الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة لايقترفها الا الجهلاء

خالد الصلعي

2015 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جريمة لا يقترفها الا الجهلاء
*********************
ما أقدم عليه عملاء داعش الارهابيين جريمة تفوق حدود التصور الانساني ، وتخترق حدود العقل لالغائه ، وتفضح حجم ، ليس فقط خوائهم وفراغهم ، بل حجم المؤامرة الخارجية الدنيئة .
ان اغتيال تاريخ الانسانية بهذه البشاعة ، وصمت أقوى الدول ، وتخاذل الدول الأخرى يعتبر تواطؤا مفضوحا على وأد ذاكرة الانسانية جمعاء . ولن أضيف شيئا اذا قلت أن جميع الديانات تستنكر هذا الفعل الشنيع وترذله ، بعد استقرار الشرائع في اللاوعي الجمعي للبشرية .
وأي دفاع عن هذه البشاعة وعن هذا الجهل والانحطاط النفسي والسلوكي ، انما هو اعتراف بجاهلية لم يسجلها التاريخ الى يومنا هذا . سواء بتواتر النصوص أو باستقراء التاريخ ، أو بالاتكاء على العقل الفطري .
ان هدم واتلاف وتكسير تماثيل يعود تاريخ بعضها الى أكثر من عشرة آلاف سنة ، يعد أكبر دليل على لادينية الفاعلين ، وعلى همجيتهم المقيتة . فقد مر من هناك اعلم الرجال بالدين ، ومر من هناك أشجع الحكام المسلمين ، ومر من هناك حفدة رسول الله الكريم ، ولم يمسس أحد يوما هذه الثروات البشرية النفيسة .
ان ابادة منجزات الشعوب التي مرت من العراق وسوريا ، لا يهدف الا الى مسح ذاكرة هذين البلدين باعتبار العراق من أولى الحضارات الانسانية ، وهو صراع حول أولية الابداع الانساني الذي يوثق بشكل تاريخي لا لبس فيه لعراقة الأمم والشعوب ، وبالتالي بمحوها يستوي العريق والتليد بالهجين والمحدث . وباعتبار سوريا تمثل مهد الدولة العربية باداراتها ومؤسساتها الأولية ، وان في شكلها البدائي ، والقضاء عليها هو مسح للشكل الاداري والنظامي الأول في تاريخ الشعوب العربية .
من هنا يبدو واضحا وجليا أهداف اتلاف التاريخ التنظيمي والتاريخ التوثيقي الابداعي لكل ما يدور في المنطقة .
وهذا سبب كاف لوضع حد لهاجوج ومأجوج عصرنا وتاريخنا الحالي . وهي دعوة ليست من جانب دول مترهلة وعميلة ، انه نداء الانسانية جمعاء ، وصراخ الذاكرة البشرية ، واحتجاج الوعي الانساني الجمعي .
أين أمريكا ؟ أين أوروبا ؟ أين روسيا والصين ؟ . أين حماة الذاكرة البشرية ؟ والمدافعين عن موت كلب ؟.
ان ما صنعه جهلة القرن الواحد والعشرين لم يصنعه هولاكو نفسه ، فقد تجاوزوا بفعلتهم الأخيرة -هدم التماثيل - فعل هولاكو -حرق الكتب - . لكن هولاكو جاء بجيش من القوقاز ، وهؤلاء تكالبوا علينا من جميع الأصقاع ، وأولها بلداننا المهترئة .
انني في الحقيقة أنظر الى هذا العمل الهمجي ، كنية مقصودة لابادة التراث الانساني الذي تحضنه الأرض العربية والاسلامية ، أو ما جاورها . وهذا تفكير صهيوأمركي بالدرجة الأولى ، وان تساوق وتقاطع مع التفكير الوهابي والسلفي .
وعليه فكل قتل للذاكرة هو قتل للحاضر ، ولا يبقى مجال للحديث عن المستقبل . وهذا هو الأخطر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكراً لبريطانيا.
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 2 / 28 - 04:10 )
يقول خالد الصلعمي:

( أين أمريكا؟ أين أوروبا؟ أين روسيا والصين ؟ )

ونحن نقول:

أين ايران ؟ أين السعودية ؟ أين المرجعيات الاسلامية ؟

ونقول ،

شكراً لبريطانيا وأوروبا، الذين نقبوا عن تراثنا وعلمونا عن تاريخنا، بل صرفوا الملايين من الدولارات لحل رموز اللغة السومرية والبابلية والهيروغليفية الفرعونية، ودرسوا الطلبة العرب هذه اللغات ليعرفوا تاريخهم ولغتهم القديمة وماذا قدم العراقيون من حضارة قبل الغزو الاسلامي الهمجي.

لقد اختفت الحضارة من العراق ومصر وسوريا منذ الغزو الاسلامي، ولن تر هذه البلدان النور، الا بإزاحة الاسلام من ثقافتها ومفاهيمها، واعتباره ايدولوجيا ارهابية اخطر من النازية بالاف المرات.

اخر الافلام

.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع


.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل




.. 52-An-Nisa


.. 53-An-Nisa




.. 54-An-Nisa