسب.
نتمنى لك دوام العافية.
شيعي من البحرين.

اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا