الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمخضُ الإسلام فولد داعش..

عدلي جندي

2015 / 2 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تناول الإسلام كدين ونقده هل هو من عند الله أو هو صناعة الشيطان هو موضوع خارج الطرح فوجود الله من عدمه والجدل الدائر حول وجود إله من عدمه لن يفيد فكرة الطرح وأيا من الفكرتين أو الإفتراضين صواب والأخري خطأ ليس موضوعي ولذا من العبث أن أتناول فرضية ليس لها دليل واحد يدعمها أو يرفضها ولكن سأتناول أطروحة أن الإسلام دين ما يقارب من مليارد ونصف من تعداد البشرية (إضافة إلي تعداد المتعاطفين مع شعوبه المقهورة بفعل الإيدولوجية وتوابعها ) يؤمنون يقينا في أنه السبيل الوحيد للإصلاح والتعايش بل ويعتقدون دون أدني شك في حال تطبيق شرائعه أن تصبح الكرة الأرضية بما عليها من سكان هي جنة الخالق بل تعاليمه مثال فائق للعدل والرحمة بل والعلم وسمو الخُلق ورفعة المبادئ ..
الإسلام حقيقة وتاريخ وكتب وكتابات وتفسير وفقه وخلافة وحكم ونقل وحديث ووصف وإعتقاد يقيني في صلاحيته كدين وألوهيته كوحي مرسل من لدن الخالق الوحيد (الله)ورفعة ومكانة رسوله كمبعوث ومختار بل ورسوخ تعاليمه أو كلامه أو مانقل عنه من عنعنات في عقول تابعيه هي تعاليم راسخة كالجبال ...
أي الدين كفكر ونقل وفتوي وتفسير بالنسبة للتابعين أو المؤمنيين به راسخ في عقولهم كالجبل وتعاليمه وتمسك أتباعه بتلك التعاليم يمثل ويشابه تماما قوانين وشروط المستعمرات (لا فرق بحسب إسم الدين أو الإيدولوجية ) ومن يقبل أو من يولد أو من ينتمي أو من يختار الدين كفلسفة وضابط لحياته أومستقبله عليه أن يقبل (بشروط وواجبات المستعمرة ) نظامها ..قوانينها ..هدفها ..عملها ..وأخيرا أعمالها ويمثل الإسلام بالنسبة للمسلم مستعمرة يعيش في كنفها عقل المسلم ولا يمكنه أو في إستطاعته أن يُحيد عن شروطها أو قوانينها أو مخالفة أنظمتها أدارتها ..
المسلمين يفتخروا بأن الإسلام دين هداية ورحمة للعالمين أي دين عالمي أممي تفهمه وتقبله وتؤمن به ويناسب كل الشعوب والأمم والظروف والمحن ...
ماذا يعرف العالم اليوم عن الإسلام تلك العقيدة الكونية المنتشرة في كل بقاع المعمورة هائلة التأثير علي أتباعها وتتعدد لغات وجنسيات من يتبعها ..؟
وماذا يعرف أتباعها (أتباع الدين الإسلامي ) عن العالم اليوم متعدد الأعراق والجنسيات والأفكار والفلسفات والأهداف..؟
ماذا يعرف العالم اليوم عن الإسلام ..
العالم اليوم تقريبا بحسب الأخبار المتداولة عن أتباع الدين الإسلامي منشغلون فقط بأخبار داعش الإسلامية (تفجير وقتل وذبح وتمثيل بالجثث وحرقها وتأسيس دولة خلافة تعبر عن أحلام بعودة أمجاد الإسلام ) التي تمخضت عنها تلك العقيدة الهائلة بعد إنقضاء ما يقارب من الف وخمسمائة عام من ظهور الإسلام ...
وماذا يعرف أتباع الدين الإسلامي اليوم عن العالم المتعدد الفكر والعرق والفلسفة والهدف .. يعرفون فقط أن الإسلام يتعرض إلي مؤامرة (أين هو رب الإسلام في مواجهة هذة المؤامرة ...!!!!!؟)
مؤامرة كبري علي الإسلام الحنيف (حقيقة لا أعرف ماذا يُقصد بكلمة الحنيف هذة وما فائدتها ؟)
المؤامرة بفعل فاعلين ..
أولهما الحكام المسلمين ذاتهم بتحالفهم مع قوي الإمبريالية والصهيونية العالمية (آل سعود والصباح وقطر وأردوغان ...ألخ )
وثاني هذة القوي هم أعداء الإسلام من الصليبيين والماركسيين والصهاينة ( الشكر مقدما لمن يشرح كيف يتحالف الحكام المسلمين والجماعات الإسلامية كالأخوان المسلمين مع القوي المعادية للإسلام وتصمت شعوبهم أو التابعين لهم بل ربما تناصرهم وتمجد لهم حكمتهم في تآمرهم مع الأعداء علي أمة الإسلام ....!!!)
الإسلام تقريبا يمثل للمسلم المستعمرة التي لا يمكن أن يخرج (أو تخرج ) مؤمن أو مؤمنة عن قوانينها ويُقبل منه الإختلاف أو الخلاف كبشر ..
الإسلام هو سجن العقل والدليل لو قرأت لمسلم أو سمعت مسلم أو تحاورت مع مسلم في زراعة وجني و وتجارة البطيخ مثلا ....لا بد وأن يذكر لك حديث أو آية أو فعل من كتب الإسلام أو عن رسوله يتناول موضوع الزراعة ولا يستشهد إطلاقا بتجارب وخبرة الآخر حتي لو كان البطيخ (أو أي محصول آخر )لا تصلح زراعته في أرض الإسلام ..
الإسلام هو المستعمرة التي تم فرض زي يعبر عن إنتماء المرأة إليه ولم يفرض عليها مثلا أن تفكر وتجتهد أو تعمل من أجل خير البشر والبشرية جمعاء دون تمييز ..(الأمر لا يختلف كثيرا فكريا عن مستعمرات الصهاينة فقط في الفرق في جدية ونظام وإتقان الحرف والصناعات )
الإسلام هو فكر وفلسفة إستعمارية تقوم علي هدم الحضارات السابقة واللاحقة بحجة وثنيتها وكفرها وبُعدها عن عبادة إله الإسلام و شطب تاريخ وثقافة الشعوب حتي يتمكن تركيع وتصحير عقول البشر دون حاجة إلي منافسة شريفة في البقاء للأصلح بل يصير البقاء فقط للأكثر إجراما وتأثيرا في إرهاب البشر وخير دليل مشاكل وأحوال الشعوب الإسلامية اليوم ..
النتيجة ما نراه اليوم في الإسلام العظيم الذي تمخض أخيرا فولد للعالم والمسلمين داعش ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام كما هو لم يطور 1
nasha ( 2015 / 2 / 23 - 03:29 )
تحياتي استاذ عدلي وتعليقا على عنوان مقالك
المجتمعات كيانات حية تتفاعل مع بعضها حسب اصول وقواعد لا تقبل الخطأ.
لقد حدثت تطورات هائلة على المجتمعات البشرية ابتداءً من النهضة الاوربية ولا زالت تتسارع.
قبل النهضة الاوربية كان التطور بطيئ يكاد يكون غير ظاهر وغير محسوس.
في ذلك الزمان كان من الممكن ان يتنافس الفكر الاسلامي مع ما كان سائداً من افكار وسياسات.
المجتمع الاسلامي لا زال يعيش في عصور ما قبل النهظة الاوربية بالرغم من احتكاك بعض من النخبة والطلبة مع المجتمعات الغربية الاّ ان الطبقة العامة كانت معزولة عن الثقافة الغربية عزلاً فكرياً تاماً بواسطة الدين خوفاً على نفس الدين من الذوبان في غيرة من الافكار وبالاخص في الفكر المسيحي.
تابع من فضلك


2 - الاسلام كما هو لم يطور 2
nasha ( 2015 / 2 / 23 - 03:29 )
ما يحدث الان هو انهيار الجدار العازل بين الثقافات . فدخلت الافكار شأنها شأن التجارة الى سوق التنافس العالمي .
ولان الاسلام بطبيعته الشديدة التقوقع وبسبب قوة التنافس ولّد داعش دفاعاً عن نفسه . الاسلام لم يتعرض الى تحديث وتتطوير حقيقي سابقاً فبدا ضعيف جداً في المنافسة وبدا لمعتنقيه انه سينهار حتماً.
ومن الطبيعي عندما لا يجد المؤمنين بالاسلام اسلوب اخر لاستمراره اضطروا لاستعمال القوة والعنف للحفاظ عليه.
ولذلك تمخض الاسلام فولد داعش.
شكراً جزيلاً


3 - الحنيف
nasha ( 2015 / 2 / 23 - 05:47 )
تصدق انا دائماً اتسائل مع نفسي ماذا يقصدون بالحنيف؟
وبما انك اثرت هذا الموضوع بحثت عن معنى الكلمة ولكني خرجت بنفس النتيجة، ولا زلت لا افهم معناها لان المعاجم المتوفرة على النت تأخذك ايضاً في دورة او لفة وترجعك كما دخلت.
انه التعصب لحرفية النص المقدس فقط.
قطعا اللفظة اجنبية او مشوهة بسبب الاملاء.


4 - حركة الأحناف سبقت محمّد
HAMID KIRKUKI/ SAYADI ( 2015 / 2 / 23 - 10:52 )
كانت حركة الأحناف موجودة في زمن محمّد وكانوا يدعون لعبادة إلاه واحد و محمّد تشرّب بأفكار الأحناف و وضع الأحناف في درجة المسلم وبذلك دخلت كلمة الأحناف والحنيف في التبجّح و التبجيل في كناية الإسلام والمسلمين.


5 - ناشا والأخ كوردك علي الفيس بوك
عدلي جندي ( 2015 / 2 / 23 - 14:41 )
شكرا لك أستاذ ناشا مرورك ومشاركتك بالتعقيب
طالما الإسلام يمارس من خلال فكر إستعماري فرضا وقهرا ورجما وذبحا أعتقد من الصعب أن يتمخض في عصرنا سوي دواعش فقط لا غير
تحياتي


6 - جوزيف بطرس علي الفيس بوك
عدلي جندي ( 2015 / 2 / 23 - 14:49 )
المادة تتناول فكر ومعتقد ما يزيد عن المليار وتتسبب هذة المعتقداتأو ذلك الفكر عن مآسي وأما عن كون الدين إلهي أو ارضي ليس موضوعي لأن البوذية فلسفة حياة ولا يدعي معتنقوها أنها وحي من الإله إلا أن تابعيها يتواصلون مع البشر ويشاركون البشرية مبادئ الحقوق والمساواة دون مشاكل وإرهاب
تحية لك


7 - جوزيف بطرس علي الفيس بوك
عدلي جندي ( 2015 / 2 / 23 - 14:49 )
المادة تتناول فكر ومعتقد ما يزيد عن المليار وتتسبب هذة المعتقداتأو ذلك الفكر عن مآسي وأما عن كون الدين إلهي أو ارضي ليس موضوعي لأن البوذية فلسفة حياة ولا يدعي معتنقوها أنها وحي من الإله إلا أن تابعيها يتواصلون مع البشر ويشاركون البشرية مبادئ الحقوق والمساواة دون مشاكل وإرهاب
تحية لك


8 - أستاذ حميد ك وناشا مرة أخري
عدلي جندي ( 2015 / 2 / 23 - 14:58 )
زعم اىأحناف هم الموحدون بالإله وتبع ملتهم النبي إبراهيم وتمحك بهم كاتب اىقرآن ولكن ماذا يعني أن السنة تتبعالحنيفية أي التوحيد ؟ ماذا أفادهم عبادة طوطم لا شريك له ورغما عن ذلك تتمخض عقيدتهم عن عصابات إرهابية إجرامية يفوق إجرامها رمراحل من لا ؤتبعون الحنيفية دين ومعتقد
أي مجرد هرتلة وضحك علي عقول المغيبين لمنعهم عن التفكؤر والشك والمقارنة
شكرا لكما مع التحية


9 - تخليط
صالح ( 2016 / 5 / 12 - 12:06 )
إنك تخلط وتتخبط يا معتوه وهل تتأذى السحابة من عويل الكلاب

اخر الافلام

.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك


.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا




.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح