الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعار احمله دائما مع المتحررات : نحن لا نريد ذكورا بل نريد رجال - قراءة سوسيولوجية في مفهوم الجندر

عبد العزيز احربيل

2015 / 2 / 22
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في البداية,اسمحوا لي ان اشير الى مسالة اساسية وفي غاية الاهمية بالنسبة الي شخصيا والى الاقلية التي تشاركني الراي, اقصد تلك الاقلية التي كان دائما طموحها هو التغيير , الفكري والتحرر من بعض الطابوهات و الافكار التي تجاوزها التاريخ بملايين السنيين.عموما هناك من يراسلني عبر الخاص و ينعتني بكلمات لا احب ذكرها لانني بكل بساطة لا يهمني ذلك ولكن ما اثار انتباهي هو تلك الرسائل التي تبعث لي من طرف بعض من يسمون انهم (نساء متحررات ) ويقولون انني يجب ان لا اعمم لانني بكل بساطة في نظرهم ادعوا الى شيء فوق الحرية ما يسمونه (اقصد تلك المتحررات بين الاف الاقواس )بالفتنة و الفساد وغيرها من المصطلحات التي لا علاقة لها بما اكتبه بتاتا..
عموما , انا لا يهمني كل ذلك الكلام, بكل بساطة انا اخاطب تلك الاقلية التي تفهمني تلك الاقلية المتحررة من قيود الطابوهات و المجتمع و و و و ....
على اي سارجع الان صلب الموضوع الذي ساناقشه وهو (الجندر ) او ما يسمى في السوسيولوجيا بالنوع الاجتماعي الذي يقابل النوع البيولوجي.
على العموم, هذا المقال ساستعرض فيه فقط بعض الملاحضات التي تخص مفهوم الجندر في علاقته بالذكورة و الانوثة . ايضا بعض الفروق الموجودة بين الجنس و الجندر لان هناك من يترجم مفهوم الجندر الى الجنس و يعتقد ان المفهومين لهما نفس المعنى هذا كله ساناقشه بنوع من الايجاز .
اولا, يجب اننتفق على بعض المفاهيم التي اعتبرها شخصيا مفاتيح من قبيل الذكورة و الانوثة :
فالذكورة هي مجموع الصفا الخاصة بجنس الذكور عكسها انوثة.نسبة الذكورة في المواليد تتساوى في الغالب مع نسبة الانوثة.صفة الذكر خلاف الانوثة. (1)
اما الانوثة فهي مجموع الصفات التي تميز الانثى هذه المراة تنقصها الانوثة. اللاانوثة : فقدان المراة للصفات التي تميزها كانثى.(2)
نلاحظ هنا ان التعريف الذي اعطته المعاجم الى الزوجين المفهومين الذكورة و الانوثة يلتقيان في نقطة اساسية وهي التعريف البيولوجي التشريحي لكلا الزوجين الذي يقتصر وفقط على الاعضاء البيولوجية (التناسلية) لكلا المفهومين.وهذا يدفعنا مباشرة الى الحديث عن مفهوم اخر له علاقة بالزوجين السابقين لذكر وهو مفهموم الجنس الذي له علاقة وطيدة ,او بمعنى اخر التعريف الذي اعطاه المعجم لكلا المفهومين الذكورة و الانوثة هي تعريفات مجنسة لها علاقة بالجنس.وهذا ما يدفعنا الى التساءل هل مفهوم (الجندر ) هو نفسه الجنس ؟
هناك العديد من الاشخاص يعتقدون ان الجندر هو ترجمة الجنس وبالتالي للمفهومين نفس المعنى.لكن ذلك غير صحيح لان كل مفهوم وله معناه.
الجند ر او ما يعرف في السوسيولوجيا بالنوع الاجتماعي و الذي يقابل النوع البيولوجي فهو مفهوم تحرري يهدف الى تغيير واقع اللامساواة المبني على الهوية الجنسية ويهدف اليضا الى العدالة الاجتماعية.
في بداية التمانينيات القرن الماضي ظهر مفهوم الجندر عبر نظالات مستمرة للفكر النسوي و الذي يهدف بالاساس الى تحرير المراة و الرجل من النظام الابوي .وقد ساعد التاريخ الذكوري وما زال يغدي خيال النظام الابوي على تشكيل الهوية الطبقية النوعية .الامر الذي ادى الى تراجع مكانة المراة ومشاركتها في مستويات الحياة عامة.
فقد صيغ مفهوم الجندر بكونه احد التيارات التي تهدف الى التحرر وايضا تهدف الى حركة تنويرية نقدية وهذا التحرر المقصود به هو الخروج من قبضة الهيمنة الابوية .وقد بين ايضا مفهوم النوع الاجتماعي ان المراة ككيان مستقل عن الرجل لها ذاتها ووظيفتها ودورها في المشاركة المتساوية في عملية الانتاج الاجتماعي و السياسي و الثقافي جنبا الى جنب الرجل .ولكل منهما (الرجل و المراة ) خصائصه البيولوجية وهذا الاختلاف الناجم بينهما من الناحية التشريحية يجب الا يتجاوز حدوده البيولوجية.ومن المعروف ان هناك ثقافات متعددة وكل ثقافة تقوم بوضع قوانين خاصة بكل من الذكور و الاناث ومن ثم تحدد لكل منهما ادوار مند عملية التنشئة الاجتماعية الاولى . اذن هذا ما يعرف بالنوع الاجتماعي . وبالتالي كل مجتمع يحول تدريجيا الانثى و الذكر الى امراة و رجل وذلك عبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية بدءا بمؤسسة الاسرة عبر الشارع عبر المدرسة .
فالجندر يشمل اعادة تشكيل و تاسيس العلاقات الاجتماعية ويضمن تطبيق حقوق الانسان وحقوق كل فرد ذاخل المجتمع ذكور و اناث في الحرية و المساوات و العدالة الاجتماعية .لكن بفعل الهيمنة الذكورية الموجودة في جل المجتمعات اقتصر مفهوم الجندر على النساء فقط من اجل التخلص و التحرر من تلك الهيمنة.
اذ تعتبر (ان اواكلي ) من الاوائل في مجال الفكر النسوي الذي كتب عن (الجندر) حيث قالت ان هذا الاخير انه امر ثقافي يعود الى التصنيف الاجتماعي للرجال و النساء على نحو ذكورة و انوثة –فالناس عادة يحكم على انهم ذكور او اناث بالرجوع الى المدلول البيولوجي .لكن الحكم على الذكورة او الانوثة لا يجب ان يتم بالطريقة ذاتها فامعيار هنا ثقافي يختلف باختلاف الزمان و المكان معا .وعليه فان ثبات الجنس يجب الاقرار به ولكن يجب الاقرار ايضا بالتغيير في النوع الاجتماعي ليس ذا اصل بيولوجي .
اذن الاختلاف بين مفهوم الجندر و الجنس ساطرحه على النحو التالي :
الجندر: عبارة عن ثقافة اجتماعية تعود الى الادوار الاجتماعية و الى قيم الذكورة و الانوثة ويتغير من ثقافة الى اخرى ومن وقت الى اخر .
الما الجنس : فهو شيء طبيعي وخاصية تشريحية بيولوجية تعود الى الاختلاف في الاعضاء التناسلية وهو ثابث لا يتغير .

(1) : معجم المعاني الجامع –عربي عربي
(2) : نفس المرجع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وتقاليد الزواج في مصر .. مراسلة -صباح العربية- تكشفهم


.. أقوال المرأة خالدة في ذاكرة التاريخ




.. هبة المُقلي 25 عاماً من بلدة ميس الجبل وسكان بيروت


.. سارة المُقلي إحدى مؤسسات المقهى




.. نهروان رفاعي 26 عاماً من مدينة زحلة