الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن مارتين لوثر كينغ ،العقلانية السلمية والحركات الاسلامية ..!

قحطان جاسم

2015 / 2 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كانت فكرة اللاعنف والكفاح من اجل حقوق الانسان والعدالة في الفلم الاخير "Selma"، الذي يعالج كفاح الزنوج بقادة مارتين لوثر كينغ من اجل حقوقهم ،هي الفكرة الرئيسية في الفلم. يعرض الفلم حاليا في دور السينما في الدانمارك. والفلم يعالج انطلاق حركة اللاعنف التي قادها مارتين لوثر كينغ من اجل حقوق السود في امريكا وكيف تحولت منطقة "سلمى" الى نقطة انطلاق حققت فيما بعد احلام السود الامريكيين في العدالة واقرار حقوقهم كمواطنين. ولولا حكمة كينغ واصراره على الطريق السلمي، لما تمكن السود من تحقيق هذه الحقوق بعد ثلاثة عشر عاما من النضال الطويل الذي قدموا فيه كثيرا من الضحايا والدموع والآلآم. في احد المشاهد يرد احد قادة الحركة السلمية التي قادها كينغ على احد الشباب الذي طالب بمواجهة العنف بالعنف بعد ان تصاعد قمع الدولة ضد السود ومطالبهم العادلة، و قال له بما معناه : هل تريد ان تواجه دولة ، اذا قتلت اثنين فسيقتلون عشرة منا، ان لديهم اسلحة رشاشة ومدافع وطائرات ، ماذا نملك نحن؟ مرّ على بالي على الفور وانا اشاهد ذلك اطروحات العنف التي كثيرا ما يرددها، خصوصا قادة واتباع الحركات الاسلامية ، الذين توفرت لهم في السنوات الاخيرة فرصة اكبر للعيش السلمي في بلدانهم، وامكانية التأثير السياسي السلمي في مجرى الزمن على تغيير سياسات دولهم ، و اللجوء الى العنف والتدمير والخراب تحت ذريعة قمع الدولة لهم( دون ان نعفي الدولة بالطبع من ممارسة العنف ايضا ضد مواطنيها). فنحن نعرف ما عاناه الزنوج في امريكا على مدى عقود من السنوات والاذلال والقمع والتمييز الذي تعرضوا اليه ، لكنهم مع ذلك لم يلجأوا الى اساليب القتل او القيام باعمال انتحارية كالتي نفذها الاسلاميون، والتي حرقت الاخضر واليابس وقتلت من الابرياء اكثر مما اصابت من اجهزة القمع، ثم ما تسببوه من شرذمة وتمزيق بلدان برمتها ؛ السودان، الصومال، سوريا، العراق ( يقف على حافة التمزق)، ليبيا، مالي ، اوغندا ،واخيرا شرعوا في تخريب مصر. علاوة على ذلك، فان حركة مارتين لوثر كينغ لم تنجح لو انها اكتفت بالدفاع عن حقوق الطائفة او المجموعة التي تعبر عنها ، اي الزنوج ، بل انطلقت و شددت على الدوام على حق المواطنة وشرعية الحركة واهدافها باعتبار اعضاءها مواطنين يكفل الدستور حقوقهم الدستورية الكاملة بحياة كريمة عادلة، بحيث انهم استطاعوا ان يجذبوا الى جانبهم اخيرا مئات بل الالوف من المواطنين البيض المدافعين عن حرية وحقوق الانسان، ومن اولئك فنانين وادباء ومفكرين ومثقفين معروفين . بينما تنصب مطالبات الاسلاميين ، بتنوع توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم والدينية، على مطالبات طائفية انعزالية اقصائية للمختلف، حتى ولو كان من الدين نفسه. متى يكف الاسلاميون الذين قاموا بتمزيق شعوبنا ، وتسببوا في خراب حياة الملايين من الناس من رؤية العنف باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق مطامحهم في السلطة ؟ ومتى تتبلور خطاباتهم كي تنتقل من الطائفي الى الوطني، بحيث تضع، في كل تاكتيك واستراتيج عملي لها، مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.؟ ومتى يدرك المواطن العادي ان الاسلاميين هم طلاب سلطة ومصالح ونفوذ، وليسوا دعاة وطن، وان لا علاقة لإفكارهم ونشاطاتهم بالمواطنة او الوطن ، وحرية و حقوق الانسان، وهو الامر الذي يؤكدونه بانفسهم مرارا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب