الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا أتكلم!؟

داليا عبد الحميد أحمد

2015 / 2 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لماذا أتكلم ؟
من حقك التكلم . ولكن هل يكفي أن يكون لك حق .. كيف تمارسه .لا يسمعك أحد . لا يعرفك أحد. تكلم إلي نفسك حتي تصل للجنون. تكلم إلي المارة إلي الحيوانات الأليفة إلي النبات . لماذا لا تسكت؟ و تنسي الكلام .
لماذا كنت مختلفا عن كل من هم حولك من صغر سنك ، ويصدك الكبير والصغير. تسأل كثيرا فيتركوك وحدك. 
صرت تسأل وتجيب في آن واحد. تبحث عن إجابات فلا تجد .تتوقف الأسئلة وتدفق الأفكار. لا تكدر صفوك إنسي. لا تتكلم فحسب. 
في المدرسة ليس مسموح أن تخطئ ، وليس مسموح أن تناقش أو تستفسر .. أحبطوك .
أهم مراحل حياتك تمر بلا تفكير تخصصك دراستك الجامعية كن شبيه لباقي الناس فحسب لا تجادل و لا تقف كثيرا .
في العمل هذا هو المتاح لا تنتقد، وكن حريصا صامتا لحين يُطلب منك الكلام وإختصر بقدر إستطاعتك . تحلي بالصبر 
في الحياة . تحمل سخافات من حولك ولا ترد. تحمل الطاقة السلبية التي تصلك في المناسبات الإجتماعية والزيارات العائلية لا تفرط فيهم وتخسرهم .
أصمت أمام زوجك فلا داعي للشجار تجنب ذلك 
.. تريد أن تتكلم أم صاحبك الصمت . من البيت للعمل للزيارات والواجبات الإجتماعية دعها تمر لا تتحدث عن تفاصيل ما. لا تقل رأيك في شئ أو شخص أترك كل العلاقات سطحية، لتكسب فراغ عقلك وتتجنب المشاكل ، وحتي لا يعرف أحد ما بداخلك فذلك ذكاء مجتمعك تعلمته أم لا.
لازلت تحتاج أن تتكلم. ما رأيك أن تذهب لطبيب نفسي ! الفضفضة والكلام سيكون بشكل مختلف ، وسيساعد علي تحسين حالتك النفسية 
لا لا تذهب للطبيب، فذلك مشين لك ، ولن ينسي أحد لك جنانك وخللك ، علي أقل سيتهموك ويسبوك ويقللوا من شأنك . بعد أن مررت بعمرك قهر لأسئلتك الغريبة. توقيف لنقاشك. صد لإختلافك. صبرت وتعودت علي التناغم مع واقعك والصبر عليه .
فلا تتكلم لا تتكلم أسلم .
حتي تصمت للأبد .أيام وسنوات ويمر العمر وتمضي كما جئت . لا شئ لم تترك أثر ولا بصمة في هذه الحياة . لا تنتج لا تبدع هل هناك علاقة لكل هذا بالسكوت والكلام سبب أم نتيجة .. 
تكلم حتي أراك من مقولة سقراط الشهيرة لم نتعلم قيمة الكلمة، وكيف نتكلم في واقع عازم علي عدم قبول الإختلاف إلا في حدود ضيقة . مؤسس علي الفوقية والتوجيه والطاعة في التعليم والتربية، لا المشاركة والنقاش والعمل الجماعي . عن إهدار معني حرية التعبير أكتب, وبعيدا معاني مبتذلة تهينها أصلا ، أتحدث عن منطق ونسبية الإختلاف لا عن الإهانة والسب والمغالطات والسموم وتبرير الإجرام وحرية الفوضي والمصالح المادية الرخيصة .. عن جوهر حرية التعبير في الكلمة والعقل الذي وراءها، ما تميزنا عن سائر المخلوقات . ما ترقي بعالمنا ولا تجمده وتقيده . 
حقا من الحكمة أن تصمت لتنصت وتفهم، ومن الخسة أن تصمت وقت الخطر والحسم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24