الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشريعة الاسلامية بين الواقع وكلمة حق يراد بها باطل

فايز الخواجا

2015 / 2 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتحفنا الاسلام السياسي والحركات الاسلاموية دائما بانهم يردون تطبيق الشريعة الاسلامية, وهنا يستجيب لهم الكثير من البسطاء ليس وعيا منهم بقدر ان هؤلاء يتكلمون في الدين..!!! وهذا يذكرني بالكثير من المفكرين والفلاسفة المسلمين المتنورين عندما قالوا ان افضل طريقة للتاثير على الناس وسحبهم الى مواقفك مهما كانت دوافعها ما عليك الا ان تتحدث للناس عن الدين وتخاطبهم باسمه...!!! غير ان هذا الحديث والطرح خصوصا ان هناك دولا عربية تدمر ويقتل شعبها تحت هذا العنوان لا يمكن للانسان الحصيف والعاقل ان يقبل ذلك بدون تمحيص وتفكيك وتحليل ليقف على ارضية معرفية متينة وخاليه من الثغرات والهفوات...
ومن اجل عدم الوقوع في الزلل لا بد من استخدام ادوات الاسلوب العلمي وادوات المنطق تعريفا وتحليلا قبل القفز الى النتائج....
والشريعة لغة تعني الطريق او السبيل او المنهج وهذا في لسان العرب.. كما ورد في معاجم اللغة العربية لفظ شرع بمعنى ورد ومن ثم فالشريعة تعني مورد الماء اي مدخل الماء ومصدره...
ولقد وردت الشريعة ككلمة او لفظ في القرآن الكريم مرة واحدة فقط" ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها" سورة الجاثية ثم ورد اللفظ من خلال تصريفات الفعل شرع ثلاث مرات: { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك} سورة الشورى وايضا﴿-;- لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾-;- سورة المائدة وفي نفس السياق"أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ۚ-;-" سورة الشورى...
وفي كل الايات السابقة لا يعني لفظ"الشريعة" الاحكام القانونية او التشريعية ولكنه يعني الطريق والسبيل والمنهج وهذا هو المعنى الوارد في القرآن الكريم....
ولقد حدث للفظ الشريعة في العقل الاسلامي الكثير من التغييرات والتعديلات ففي البداية استخدم هذا اللفظ بداية منهج الله تعالى او سبيل الله او طريق الله... ثم اتسع معنى اللفظ ليشمل القواعد القانونية الواردة في القرآن الكريم.. ثم امتد هذا اللفظ ليشمل القواعد التي وردت في الاحاديث النبوية.. ثم تغير المعنى ليشمل كل الفتاوي والتفسيرات والشروحات وشروحات الشروحات والآراء والفتاوي والاحكام التي وضعت لايضاح القواعد او القياس عليها او الاستنتاج منها ومن ثم ممارستها... ومن هنا تغير معنى الشريعة واخذ المعنى الاصطلاحي الذي يشير الى الفقه او الى التريخ الاسلامي...
واذا كان من الجائز في العلوم الاجتماعية ان يتغير المعنى الاصطلاحي من فترة لاخرى حسب التطور التاريخي فان هذا يمكن ان يقبل ويسحب على ايه مفردات ومعاني واصطلاحات مهما كانت ما عدا الفاظ القرآن الكريم لان قبول هذا يعني تضييع المعاني الايات ودلالاتها وهذا يؤدي الى تحريف مقاصد النص المقدس......................................!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها