الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشك أساس الفكر , والوجه الثاني للحياة

حسين نور عبدالله

2015 / 2 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كانت المدرسة الرواقية مع مؤسسها زينون الأيلي يتجهون الى وضع اجابات محددة لتساؤلات الحياة , حيث أن أثينا في ذلك الوقت كانت تمر بأزمة ثقة بعد فقدانها الحكم الذاتي وسيطرة المقدونيين عليهم ومن ثم اسبارطة ما جعل الأثينيين يتسائلون عن مغزى الحياة فكانت الاجابات الفلسفية مختلفة وأنتجت لنا مدارس مختلفة كالكلبية والقورونائية والابقورية والرواقية .
ولكن المذهب الرواقي كان قد قطع شوطا أطول من المذاهب الأخرى فبدأ يتحول الى مذهب مغلق حيث الحياة أصبحت في معرفة مراد الاله والحكيم هو من يعرف مراده ويجب علينا استكشاف ما يريده الاله والذي يكون خيرا في كل الأحوال فالاله لا يصدر منه الا كل خير .
وهذه النقطة هي التي أنتجت لنا حجة الشر الشهيرة لابيقور حيث تسائل عن وجود الشرور ان كان الاله لا يريد الا خيرا , أهو عاجز ؟ أم مستمتع بهذا الشر ولا يريد تغييره ؟ أم لا يعرف عنه ؟ وفي كل الأحوال لا حاجة لنا به , وكان رد الرواقيين أنه يتعين علينا تحديد ماهية الشر الذي نعنيه , حيث أن المسميات من حيث هي نسبية فالكذب قد ينجي من الموت وقد يكون المرض خيرا عند شخص لم يلتحق بجيش قد هلك وهكذا .
وهنا أنا لا أريد الدخول فيما شجر بين الرواقيين والأبقوريين بقدر ما أريد أن أوضح أن شمولية الرواقية أنتجت شكا ابقوريا وأيضا مشككين أمثال أرقاسيلاس وقرنيادس وأرسطون ومن قبلهم بيرون .
فمن المحال أن ترى شمولية بلا مشككين , حيث أن البشر يختلفون وينفرون من الشمولية الدينية وان حاولت هذه الشمولية استخدام جميع أنواع القمع .
فحرق جيوردانو برونو من قبل الكنيسة أمام جمع من الناس لم يثر الهلع في نفوسهم بقدر ما أثار الكره لشمولية الدينية اللذي كان اساسا للنزعة الفردية للعصر الرومنسي الفلسفي من أمثال شيلنج وغيرهم .
فالشمولية تعني توقف لعجلة الحياة وهذا ما حصل لأوروبا في القرون الوسطى حيث توقفت عجلة الحياة لشمولية الكنيسة حتى ثار عليها القديس لوثر كينج وزعزع كيانها ومن ثم حدثت المصادمات والتفاعلات فعادت روح الحياة لأوروبا .
فيما الأسلام في بداياته لم يعرف نزعة فكرية شمولية حيث كانت الأتجاهات مختلفة وفي المسألة الواحدة كانت الأراء مختلفة وقد ترجح عند شخص دون الأخر .
ولكن مع الاسلام الأصولي اليوم لا مجال الا لشمولية دينية بشقييها السني والشيعي , حيث يمنع الخلاف منعا بات بل يكفر صاحبه وهذه الجماعات هي نتاج بذرة الاصولية الغير عاقلة والتي أيضا تبشر بقرون من الشك وبانهيار كامل لهذا الصرح الأصولي .
فكما أن الشيوعية فشلت فشلا تاما في محاولتها الشمولية لازاحة الفرد والابقاء على المجموع مع أن هذا يتنافى بشكل كامل مع مبادئ ماركس , نرى أيضا اليوم الصرح الاصولي الأسلامي يأسس الى هوية لا تليق بالانسان وتسحق الفرد في سبيل يوتبياه كاذبة .
" كل يوتوبياه صادرة عن فرد واحد مصيرها الفشل " فمدينة أفلاطون لم تكن فاضلة كونها فصلت من قبل شخص واحد وهذه شمولية تنافي الانسان ولو طبقت لوجد من يقاومها ويشكك فيها فالشك الوجه الثاني للحياة .
أعظم سلاح يتم به مواجهة الأصولية الدينية هو الشك , الشك في مصادرها وفي تشريعاتها وفي كل شيء كما فعل ديفيد هيوم , على أن الشك شيء والألحاد شيء أحر , حيث الشك يفيد البحث فيما الألحاد مجرد هروب من التفكير ووجه من الجهل كون الالحاد من المفترض أن يكون نتيجة لا حجر أساس وأسألوا أنتوني فلو عن هذا.
أعتقد أن العالم العربي يحتاج لحملة شعارها " هيا بنا نشك " ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق الى حسين نور
ايدن حسين ( 2015 / 2 / 19 - 07:32 )

تحية طيبة
نعم الشك مهم .. و لكن ما الغاية من الشك .. اليست الغاية منها هي الوصول الى الحقيقة
كيف سنصل الى الحقيقة .. اهم بكثير من الشك الذي تدعو اليه
ام انك تدعو الى الشك لمجرد الشك
و تقبل سلامي
..

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا