الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع المدني و الديمقراطية ، تونس نموذجا ( الجزء الاول)

علاء الدين حميدي
كاتب صحفي.

(Hmidi Alaeddine)

2015 / 2 / 18
المجتمع المدني


جاءت الثورة التونسية معلنة تربع الديمقراطية علي عرش قرطاج من أجل jتفعيل مشروع الدولة الوطنية الدستورية التي تعمل علي فرض القانون مرتكزة علي مقومات الحرية و العدالة أولا و أخيرا علي قاعدة راسخة معلومة عند الصغير قبل الكبير و عند الفقير قبل الغنيّ ، لا ظلم فيها و لا استعبادا مادي كان أو معنوي تنتشر فيها قيم حقوق الانسان و ينهض فيها المجتمع المدني بواجبه مؤديا رسالته القيّمة ، يلتف حوله أغلب المواطنين باعتباره ( المجتمع المدني) سدا منيعا امام محاولات احتكار السلطة و الانفراد بها وهو ما يبرز جليا لدي المجتمعات الغربية أكثر من العربية .نتيجة لغياب الحرّية سابقا و الي حد اليوم في اغلب ارجاء الوطن العربي و تلك هي الحقيقة المرّة المؤلمة فكل دول الوطن العربي ومنها عانت من ويلات الاستعمار ثم الحكم العسكري أو نظام الحزب الواحد هذا ان لم يكن الاثنان معّا ، فقد أثبتت أغلب التجارب في التاريخ الحديث أن المجتمع المدني و الديمقراطية مفهومان متكاملان مترادفان يدعم كل منهما الاخر و لاوجود لأحدهم دون الاخر فلا وجود لمجتمع مدني دون حريّة و لا حرية دون دعامة حقوق الانسان .
لقد شهدت تونس خلال الاربع السنوات الماضية تطورا للمجتمع المدني يزداد يوما بعد يوم في إطار مشاركة منظمة بين مختلف مكوناته مما ساهم في تعزيز ثقافة بناء المؤسسات و نشر ثقافة الديمقراطية باعتباره ( المجتمع المدني) بنية تحتية ضرورية لها ( الديمقراطية) ، اضافة الي حسم و فضّ الاشكاليات و الصراعات و نذكر من ذلك الدور البارز لرباعي الحوار الوطني و نجاحهم في تجنيب البلاد ما لا يحمد عقباه دون الحديث عن الدفاع والمناصرة لفئات أو قطاعات أو جماعات، سواء على مستوى الحقوق المدنية أو الحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، وهكذا يمكن اعتبار المجتمع المدني شرط ضروري لتعميق الممارسة الديمقراطية ومدرسة لتعلّم الديمقراطية والتدرّب الفعلي على ممارستها . .
يمثل المثقف الدعامة الاساسية للمجتمع المدني حيث تتمثل رسالته أساسا في نشر الوعي و ارساء الثقافة الوطنية وهنا تبرز قيمة شعب ما عن غيره فالفرق بين الشعوب لا يقاس و فقا للأستاذ الحبيب الجنحاني ( أستاذ تاريخ اقتصادي و اجتماعي بالجامعة التونسية) بالموقع الجغرافي و لا بالتعدد السكاني و المساحة الجملية فالتمييز يكون علي أساس تقدمه الفكري و الاخلاقي و علي أساس تمييز نخبه و قدرتها علي التقدم و النجاح فحتي العلاقات الدولية صارت تقيّم وفقا لمعيار تألق و مكانة نخبة دولة ما فكريا و سياسيا فتونس كنموذج هي دولة صغيرة المساحة قليلة السكان و لكنها تملك من الرصيد النخبوي ما جعلها تفاخر بأجيالها السابقة.
كما لا يفوتنا و لا يفوتكم أيضا أن بعض مثقفي اليوم خانوا رسالتهم الاساسية بعد ان أغرتهم السلطة و أغدقت عليهم بالامتيازات فبرروا سياسات فاشلة و أضفوا شرعية علي سلط حاكمة غيرشرعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين


.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا