الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم نحتاج أبو ذر الغفاري هذه الأيام .. أول اشتراكي في تاريخ الاسلام

عمرو اسماعيل

2015 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هو رجل جلس يوما يحدّث ويقول:

أوصاني خليلي بسبع..

أمرني بحب المساكين والدنو منهم..

وأمرني أن أنظر الى من هو دوني، ولاأنظر الى من هو فوقي..

وأمرني ألا أسأل أحد شيئا..

وأمرني أن أصل الرحم..

وأمرني أن أقول الحق وان كان مرّا..

وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم..

وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة الا بالله.

ولقد عاش أبو ذر الغفاري هذه الوصية، وصاغ حياته وفقهه، حتى صار "ضميرا” بين قومه وأمته..

وقال عنه الامام علي رضي الله عنه:

”لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر”

عاش يناهض استغلال الحكم، واحتكار الثروة..

عاش يدحض الخطأ، ويبني الصواب..

عاش متبتلا لمسؤولية النصح والتحذير..

يمنعونه من الفتوى، فيزداد صوته بها ارتفاعا:

ويا ليت المسلمين استمعوا يومئذ لقوله ونصحه..

اذن لماتت في مهدها تلك الفتن التي تفاقم فيما بعد أمرها واستفحل خطرها، وعرّضت المجتمع والاسلام لأخطار، ما كان أقساها من أخطار ما زالت قائمة الي اليوم ...

لنعيش مع أبو ذر سكرات الموت في الربذة.. المكان الذي نفي أليه اثر خلافه مع عثمان ، فتعالوا بنا اليه نؤد للراحل العظيم تحية الوداع، ونبصر في حياته الباهرة مشهد الختام.

وهو يقول لهذه السيدة السمراء الضامرة، الجالسة الى جواره تبكي، ابنته....

ويسألها: فيم البكاء والموت حق..؟

فتجيبه " لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا..

ذلك رجل لا يريد غرضا من أغراض الدنيا، ومن ثم أفاء الله عليه نور البصيرة.. ومن ثم مرة أخرى أدرك ما تنطوي عليه الفتنة المسلحة من وبال وخطر فتحاشاها.. كما أدرك ما ينطوي عليه الصمت من وبال وخطر، فتحاشاه أيضا، ورفع صوته لا سيفه بكلمة الحق ولهجة الصدق، لا أطماع تغريه.. ولا عواقب تثنيه..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبو ذر بعد غزوة تبوك :
" يرحم الله أبا ذر.. يمشى وحده ويموت وحده ويبعث وحده""
كم نحتاج أن نتأسي هذه الأيام العصيبة بأبي ذر الغفاري ومعارضته السلمية ولكن بصوت جهوري يصل صداه الي الجميع .. والأهم للسلطة الظالمة التي تستأثر بالثروة وتحرم منها الشعب .. دون أن يقتل أو يحرق ..
رحمك الله يا أبا ذر فما حاربت ضده وضحيت من أجله ومت وحيدا بسببه في صحراء جرداء مازال يسيطر علينا حتي اليوم
ومازال السادة يستأثرون دون شعوبهم بالسلطة والثروة
كم نحتاج من يسيرون علي دربك اليوم يا أباذر
كم نحتاج أن نتأسي بسيرتك العطرة ..
ولو فعلنا ذلك ماكان هناك اليوم لا وهابية ولا قاعدة ولا داعش .. ولا كان هناك حكام ظالمون يدعون انهم خدام الحرمين الشريفين وهم مجموعة من القتلة واللصوص أحفاد بني أمية .. فهم وشيوخهم لا يعبرون عن الرسول ولا عن رسالته العظيمة التي حاول ابو ذر الغفاري أن ينبه لها المسلمين منذ أربعة عشر قرنا فلم ينصتوا اليه .. ولكنها عبرت عن حال المسلمين المزري اليوم ..عن حال أمة يغيب عنها العدل والمساواة و احترام حقوق الانسان الضعيف .. وتنتشر بينها ثقافة العنف .. التي تودي بارواح الغلابة ممن لا ذنب لهم .. الاسلام هو تلك الرسالة التي فهمها أبوذر الغفاري أفضل فهم .. كما فهمها علي بن ابي طالب رضي الله عنهما .. وليس اسلام الطلقاء من بني أمية الذي يسيطر علي المسلمين هذه الأيام ..
رحم الله ابا ذر الغفاري .. كم نحتاجه هذه الأيام ؤؤ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التفكير الصلعمى
احمد سعيد ( 2015 / 2 / 14 - 00:35 )
انت لازلت مغسول الدماغ تماما بالفكر الصلعمى, يا رجل قليلا من التبصر والمراجعه الفكريه


2 - عزيزي الدكتور عمرو اسماعيل
فؤاد النمري ( 2015 / 2 / 14 - 06:29 )
أنت يا عزيزي غفاري تفيض نفسك يالشعور الإنساني
كان لمحمد مشروع اجتماعي وهو التعاطف مع الفقراء والمساكين والإيمان بأن للفقراء حقاً في أموال الأغنياء وكان نجاح مثل هذه المشاريع الاجتاعية الكبيرة يتحقق من خلال نسبتها إلى الإله فكان إسلام العبادات الذي نعرفه اليوم منفصلاً عن كل هم اجتماعي

أذكر أن أحد قادة البعث حاضر عن الاشتراكية العربية التي بدأت بأبي ذر الغفاري فاعترضت عليه لأقول كان أبو ذر إنسانياً ينتصر للإنسان الفقير قبل الغني لكنه لم يكن اشنراكياً على الإطلاق فالإشتراكية تقوم أساساً على أدوات إنتاج متطورة تنتج بكثرة كما في النظام الرأسمالي وليس قبله

ولدهشتي اعترف ذلك البعثي المختلف بأن حزب البعث قام أساساً على معاداة الشيوعية

مع كل التقدير لمقالاتكم الرشيقة التي أنتظرها دائماً


3 - كم نحتاج أبو ذر الغفاري هذه الأيام ..
خالد ابراهيم ( 2015 / 2 / 14 - 08:00 )
مقالة جيدة يا سيدي عن أبو ذر الغفاري وهو على ما أظن سادس شخص أسلم وبعد ذلك جائت واسلمت قبيلته وكان تعمل في قطع الطرق كما كانت قبيلة عروة بن العبد عروة الصعاليك ولكنه كان يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء. وثق يا سيدي بأن كل صاحب ثروة لن يؤيد مقالتك لأن ذلك ضد مصلحته والغبي من يقف ضد مصلحته.وردا على من رقم أثنين لوأن أبوذر سلك مثل الصحابة الاخرين لكان من الأغنياء وأصبح تفكيره مثلهم.
ولكن وقف ضد الظلم والأستغلال لذلك وقف الكثير قديما
ضده كما يفق مثل ذاك المعلق ضده ويتهمه بالصعلكة ولكن هناك صعاليك نبلاء كعروة بن الورد
ذريني للغنى أسعى فاني
رأيت الناس شرهم الفقير
ولكن أبا ذر لم يسعى للغنى ، فلذلك تخلى عنه وعارضه الكثير
وشكرا على مقالتك ونريد مزيدا لكي نتعرف على هذا الصحابي النبيل.


4 - فأين موقعك أنت .. ؟
عاشور الناجى ( 2015 / 2 / 14 - 23:48 )
منذ سنين طويلة وأنا أتابعك وأعيش أفكارك وأحلامك وكلها عظيمة ومشروعة
كنت فيما سبق قاسيا قويا تقف على الأرض بأقدام صلبة متينة
واليوم أراك تتطلع الى السماء .. تهيم روحك هناك خلف الحجب . هل زارك شوق العاشقين على غفلة ؟
عن نفسى أصبحت استشعر السم فى منابعنا القديمة التى ورثناها عن أسلافنا
نعم
أصبحت استشعره بقوة
تكتشف ذات يوم أن أباك الذى أحببته ليس أبوك الحقيقى
تهيم على وجهك فى الأصقاع باكيا شاكيا الضياع والجوع والبرد والخوف
من يكون أبى إذن ؟
لا أصنع صنيع المخبولين فأقول مثلهم أن لا أب لى .. أو أننى جئت الى العالم بلا أب

لا - ان لى أبُ ولا شك

أبُ أثق فى أنه لن يتركنى أضيع بل سيقود خطواتى اليه
أدعوه الآن أن يقبلنى ويقبلك وأن يقيل عثرات بلادنا ويرحم ضعفها وهوانها


5 - التذكير
رائد الحواري ( 2015 / 2 / 15 - 15:02 )
المقال يذكرنا بتاريخ رجل مبدئي، وهم كثر في تاريخنا، طريقة تعامل ابو ذر مع الخصمين -علي ومعاوية- طريقة ترشدنا الى ما يجب |أن نكون عليه في حالات الصراع،


6 - أشكر كل من علق
عمرو اسماعيل ( 2015 / 2 / 16 - 06:55 )
نعم مع قرب النهاية اصبحت حالما ابحث عن الروحانية في تاريخنا .. ونحن مهما حاولنا ومهما كانت افكارنا .. الحادية ضد الدين علمانية او اشتراكية او شيوعية فتاريخنا والدين هو محور كتابات كتاب الحوار المتمدن .. اليس كذلك .. أم أنا مخطيء ..لن نستطيع الهروب من تاريخنا .. فلنحاول أن نجد فيه ماهو جيد لنتخلص مما هوسيء مثل داعش

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب