الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين يكره الحب

حجي خلات المرشاوي

2015 / 2 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين يخاف الحب

الحب يموت كل دقيقة . أنه يفلت منا في كل لحظة . لم يعد فينا ما يمكن للحب الاقامة فيه . مستقبلات الحب فينا تعطّلت . نحن في طور الخلو من المشاعر . في طور تصحّر الاحساس وتقولب العواطف .قريبا سيجردنا التسونامي الديني من دفء المشاعر. سيقتلع منا شغفنا في الحياة ويلتهم مناطق الروح فينا .سيحرق مساحاتنا الخضراء ويشعل الحرائق في فضاءات عشقنا العذراء. قريبا سنكره الغناء ونلعن الفن والرسم والموسيقى. سنعدم كل الالوان بأستثناء الابيض والاسود ونقتل التنوّع والاختلاف. سنتقولب في قوالب اسمنتية باردة ونصبح معتقلين داخل زنازين ارواحنا الخاوية. سنمشي بفتوى ونعود بأخرى ونشكّل الكون برمته بحسب مقاس الدين. سنغيّر وضعية النجوم لتلاءم نزق الفقهاء ونعيد ترتيب الكواكب والشهب والنيازك كي تناسب شرطة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. سنضبط ساعاتنا على وقع سياط الجلد وأقامة الحدّ في من يتاخر عن اداء الصلاة لخمس دقائق. قريبا وقريبا جدا ستفرغ مفاصل ارضنا من آثار الحب ومن طيش العشّاق و قبلات المحبّين. ستفرغ من ساحات الحمام وميادين الطيور و مصاطب الجلوس في الحدائق الخضراء. ستخلو من مقاهي الزمن الجميل و دفء المصافحات وحميمية اللقاءات. ستخلو من عذوبة الشعور بالحرية و لذّة العيش بتلقائية وبدون تدجين أو ادلجة.ستخلو من روعة الأحساس بجمال كل شيء حولنا ومن امتلاء تفاصيل حياتنا بالمعنى ومن شعورنا بامتلاكنا لمصائرنا ومساراتنا. قريبا سنصبح اناسا يفتقرون للانسانية ونتحوّل الى آلات لا تعرف سوى الاستجابة لمثيرات الدين وهرطقات الفقهاء. سيفرّغوننا من كل شيء يمت للحياة بصلة ويحقنوننا بفايروسات الخواء والعدم والطاعة العمياء. قشرتنا فقط ستفلت من عمليات غسيل الدماغ و كل شيء تحت الجلد سيروّض فنصير بالتالي كائنات أخرى لا علاقة لها بالرب الحقيقي. لن نجد في الموسيقى سوى ضلالة وبدعة واغراء يبعدنا عن وجه الرب. لن نرى في الفن سوى خزعبلات و وهم يلهينا عن ذكر الله. سنغتال الفنون الجميلة والأحجار الكريمة ونحرق المكتبات ونهدم الجامعات ونفجر مراكز الابحاث العلمية والدراسات المنهجية. سنفرّغ الكوكب من كل شيء ساهم في تطوّره وتقدّمه ورقيّه وسموّه. وحين يتحقق كل هذا سنعلن الجهاد على بعضنا البعض كجماعات متنافرة ومتباغضة ومتناقضة ومتصادمة تدّعي كل واحدة منها بأنها هي وليس غيرها من تمتلك الحق كل الحق ولا شيء غير الحق لقتل وابادة وتكفير بقية الفرق. عندها فقط نكون قد وصلنا قيامتنا دون ان نحصل على أيّة جنة او فردوس لأن مشوارنا الطويل والعريض في الحياة لم يكن سوى كذبة صدقناها وآمنا بها وغالينا في تقديسها حتى خلقنا منها بعبا مخيفا وماردا رهيبا لا علاقة لرب الارباب به. عندها فقط سندرك بأننا كنا منذ البداية نؤسس مملكة الشيطان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر