الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلهة الأوليمب: بوسيدون

محمد زكريا توفيق

2015 / 2 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



بوسيدون (نيبتون)، هو إله البحار، أخو زيوس وخليفته في القدرة والجبروت. بلاد الإغريق تعتمد اعتمادا كليا على البحر في الصيد والتجارة. لذلك إله البحر، يعتبر أهم الآلهة بالنسبة لهم.

زوجته هي أمفيتريت، حفيدة إله قديم من التيتان، إقيانوس، الذي أخذنا من اسمه، كلمة المحيط باللغة الإنجليزية (ocean). بوسيدون، له قصر منيف في قاع المحيط تحت الماء، لكنه كان يتواجد بكثرة مع باقي الآلهة على جبل الأوليمب.

بجانب كونه إله البحار، هو أيضا الذي أهدى الحصان للإنسان. الحصان للإنسان القديم، كان في أهمية السيارة للإنسان الحديث.

عنما يقود بوسيدون عربته الذهبية على سطح الماء، يتوقف البرق وتخمد الأمواج. يعرف بأنه مزلزل الأرض. ويظهر في الصور والتماثيل وهو يحمل رمحه ذا الثلاث شوكات. بهذا الرمح، يمكنه أن يصعق أعداءه، ويهز أو يفتت أي شئ. له علاقة بالثور والحصان. الثور، ينسب لآلة آخرين أيضا.

بعد هزيمة الأب كرونوس، لعب الإخوة الثلاثة، زيوس وبوسيدون وهاديس، النرد. لكي يقسموا الملك فيما بينهم. الابن الأصغر، زيوس، كسب فاختار ملك السماء.

تبسم بوسيدون، لأن السماء فارغة تقريبا. معتقدا أن زيوس الطموح، قد اختارها لأنها شاهقة. عندما جاء الدور عليه، اختار مملكة البحار. كان يبغي ذلك طول الوقت. لأن البحار هي أفضل مكان للمغامرات والأسرار.

هاديس، سئ الحظ على الدوام، لم يتبق له إلا العالم السفلي، عالم الأموات. أما الأرض، فتركت أرض مشاع، تحكمها إلهات الأوليمب.

ترك بوسيدون قمة الأوليمب ونزل إلى مملكته. على الفور، بدأ في بناء قصر عظيم تحت الماء، به عرشه من اللؤلؤ والمرجان. هو الآن يحتاج إلى ملكة. اختار الجميلة ثتيس، إحدى حوريات الماء الخمسين، المعروفين بالنيريدات، واللاتي يقمن بمساعدة البحارة أثناء العواصف.

لكن النبوءة تقول بأنه، لو أنجب بوسيدون من ثتيس ولدا، فسيكون أعظم من أبيه. لذلك صرف بوسيدون النظر عن ثيتس، وظل يطارد غيرها من النساء. لكن النبوءة تحققت، وأنجبت ثتيس من بوسيدون، ابنهما آخيل. حتى الآلهة، لايمكنها أن تقاوم الجمال.

اختار بوسيدون حورية أخرى من النيردات تدعى أمفيتريت. لكنه، مثل أخيه زيوس، كان دائم السفر والمغامرات النسائية. لذلك كان له مئات الأنجال في أماكن مختلفة.

بوسيدون، إله شرس شديد المراس، صعب التعامل معه. لا يثبت على حال ودائم الشجار. يحمل الضغينة، لكن يمكن إسعاده. عندئذ، تملأ ضحكاته الفضاء. يحب الفكاهة والنكت.

يحب أن يفاجئ الحوريات بوحوش البحر، ويقوم بطبخ كل الأنواع الغريبة من الأسماك والأخطبوط. أراد ذات مرة أن يرضي زوجته، أمفيتريت، ويخفف من ألم الغيرة لديها، فصنع لها سمكة الدلفين، وأهداها لها.

بوسيدون، إله جشع عدواني. يرغب باستمرار في زيادة سلطاته وتوسيع حجم ملكه. قام بضم إقليم أتيكا باليونان إلى مملكته. وقام برشق رمحه ذي الثلاث شعب في أحد تلالها، مكان الأكروبوليس. وإذا بنافورة تنفجر من الماء المالح.

لكن أهل أثينا لا يريدون أن يكونوا من أتباع بوسيدون وأن تكون بلادهم جزءا من مملكة البحار. كانوا يخافونه، ويعلمون أن من عادته الغدر بشباب المدن عندما يريد.

لذلك، توسل أهل أثينا بالصلاة والدعاء لكي يكونوا من رعايا إله آخر. سمعتهم الإلهة أثينا (منيرفا)، فنزلت وقامت بغرس شجرة زيتون بجانب النافورة. بمعنى أنها قد فرضت حمايتها على المنطقة.

جن جنون بوسيدون. اسود وجهه وأخذ يزأر بالغضب، فاهتاجت أمواج البحر وارتفعت كالجبال. أسطول من مراكب الصيد، عصفت بهم الأمواج ولا يعرف مصيرهم.

قام بوسيدون بتحدي الإلهة أثينا، ووعد بأنه سيقوم بإغراق مدينة أثينا بكاملها، إذا لم توافق على التحكيم بينه وبينها بخصوص مصير مدينة أثينا.

سمع زيوس، كبير الآلهة هذه الخناقة، فنزل لكي يحكم بينهما. وطلب من كل منهما أن يقدم هدية للمدينة. ونزل باقي الآلهة واصطفوا على الجانبين، يسمعون ويشاهدون ما يجري.

قدم بوسيدون حصانا أبيض جميلا هدية للمدينة. أما أثينا، فقد اكتفت بشجرة الزيتون واعتبرتها هديتها للمدينة. بعد سماع حجة كلا من بوسيدون وأثينا، وجد الآلهة أن شجرة الزيتون، هي الأفيد للمدينة.

من ثم، أصبحت المدينة وما حولها من نصيب الإلهة أثينا. بعد ذلك، أصبح الأثينيون حذرين جدا عندما يبحرون. ولهذا، نجدهم غير محظوظين في كل معاركهم البحرية.

الإله بوسيدون، كان مغرما صبابة بالإلهة ديميتير. دائم التحرش بها وتتبعها كلما خطرت على باله. قابلها أخيرا في ممر زنقة بين جبلين في عصر يوم حار. وطلب منها الود.

لم تدري ديميتير ماذا تفعل، فقد كان ضخم الجسم، عنيدا لحوحا. طلبت منه ديميتير، أن يعطيها هدية. قالت: "أنت تخلق حيوانات البحر. الآن، اعطني حيوانا أرضيا. حيوانا جميلا، لم تره قط عين"

ظنت ديميتير أنها، بهذا الطلب، أصبحت في مأمن من غراميات بوسيدون. لأنها كانت تعتقد، أنه يخلق فقط وحوش البحر. لكنها فوجئت عندما صنع لها حصانا. ودهشت أكثر بجمال الحصان ورشاقته.

أما بوسيدون، فقد بهره الحصان أيضا. لدرجة، أنه كرر العمل وقام بصناعة قطيع من الأحصنة، ما لبثت تركض وتلعب في المراعي. من شدة سرور بوسيدون بصناعته وفنه، نسي كل شئ عن ديميتير، وقفذ على ظهر أحد الخيول وانطلق به في سرعة الريح.

بعد ذلك، صنع قطيعا من الخيول الخضراء لقصره تحت الماء. لكن ديميتير، احتفظت بالقطيع الأرضي. ومنها جاءت كل خيول العالم.

في أسطورة أخرى، أخذ بوسيدون أسبوعا كاملا لكي يصنع الحصان. أثناء هذا الأسبوع، كان يلقي جانبا كل الأشكال التي جاءت موش ولابد.

التي صنعت ولم ترقه، وجاءت لا تتفق مع مزاجه، بدون أن يقتلها. انتشرت هذه المخلوقات في العالم. منها جاء الجمل وعجل البحر والزرافة والحمار، إلخ.

في حكاية أخرى، تحولت ديميتير إلى فرس لكي تهرب من رزالة بوسيدون. لكنه تحول في الحال إلى جواد، ركض خلفها حتى أمسك بها. من العلاقة الحمية، جاء آريون وديسبوينا.

ديميتير، هي أيضا إلهة القمر. وفي كل الأساطير الإغريقية، هناك علاقة بين الحصان والقمر والبحر. حوافر الحصان تترك علامات على الأرض تشبه هلال القمر، والقمر البدر يؤثر في حركة المد والجزر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تنجو من قبضة أقصى اليمين.. وماكرون في أزمة! #منصات


.. نزوح للسكان من قرى كردية في العراق مع توسيع الجيش التركي عمل




.. لبناني انتقد حزب الله فتعرض لضرب مبرح! #منصات


.. السنوار تحت الأرض -لا يعلم- خسائر غزة.. ونتنياهو يُبعَث من ج




.. بالصواريخ بوتين -يشعل- كييف.. وزيلينسكي -يلجأ- لبولندا !| #ا