الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطيئة داعش

المستنير الحازمي

2015 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خطيئة داعش هي أنهم صادقين مع مبادئهم وانفسهم وعقيدتهم لا يعرفون التلون والخداع والنفاق .. يفعلون ما تملي عليهم أيدولوجيتهم وما يرون أن فيه تأسي واقتداء بالنبي محمد وصاحبته من بعده
ولا يجلسون على مائدة مستديرة يتقاسمون فيها الغنائم و ويتقمصون فيها الأدوار وتدفع فيها الإتاوات والرشى لشيطان الأكبر ليرضى عن افعالهم وتصرفاتهم مهما كان اسم هذا الشيطان ..
فعادهم الجميع ووقف الجميع ضده دولا ومنظمات وهيئات .كل ذلك .ضريبة العيش بصدق مع ما تعتقده وتؤمن فيه وترى انه شرعي وواقعي مهما كان هذا المعتقد ضار وارهابي وسادي ووحشي ..
ولو دفع الاتاوات والرشي وباع ثرواته بثمن بخس لغض الطرف واغمضت الأعين عن كل الافاعيل والجرائم التي ترتكب ... واخترعت لها مبررات ومسوغات تندرج تحت شعارتها ..نافق حتى تعيش
مهما كانت تلك التصرفات من جلد وقطع للأيدي والأرجل وجزء للرؤوس واللعب بها ورجم لزناة ورمي الشواذ والحرق والتمثيل بالأموات وغيرها من الأفعال ..
لنظر لها العالم على أنها أفعال مشروعة تندرج تحت خصوصية تلك البلدان .. كما هي حال داعش الاب والأم ..الدولة الوهابية و الأب الروحي لداعش
" التي تفعل الكثير وتقترف الكثير في صمت عالمي ودولي رهيب .. لما تملكه داعش الاب من اعلام ومكاتب علاقات عامة واسعة وقبل كل شيء بترو دولار يغطي كل عيوبها وفظاعاتها وجرائمها التي ترتكبها في حق شعبها وحق الشعوب
المجاورة دون حسيب او رقيب .. ومنذ زمن بعيد ..وقبل أن تكون هناك داعش او حالش أو مالش
لقد كان مشروع دولة العراق والشام مشروعا واعدا لمن كان يحلم بالنهايات والموت ..مشروع عدمي تؤسس فيه لشريعة الموت لمن يعيش حياته غريبا منزويا في هذا العالم ..كارها لهذا النظام العالمي الجديد الذي بني بشكل يستريح الواحد فيه عندما يموت ..
فانظم تحت شعاره عشرات الألوف من كل انحاء العالم ومن كل الدول ممن صدقوا مع انفسهم ومبادئهم الدينية .. .
جمع الفنانين ولاعبي كرة القدم وأطباء ومهندسين ومن كل الفئات العمرية والمهنية
ولو كنت مسلما متطرفا لكنت واحدا منهم وعضوا في صفوفه.. لما يمثله مشروع الموت من حلم لمن ضاقت عليه الحياة بما رحبت ووصل إلي طريق مسدود وفقد الأمل بهذه الحياة .. ولم يعدوا قادرين علي الاستمرار في التفاؤل ....
وليس غريبا أن ينظم إلي صفوفها أكثر من عشرين ألف مقاتل أجنبي يتوزعون على أهم وكبريات الدول الغربية والعربية على حدا سوا
أن مشروع الموت والفناء والعدمية مشروع جدير بالبقاء والاستمرار لما يمثله من منفذ للحياة المعقدة والغريبة واللاعقلانية ..أملا لمن يعيشون في غربة وأنزوا ولا تصالح مع هذا العالم الذي يستحيل عقلنته وفهمه يوما عن يوم !!
وفكرة بناء تحالف دولي كالذي بنته أمريكا وأصدقائها ضده للقضاء عليه هي فكرة رعنا لا تقل رعونة وهمجية ووحشية عن داعش .. فحلم القضاء عليه هي أحلام مستبعدة فداعش فكرة وعقيدة لا يجدي معها الرصاص وحده للقضاء عليه !!
ولن يموت ويندثر هذا التنظيم مادام هناك غرباء عن هذا العالم لا يروق لهم فكرة وافكار العالم الجديد فدولة الإسلامية باقية وتتمدد مادام هذا العالم غريبا تنافق فيه حتى تعيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال راءع.
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 2 / 14 - 23:29 )
تحية أستاذ الحازمي.
انت تقول:
(خطيءة داعش هي انهم صادقين مع مبادئهم وعقيدتهم لا يعرفون التلون والخداع والنفاق .. يفعلون ما تملي عليهم أيدولوجيتهم)

تعليق.

نحن نؤيدك تماماً، بان المسلم الصادق مع نفسه، ومع مايوءمن به من قران وحديث، لابد وان يكون داتشيا ً.

وان محاربة داعش من قبل الدول الاسلامية، لهو النفاق بعينه، لان ماتعمله الدول الاسلامية في المدارس والجامعات ومحطات البث التلفزيوني والجوامع، هو تماماً ماتطبقه داعش على ارض الواقع.

لذلك نرى حلفاء داعش الام، من قادة الدول الكبرى، يتبارون في الكذب وخداع شعوبهم، ويقولون، بان ماتقوم به داعش لايمثل الاسلام، خوفاً من ادانة تحالفهم الشبوه مع داعش الام.

تحياتي.....


2 - شكرا على التعليق
المستنير الحازمي ( 2015 / 2 / 15 - 07:31 )
السيد أحمد حسن البغدادي
شكرا على تعليقك الكريم ومرورك على هذا الموضوع ..موضوع داعش الذي اخذ اكبر من حجمه

وهم شوية عيال لا يقدمون ولا يؤخرون .. بل هم جزء أصيل من عالمنا الشرق الأوسط للامراض العقلية .. والعالم الحر مثله مثل من ترك الحمار وذهب للبردعة ..يواصل للاسف نفاقه وايزدواجيته في التعامل مع قضايا العرب ومصائرهم

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال