الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطورة تفريغ الشرق الاوسط من المسيحيين ؟!

عبد صموئيل فارس

2015 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في تقرير نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونتور تحت عنوان "لماذا يتراجع عدد المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط"، ذكرت فيه أن منطقة الشرق الأوسط التي شهدت ميلاد المسيحية، والتي شكل معتنقوها خلال وقت من الأوقات أغلبية السكان، أصبحت الآن لا تضم سوى بضع أقليات صغيرة من المسيحيين. حيث دفعت العديد من الظروف معظم مسيحيي المنطقة للبحث عن فرص أفضل للعيش في الخارج، مع ما يتعرضون له من اضطهاد طائفي وتمييز في دول مثل العراق، وفق ما ورد بالتقرير.

ويشير التقرير إلى أنه مع بداية القرن الـ 20 كان المسيحيون يشكلون في جميع أنحاء المنطقة نسبة 20% من السكان، ولكنهم الآن أصبحوا يشكلون أقل من 10%، ولعل النصيب الأكبر من هذا التراجع كان في العراق. إذ أشارت إحصائيات عدد السكان المسيحيين مع بداية الغزو الأميركي للبلاد إلى أن المسيحيين باتوا يشكلون نسبة تقل عن 5 % من إجمالي سكان البلاد. ولكن كثيرين منهم فروا من البلاد مع تعرض المسيحيين للقتل أو الخطف أو التهديد. وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 20% من اللاجئين العراقيين في الخارج هم من المسيحيين. فلماذا تتناقص أعدادهم أيضاً خارج العراق؟ ويشير التقرير إلى أن الدافع الأكثر شيوعاً هو الاقتصاد، وليس الاضطهاد.

اصبح الامر واضحا للجميع ان هناك استهدافا لتطهير المنطقه من المسيحيين وهو ما دعا "ملك الأردن عبد الله الثاني الذي صرح أثناء مؤتمر انعقد بعمان قبل أشهر لمناقشة "التحديات التي تواجه المسيحيين العرب" بالقول إن حماية المسيحيين تعتبر أمرا واجبا وليست إسداء لمعروف، مشيرا إلى أنهم لعبوا دورا في بناء الأمة"

فيما تحدث في نفس السياق الأمير تشارلز
حيث نسبت تصريحات إلى ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز إشارته قبل أيام إلى أن المسيحيين في الشرق الأوسط يتعرضون لمحنة قاسية تتمثل في القتل والعنف والاضطهاد، محذرا من أن المسيحية بدأت تختفي في مهدها بسبب ما وصفها بموجة من الاضطهاد المنظم.
وأضافت أن مزيجا مما سمته العجز السياسي والصعوبات الاقتصادية أدى بالملايين من المسيحيين في الشرق الأوسط إلى الهجرة، مشيرة إلى أن غزو العراق هدد بانتهاء المسيحية في البلاد، في ظل تعرض المسيحيين للقتل والخطف والتشريد وتعرض كنائسهم وأديرتهم للقصف والدمار.

وقالت إن المسيحيين في سوريا يتعرضون لذات المصير الذي واجهه مسيحيو العراق، وذلك في أعقاب انطلاق الربيع العربي.

يُشار إلى أن بعض المسيحيين العراقيين يعزون هجرة المسيحيين من البلاد خلال السنوات الماضية إلى "أجندة دولية" تهدف إلى إفراغ الشرق الأوسط من المسيحيين، إضافة إلى تردي الأوضاع الأمنية.

وقد صرح بابا الفاتيكان "ان الصراعات السياسية القائمة في المنطقة تؤثر تأثيرا مباشرا على حياة المسيحيين بصفتهم مواطنين كما بصفتهم مسيحيين مما يجعل وضعهم بشكل خاص هشا وغير مستقر".

وقد صرج ايضا بابا الاسكندريه : وضع المسيحيين في الشرق الأوسط خطير

لقضاء المنظم على المسيحيين في بعض بلدان المنطقة، ففي العراق مثلا كان هناك ما بين 1.2 و1.4 مليون مسيحي في عام 1990، بينما لا تتجاوز أعدادهم الآن 260 ألف نسمة. وفي مدينة الموصل العراقية، هاجر المسيحيون خلال العام الماضي، بعد أن تم تمييز منازلهم، وعندما زار أمير ويلز، الأمير تشارلز، الأردن منذ أسبوعين، التقى بمجموعة من اللاجئين العراقيين المسيحيين، حيث قال أحدهم له إنهم (بلا مأوى منذ ستة أشهر، ولكنهم لا يرغبون في العودة إلى بلادهم؛ لأنه من المستحيل العيش مع هؤلاء الذين دمَّروا بيوتهم وكنائسهم"، مضيفا أنه "عندما جاءت داعش

حرمونا من كل شيء." واستطرد التقرير أن "دماء المسيحيين صارت تُسال على يد المتعصبين، الذين يتشدقون بنصوص قرآنية، يحاولون تطبيقها في جميع الحالات، على الرغم من التفسيرات السائدة، والتي تميل نحو فكرة الدفاع عن النفس، أو ربما جاءت من أجل لحظة تاريخية معينة، عندما كان رسول الإسلام وأصحابه يواجهون أخطارا مميتة، وعلى الرغم من أن الجناة لا يمثلون إلا أقلية بسيطة من تلك المجتمعات، إلا أن التمييز ضد المسيحيين والأقليات الأخرى، يشكل مزيدا من الظلم غير المعترف به، سواء من قِبل تلك المجتمعات نفسها أو من قِبل الحكومات الغربية".

ويقدّر عدد المسيحيين الأقباط الذي هجروا مصر منذ ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، ب 93 ألف مواطن.

في سوريا وخوفاً من صعود الإسلاميين المتشددين إلى الحكم، فضّل المسيحيون العيش في ظل حكم عائلة الأسد على مدى أربعين عاما. واليوم مسيحيٌّ واحد من أصل أربعة أشخاص ترك بلده خلال الحرب الدائرة في سوريا، بعد أن كان المسيحيون يشكلون أكثر من 8 بالمائة من مجمل السكان عام 1992.

وبحسب آخر إحصاء لأعداد السكان المسيحيين في العهد العثماني عام 1914، كان المسيحيون يمثلون ربع سكان الشرق الأوسط، واليوم لا يمثلون أكثر من 5 بالمائة منه، كما ورد في مجلة "تايم".

الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 كانت نسبة المسيحيين من السكان نحو 50%، واليوم فإنّ التقديرات هي أنّ نسبتهم لا تتجاوز 35%. يهاجر الكثير من المسيحيين إلى خارج لبنان، وبالأساس إلى أوروبا، أمريكا الشمالية والجنوبية.

تعتبر بيت لحم، والتي هي وفقا للمعتقد المدينة التي ولد فيها المسيح، مدينة مسيحية طوال الزمن. عام 1947 كان 85% من سكانها من المسيحيين، ولكن المسيحيّين اليوم يشكّلون نحو 20-25% من سكّان المدينة فقط.

وتشير التقديرات المحدّثة أنّه بعد وقت ليس بطويل ستختفي الشريحة السكانية المسيحية تماما من قطاع غزة. حتى عام 2007 عاش في قطاع غزة نحو 3,000 مسيحي، وعام 2011 كان الرقم 1,400، ننيجة لهجرة المسيحيين من غزة إلى الضفة الغربية ودول أخرى، والتي هي بالأساس: أستراليا، الولايات المتحدة، السويد أو أي مكان لهم فيه أقارب.

التأثير السلبي لتهجير مسيحي المنطقه
يقف المسيحيون المشرقيون، بما بقي لهم من تأثير ونفوذ، أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الموافقة والمساهمة في تفتيت المنطقة إلى كيانات عرقية وطائفية متناحرة وقائمة على عصبيات قاتلة؛ أو العمل للخروج من هذا المأزق باتجاه تأسيس عقد اجتماعي جديد، يحاكي الحداثة وقيمها بكل أبعادها، ويقوم على سيادة القانون والحكم الدستوري والمساواة والعدالة والديموقراطية والحريات التي نصّ عليها الإعلان العالمي لحقوق الأنسان، وعلى رأس هذه الحريات حرية المعتقد والرأي والتفكير، وحق كل جماعة أو مجموعة في تطوير ثقافتها بالطريقة التي تراها ملائمة لها، شرط عدم الإخلال بالعقد الاجتماعي القائم على القبول الحر.

فلذلك لابد من الحفاظ علي اخر درع للمنطقه في الحفاظ علي وجودها وكيانها وثرواتها فلو خلت المنطقه من مسيحييها سيشتد الصراع الطائفي والمذهبي ومعه صراع السلطه وحرب الغزوات !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألبوم -كهان الكاف -: قصائد صوفية باللهجة التونسية على أنغام


.. 71-An-Nisa




.. 75-An-Nisa


.. 78-An-Nisa




.. 79-An-Nisa