الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولماذا الموت في سبيل الحق؟!..

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2015 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




قضى نحّات فقير عمره في تجسيد وتشكيل تمثال، وبعد أن أتم عمله، حمله الاجهاد والتعب إلى النوم.
في منتصف الليل، استيقظ فجأة على أثر احساسه بصقيع قارس باغت المدينة.
وخوفاً على تمثاله، أخذ معطفه، وما عنده من فراش ولفه بها.. وبعد ذلك اضجع بجواره، ونام.. ولكنها، كانت: النومة الاخيرة!
في اليوم التالي، اكتشف جيرانه أنه فارق الحياة؛ فناحوا عليه لما علموا أنه ضحى بحياته من أجل فنه!
ان الموت في سبيل الفن قد يكون جائزاً في أعراف الفنانين، والذين يقدّرونه، بيد أن الموت في سبيل الحق لا ينكره إلا المبطلون!
ولكن لماذا الموت.. لا الحياة.. في سبيل الحق؟!..
ان الذين يلوّحون بحدّ: "الردة".. لكل من يساوره شك في معتقده، انما تحركهم دوافع كثيرة، ليس بينها على الاطلاق الخوف على الإسلام، لكنه الجهل، والحقد والكراهية!
فكم من مسلمين كثيرين، ارتدّوا عن الإسلام، فأصبحوا ملحدين، فما حرّك اخوانهم المسلمون ساكناً!
لكن هناك أضعافهم "ارتدّوا"، ليكونوا مسيحيين؛ فقامت الدنيا ولم تقعد!
مع أن القرآن قد أخبر: ان اسلافهم فرحوا لانتصار الروم على الفرس؛ لا لشيء إلا لأن الروم أهل كتاب والفرس أهل الحاد وزندقة!
ان حد الردة هو القتل. وقد يكون عقاباً لمن دخل الاسلام من غير حظيرته، ثم ارتدّ عنه.. ولكنه يصبح اداة قهر واذلال إذا مورس مع المسلمين أنفسهم متى ارتدوا عن الاسلام؛ لأنهم لم يختاروا الاسلام عند ولادتهم.
وهذا ما حدا بكاتب مثل الدكتور محمد عمارة، أن يؤكد ان الاسلام يضمن لأتباعه حق الارتداد عن دينهم، وذلك في كتابه: "الغزو الفكري وهم أم حقيقة".
"فما دام بحث الشاك قدر طاقته فلم يجد ضالته في الإسلام، فلا اكراه له على الإيمان به؛ فقاعدتا: "لا اكراه في الدين" (البقرة 256). و"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" (البقرة 286). ضمنت حق المسلم في الارتداد عن دينه. هذا فضلاً عن معاملته في الدنيا كمعاملة كاملي الإسلام. أما حسابه الأخروي فموكول إلى الله.
وان كان بعض الفقهاء، انطلاقاً من قاعدة: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها".. قال: "أنه عند الله من الناجين"!.
مع ذلك فانك لن تعدم من يصرخ في وجهك ضارباً بهذا عرض الحائط، غير معترف إلا بالقتل لمن ارتد، فيجبرك على أن تموت في سبيل الحق.. بدلاً من أن يدعك: تحيا، وتعيش، وتجاهد، في سبيله!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصبت الهدف
رائد الحواري ( 2015 / 2 / 16 - 04:33 )
مقال مكثف، قدم فكرة التحرر من الأنا المطلق، الى أنا النسبي،


2 - فلن تعدمو
وليد بوقايلة ( 2021 / 9 / 4 - 14:22 )
فمن اضل من المحمديين او القرأنيين.. تجد البريطاني او اضل امريكي أليف و غير مسلح، و من افشل من مدافع يبين له عدوه من القتل او الثاني الذي لا يفعل ما يقول، هذا غير المجادلات التى لا تنسب لمسلم مصيره الجنة، المسلمون فعلآ قلة ممكن تتراوح بين قلة تعد على اصابع او اقل من المئة بالكثير. فالحمد لله الذى بيين من بعد البليونات عشرات الآلاف ثم القلة من قلة الترابط و الإحسان و الطموح الذى يناسب المسلم الحقيقي. سأترك عنوان لتواصل لؤبين اقوال و تغير كلام الله و كفر مبين من القرأنيين اولهم د. منصور. و أيضا عنواني الأتي للإستفسار لأني رسول الله ذكر مبين في القرأن أيضا Discord: 11axe11#6040

اخر الافلام

.. متبرع من أصل مصري يهدد بايدن بورقة الناخبين اليهود


.. 111- Al-Baqarah




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف