الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخيم : جدليه الحيطان والحًنون والعلقم

عطا مناع

2015 / 2 / 25
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بقلم : عطا مناع

كأنك استسلمت لثقافة الاجترار، تستقوي على واقعك بما تكتنزه حيطان المخيم التي أعياها الانتظار، لحيطان المخيم حكايات ناصعة خربشها احد الفتيان ومضى، ولحيطان المخيم قدره لا تجاريها الأبجدية على استحضار جدليه الوجع والفرح.

لحيطان المخيم ذاكرة تحكي كيف يتحول الفتي إلى زهرة حنون في زمن العلقم، وحيطان المخيم تغضب وتفرح وتلد الصورة من ألصوره، وهي الأصدق على تشييع الفتى ومراكمة زهر الحنون في زمن العلقم.

كأنك عاجز عن قراءة الصورة، وكأن ثقافة العلقم أفقدتك ألقدره على استحضار عبق الحنون، وكأنك نسيت ان الحنون والفتى يسبحون بحمد المخيم والحيطان التي أعياها الانتظار.

لحيطان المخيم وجهه نظر كتبها الفتى بدمه، وفي أزقته تختبئ الحكايات التي لا يقدر على فك رموزها إلا الفتى، والحكايات لا يفك رموزها من فقد البوصلة وأضاع الشراع، حكايات المخيم من لحم ودم ووجع ورثه اللاجئ الأول إلى الفتى الذي اشتد عوده قبل الأوان.

الفتى حفظ الحكاية عن ظهر قلب وتدثر بالشراع ومشى في درب الشوك لنرى زهر الحنون يتفتح في الحيطان حكاية أخرى لمن لم يلد بعد، والفتى الذي لم يلد بعد قادم لا محالة، وللفتى الذي لم يلد بعد ملامح مختلفة استلهمها من الحكايات التي تحرسها حيطان المخيم.

الفتي الذي لم يلد بعد يمسك بالبوصلة ويتقن قيادة الشراع، يمسك زمان المبادرة ويحتقر التشرذم ويفضح التطبيع والماسونيون الجدد الذين يقايضون الدم والحنون والشراع بالحكايات التي تحرسها الحيطان.

قالت لنا الحيطان أن المخيم كر وفر وحنون، وقالت أيضا أن باقات الحنون تحرس المخيم وتهمس في آذان النيام بان الفجر آت ، وان الحتمية تقول أن الكف سينتصر على السيف، وان العين ستواجه المخرز، وتهمس باقات الحنون في الأذان أن البلاد والعباد بخير طالما أن المخيم بخير، وان ضريبة الدم هي غذاء الشراع عندما يكون الطوفان.

بالأمس احتضنت حيطان المخيم الفتى جهاد الجعفري، وجهاد كغيره من أبناء جيله تتلمذ الحكاية بكل تفاصيلها وأبى إلا أن يخلص لها، ويقال أن المستجلبون قرروا أن يعكروا صفوا المخيم، حملوا ما استطاعوا من أسباب الموت وانقضوا عليه ليلاً، لكن المخيم الذي تحرسه الحيطان والحنون خرج لهم وكانت الملحمه.

قالت الحيطان أن المواجهات كانت من نفطة الصفر، وخرج بعض الناس واقسموا أن الحنون شارك في المواجهة، وان أطياف الشهداء خرجت من الحيطان وحلقت في سماء المخيم، وهناك من اقسم أن الشهداء اعتلوا المنازل ورشقوا المستجلبين بالحجاره.

في تلك الليلة فاضت الحيطان بالصور، ظهر الحاخام لفنغر الذي استوطن قبالة المخيم مرتداً على أعقابه، وظهر المستوطنون الذي حاولوا تلويث المخيم بدعم من جيش العصابات وهم يرتدون يهرولون على وقع المواجهة ، وكانت الصورة الأكثر وضوحاً للمرأة التي كانت تتقدم الصفوف ونفتقدها الآن، ظهر الجدار الحديدي الذي حجب المخيم عن العالم وهو ينهار، في تلك الليلة خرجت العشرات من الصور التي تؤكد أن المخيم بخير.

حيطان المخيم تتقن الاختيار، تختار من يتقدم الصفوف، وبالرغم من أن الجميع كانوا في الصفوف الأولى إلا أن الاختيار وقع على جهاد الذي ارتقى لينضم إلى الشهيد علي الجعفري أسطورة الصمود في إضراب سجن نفحه عام 1980 .

الحيطان لا زالت متحفزة، والمشهد على حاله، وآذار على الأبواب حيث الحنون الذي اخذ لونه من دماء الشهداء، والمخيم على موعد مع الحيطان والحنون وحلم ألعوده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب