الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإحصاء والشفافية بين الحق والأداء وفرص اتخاذ القرار الأنجع

تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)

2015 / 2 / 13
المجتمع المدني


في كل بلدان المعمورة المؤمنة بالتقدم ومسيرة التمدن، يجري اعتماد جهاز للإحصاء يرصد ميادين الحياة وتفاصيلها اليومية بكل الحقول الموجودة.. ونجد إحصاءات لظواهر شاملة كما الفقر والبطالة وقراءة في الخطط ونسب التنفيذ والمنجزات والكبوات والثغرات وهي جميعا وبالمحصلة تشكل الصورة الأكمل للواقع موضوعة على الورق أمام المخططين للمراجعة واتخاذ القرار المناسب وكذلك توضع أمام المواطن من باب الشفافية ومن باب تمكينه من المشاركة الفعلية في مسيرة رسم القرار وطنييا في بلاده وأمميا في عالمه الأوسع...
إنّ الافتقار للإحصاء أمر خطير ويشكل عاملا من عوامل التعطيل والتخلف وقيمهما كما يشكل فرصا مصنوعة بمكر لتمرير جرائم الفساد الأخطر على الإنسان ومصالحه و-أو تمرير الثغرات ومراكمتها بطريقة سلبية مرضية تؤدي إلى حال الدولة المشلولة، الأكثر فشلا ومن ثمَّ تعريض الشعب بأكمله لضياع بل هلاك محتم بأشكال تصفيته.
وعليه فلابد لنا من جهاز إحصاء فاعل يمتلك كل أدوات عمله وصلاته بشبكة المؤسسات وتفاصيل الحقول والميادين الموجودة من جهة وأن توجد أداة نشر المعلومة وإيصالها إلى جمهورها التخصصي وإلى جمهور العامة بوصف ذلك حقاً ثابتاً لكل مواطن وبوصف ذلك تحريكا للبركة الراكدة وكي تنطلق الجهود بمعالجاتها للكبوات وبتوكيد المنجز الصحيح السليم والسير فيه قدماً..
نحن نقرأ يوميا أشكال الإحصاءات الجارية في بلدان التقدم ولكننا في بلادنا، نهلك أنفسنا ليتاح لنا الوصول لرقم متواضع بائس قد يعود لأعوام خالية مما نريد متابعته وتحليل ما توصلنا إليه وتحديد أسس العمل الملائم لحلول التحديث والتجديد!؟
فمن الذي يقف حقيقة وراء هذا التعطيل الخطير للجهاز الإحصائي؟ ألا ينبغي أن نحترم وجود الدولة العراقية واستقلالية مؤسساتها عن السطوة المافيوية لقوى الكربتوقراط التي باتت تسطو على كل شيء حتى أعلى الهرم؟؟ أليس من قوى تمثل إرادة العقل العلمي لشعبنا تقول: كفى حزبنة وإلحاقا لمؤسساتنا بمحاصصة توزعنا غنائم لنظام الكليبتوقراطية؟
أتطلع شخصيا لــ((حملة وطنية)) نفعِّل مطالبتنا بشأن جهاز الإحصاء الوطني والأدوات الإعلامية المرافقة لإيصال المعلومة ونشرها بشكل ثابت وواسع يعزز الشفافية ويتبنى خطابها. ويُدْخِلُنا في طريق بناء خيارنا الديموقراطي الذي أردناه عبر عقدنا الاجتماعي المعطَّل.
وتحية أوجهها للمتخصصين أولا كيما نبدأ بهذي الحملة....؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. تقرير أميركي يشيد بجهود البلاد في محاربة الاتجار


.. اللاجئون السوريون -يواجهون- أردوغان! | #التاسعة




.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا