الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دين الحب

أحمد سعده
(أيمï آïم)

2015 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"أجمل نساء الدنيا" إهداء جميل في "عيد الحب".. صابر الرباعي صوته حلو، بس كلمات الأغنية تقليدية أوي.. صابر ببساطة معرفش كل نساء الدنيا علشان يقول لحبيبته إنتي أجمل نساء الدنيا!.. مبالغة وأوفر شوية..

علاقات الحب في هذا العصر تحولت لكلمات، وصابر بيجاري العصر.. أما أنا فرجل الماضي بامتياز..

نزار قباني قد يكون ملائما لرجل مثلي استحال نصف شعره إلى اللون الأبيض.. بين يدي كتاب أقرأ فيه "القصيدة المتوحشة" فيها يقول نزار:

"أحبيني، بكل توحش التتر.. بكل حرارة الأدغال، بكل شراسة المطر.. ولا تبقي.. ولا تذري..
أحبيني، وخلي نهدك المعجون بالكبريت والشرر، يهاجمني.. كذئب جائع، خطر.. وينهشني.. ويضربني، كما الأمطار تضرب ساحل الجزر..
أحبيني، بلا شكوى.. أيشكو الغمد إذ يستقبل السيفا..!
أحبيني، بعيدا عن مدينتنا، التي من يوم أن كانت.. إليها الحب لا يأتي.. إليها الله.. لا يأتي.."


الجنس طاقة جسدية وجزء من كيان أي إنسان.. أما الحب ارتقاء وسمو وعلو.. الحب هو كيان الإنسان ذاته.. لو انعدم الحب، ينعدم الإحساس والإبداع، و تصبح الحياة ممات..

بدون الحب، ستحيا الملل، بلا نبض أو روح.. ولن يكون الموت سوى المنقذ لك مما أنت فيه.. ومجرد أن تتوقف حياتك عند الجنس لن ترتقي أبدا ولن تكون سوى ماكينة لإنجاب الأطفال.. ويذهب إحساسك، ويتقلص كل شيء فيك وبداخلك..

وأنت إن حاولت امتلاك من تحب، فأنت تقتل روح الحياة فيه، وتجعل منه سلعة وشيء ككل الأشياء التي تمتلكها.. والحب الحقيقي لا يعرف امتلاك أو غيرة.. فكل الغيرة مرضية إن كنت تدري..

ستزورك أيام تشعر معها أنك إنسان جديد.. ستتغير كليا، أسلوبك يرتقي، وجهك يتجمل، مشيتك ستصبح واثقة، ملابسك ستزداد أناقة.. تلك هي أيام الحب..

لكنك سريعا وبعد أسابيع تعود من حيث أتيت، إلى الشكوى والملل، وتغادرك الدهشة والابتهاج..

أنت ببساطة واحد من ملايين، لا تستطيع ملاحظة أن هناك ورودا تتفتح لكنك لا ترى جمالها، ولست قادرا حتى على أن ترفع عينيك للسماء لترى النجوم أشبه باللؤلؤ المتوهج.. وكأنك اعتدت النظر أسفل قدميك خوفا من أن تمطر الدنيا..

أنا واحد من القلة التي تعشق النوم تحت السماء دون غطاء، لأراقب النجوم والملائكة والكواكب والمجرات..

حين تعجبك إمرأة، فأنت تراها من الخارج.. ترى شكل جسدها وطولها ولون عينها، و تتعرف على اسمها وعنوانها ومؤهلاتها العلمية. لكنك لم تعرفها.. تماما كما لم تعرف الله بعد.

أما لو وقعت في حبها، ستعرفها، وتعرف روحها، وتعرف جمالها، ويلفحك نسيم الحياة.. لو أحببتها لن يبق هنالك شيء إسمه "أنت"، أو "هي" بل ستتوحدان في وجودكما المشترك..

كل ما عليك هو أن تسقط أقنعتك، وتظهر بوجهك الحقيقي مهما كانت النتيجة.. ولا تبالغ في انفعالاتك أو مشاعرك.. كن صادقا مع نفسك، ثم كن صادقا مع من تحب. ودائما جازف كي تكون أنت دون خوف أو ادعاء.. ولا تظهر عكس ما تبطن، حتى لا تصاب بانفصام داخلي يدمر ثقتك بنفسك
تدريجيا، فكل الوقت الذي تعيشه مزيفا هو انتحار بطيء تمارسه على نفسك التي لن تعرف معنى للهدوء والاستقرار الداخلي..

وهكذا قلوب بلا حب، إليها الله لا يأتي.. فالله، لن تستطيع أن تراه كجمال وحب مقدس إلا لو كنت محبا، فالحب يجعلك حساسا وشاعرا وينعكس على علاقاتك وتعاملاتك بالأشخاص والأشياء. والله هو اللطيف، ولن تستطيع البحث عنه بفظاظتك. فكن لطيفا وشاعرا ورقيقا وعاشقا، بدلا من أن تكون شكاكا جامدا..

لن ترى الله كشخص ماثل أمامك، لكنك ستتحد معه بروحك التي ظهرت في اتحادك مع حبيبتك.. سيحيطك الله، ويملأ قلبك وكيانك..

لا يرى الله إلا العشاق والمحبين. فمن لا يحب، لا يعرف الله. فإن كنت لا تستطيع أن تحب أشخاصا تراهم في حياتك، فكيف لك أن تحب الله وأنت لا تراه.. "فالله محبة" كما يقول القديس يوحنا، والمحبة هي الله كما أقول أنا..

الحب ليس مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا..

الحب دين بحد ذاته، أو كما يقول عنه ابن عربي "الحب ديني وإيماني"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج