الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاهرة بدون -عمارة - أجمل..

عندليب الحسبان

2015 / 2 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


طرح معرض الكتاب القاهري هذه السنة موضوع "التجديد والتنوير " , ليأتي مترافقا مع دعوة السيسي " لثورة دينية " دعا اليها في المولد النبوي الفائت ,
الكاتب فهمي هويدي عبّر عن رفضه لاستبعاد د . محمد عمارة , المعروف بسجالاته مع العلمانيين , واستنكر "دعوة ثلاثة من غلاة العلمانيين " بتعبيره , ويقصد : أدونيس , وعلي حرب , والتونسي الشرفي .
يقول هويدي :" لا أعترض على استقبالهم فى مصر بما يستحقونه من احترام. لكن وجه الاعتراض والمؤاخذة ينصب على أن يكون حديث هؤلاء عن «التجديد والتنوير» فى جلسات
عامة أمام الجمهور. وليس فى حضور النخب التى تستطيع أن تناقشهم فى أفكارهم التى يروجون لها."
سأتحدث عن النفس الفوقي لدى الاسلاميين بمختلف أطيافهم غلاة كانوا أو وسطيين ,والذي نعرف نكهته التي تبدأ خفيفة بالاقصاء, لتنتهي ثقيلة بالتكفيرفالقتل , لقاء ( فودة _ الغزالي ) لا يزال يفجر قلوبنا ألما وحنقا , فالفكر الاسلامي باعتباره رؤية منفوحة بالوحي أو النص هي بالضرورة تحمل قدرا من فوقية هذا الوحي والنص , وهنا يفضح هذه الاستعلائية قول هويدي : "لا اعترض على استقبالهم بما يستحقونه من احترام " , وكأن هؤلاء المفكرين والأساتذة الجامعيين والشعراء ارهابيون أو موصومون بالعار او الجريمة ليكون حقهم في الاستقبال والاحترام موضع أخذ ورد ورأي من الدولة والمؤسسة والمجتمع .
الأمر الآخر الذي يستحق النقاش كثيرا هو استنكار فهمي هويدي لأن يكون حديث "التجديد والتنوير " في جلسات عامة وليس في حضور النخب "
سؤال على الهامش للدكتور فهمي " لماذا لم تستنكر حديث السلف على الملأ في "التكفير والتفجير " ,؟ لماذا لا تستنكر "كاسيتات وسيديهات ويوتيوبات "كشك والعريفي والشعراوي وحسان والدادات وزغلول النجار ومصطفى محمود , في الباصات والمقاهي وفي غرف النوم والمطابخ وصالات الجلوس والانتظار ,؟ وفي الأقبية وعلى اسطح المنازل ؟ لماذا لا تعتب على غلاة الحُكم والنكاح والجهاد , ؟وخطباء الجُمعات , وفتاوى القرضاوي السياسية , وبرامج الحكم والشريعة على الجزيرة وغيرها ,؟ وفضائيات ومشايخ الدجل والشعوذة والعجز الجنسي والاعجاز العلمي ؟
ولو أن المدعوين الى هذا اللقاء العام محمد عمارة وفهمي هويدي , هل كان سيتحفظ ايضا فهمي هويدي على عاميّة اللقاء ؟!!...أم أن خطابهم الاسلامي آمن على العامة وخطاب العلمانيين خطر ؟
طلبُ هويدي أن يكون الحديث العلماني بعيدا عن الجمهور يحمل فوقية كهنوتية تتأتى من أن المعرفة لا يجب أن يتم تداولها من قبل العامة , فالمعرفة نخبوية " نظرية القطيع ", فهو اولا يستعلي على النخبة العلمانية ,ثم يستعلي على الجمهور والعامة , وهذا طبيعي لسيكولوجية لاهوتية يحملها المؤمنون بمركزية المعرفة الدينية , وتعتقد أنها تحمل سر المعبد ؟
العالم بشرقه وغربه أدرك أن تداول المعرفة شرط اساسي ورئيس لتداول السلطة , ..انهم يجدّون في شرح أعقد النظريات والمعارف والأفكار والفلسفات بصور وكلمات بسيطة ليضمنوا وصولها إلى غير المتخصصين وإلى " العامة " برأي هويدي , أما نحن للأسف فما عرفنا إلى الآن أن احتكار السلطة السياسية وفشلنا في تداولها سلميا ليس الا وجها لاحتكار السلطة المعرفية ومنع تداولها بحجج امتنهنتها الرقابة التاريخية من نوع : المحافظة على القيم والأخلاق .
ثم الأمر الملفت بالنسبة لي أن هذا النقاش المعرفي لم يتم في حسبة خضار أو سوق سمك أو ملهى ليلي ليستهجنه هويدي , لقد تم في مكانه وزمانه المناسبين : في معرض القاهرة للكتاب , وزبائن هذا المعرض أتوا ليطلعوا على منتج معرفي , فهم في الحد الأدنى يفترض المنطق أنهم مهتمون بالمعرفة
دعوة فهمي هويدي لأن يكون المنتج العلماني نخوبيا هي دعوة تضرب في الصميم رؤية "التجديدوالتنوير "التي حملها معرض الكتاب , وهي ذات الرؤية التي اختارها السيسي للثورة المصرية بأن تكون " ثورة دينية "
أما عن استبعاد د محمد عمارة من المعرض , فأراه جزءا من استبعاد الفكر الماضوي السلفي المكروروالمجرور , وأن لا وقت لاجترار ما ذاب في افواه "علماء المسلمين " الأقدمين منهم والمحدثين ,وأذاب عقولنا وحياتنا ...
فالثورة دينية , الثورة دينية , والثائر فيها سِمته الغد لا الماضي ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي