الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مواجهة مرضي العنف

داليا عبد الحميد أحمد

2015 / 3 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


العنف هو رد فعل قاسي لفظي أو بدني، تجاه موقف أو تصرف معين، قد يكون عفويا وقد يكون مبيتا. يختلف في درجته من شخص لشخص، ومن مجتمع لمجتمع، ويعتبر التخلي عن تبرير العنف، وإستسهال قرار العنف سمة من سمات التحضر.
وجود العنف مؤشر علي خلل سلوكي عند إتخاذ القرار، فيتعجل الشخص، ويميل إلي إنهاء الأمر برمته. قد يكون يأسا، وإنسداد لكل طرق وقنوات التواصل، فيمثل الضغط الزائد حافزا للعنف وتبريره، وقد يكون تجبرا إعتاده الشخص، وأسلوب حياة يتكرر ويزداد ويتنوع فيه العنف. قد يمارسه خفاءا. فنجد التلثم خوفا من معرفة المجتمع للفرد، وإفتضاح أمره، فهو يعيش بشخصية مختلفة بين الناس، ويتخفي لينهي بالعنف أمرا ما لشخصه، أو بالنيابة عن شخص أخر، وقد يمارسه علانية، وتكون شخصيته واضحة للجميع، ويعتبر ذلك الشخص الأقرب لتقبل العلاج النفسي والسلوكي، للتخلي عن العنف.
وللعنف أسباب وتراكم ما. فلا يمكن أن يستمر ويشيع العنف، إلا كسلوك مقبول إجتماعيا علي نطاق الأسرة أو القبيلة أو المنطقة، كسمة وتقليد وعرف، ينشأ فيه الطفل ويتربي، ويعتبره من طبائع الأمور.
فلو عَلمت إبنك أن يرد العنف بالعنف، لشب علي ذلك ولو شجعته بإستحباب وثناء لفعلته، لتحول العنف لتصرف محمود يَحكي ويتحاكي به ويفتخر ..
لو قررت ترك إبنك بدون حماية ودعم، وتصادف أن تعرض للآذي، سيتكون عنده مردود للعنف، إما ضعف وهروب من المواجهة، وقد تصل لإستسلام .. وإما تهور ورد فعل عفوي، وحالة بين التسامح و العنف، وقتية مكبوتة غاضبة .. وإما منهجية العنف، وإتخاذه وظيفة وتميز، وبتركيز علي إشاعة الرعب بموقف من وقت لآخر. قد تكون مدبرة أو مزيفة أو مبالغ، فيها للتخويف و لعدم التفكير و الإقتراب بما يعرف بظاهرة (البلطجة)، ليعيش ذلك الشخص في عالم خاص.
وكما للأسرة دور في نشر العنف، فالمجتمع ينشر العنف بنشر قصص وحكايات، ليس لحكمة بنتيجة العنف وضحد مبرراته، ولكنها لتجسيد العنف، وجعله مثل أعلي: كالثأر في صعيد مصر، وإستحضار الإرهابي لقصص من تاريخ المسلمين لتكون حجة وذريعة للعنف المبرر، تقربا إلي الله، وتشبه بالسلف، وكما تطالعنا الأخبار في كل العالم بعنف فاق التصور لتنظيمات مجرمة إرهابية كداعش والنصرة وبوكو حرام والقاعدة والإخوان، و تكون مبرراتهم المعلنة -صورة مسيئة -تكفير المسلمين -وغير المسلمين.
وفتاوي نشرالعنف الحلال من أيات وأحاديث: (فضربوهن ) و(من رأي منكم منكرا) و(من بدل دينه فقتلوه) و(قاتلوا المشركين كافة).. وفي حالة الخلط والجهل وضعف التعليم، ينتج عقل حفظ ويردد مقولات مجتزأة من التاريخ، وتخطاها الواقع، وتقدم علي أنها الدين، وأهم أركانه، هل ينتج ذلك المجتمع شخصية سوية في ضبط النفس وإتخاذ القرار السليم وقت الضغط والأزمة؟!..
وبتخيل ما كان من غياب دور الدولة في حماية المواطنين وتقديم الدعم لهم. نتج بعد سنوات الفوضي شعور بأن العنف وسيلة للحماية، وقرار أول لا مفر منه وقت الخطر. فإنتشر الأسلحة، وعليه روج في الفكر الجمعي للعنف كبديل عن الدولة، وتكملة لدورها حتي تتعافي ويتوقف الإرهاب.
ولو حاولنا بكل هذا السرد فهم جريمة قتل كلب الهرم، لوجدنا تجمع كل عنف المجتمع والفرد، والتعود علي غياب دور الدولة في حماية المواطن أمنيا لتبرير العنف.
- فكان صاحب الكلب الذي دربه للحراسة والدفاع عنه وقت الخطر بشراسة.
-والعنف المتبادل وعدم وجود إستطاعة المتهم صاحب الكلب إثباته.
-والعنف من قتلة الكلب فلم يرضوا بالقضاء شافي لصدورهم.
-وبرروا قتلهم للكلب بحصولهم علي فتوي بذلك.
-وزادوا وعذبوا الكلب قبل قتله.
-وما هو المبرر هو تخويف المنطقة السكنية، وإشاعة صيت فعلتهم، ليكون الكلب عبرة لمن تسول له نفسه إهانتهم،
ولمواجهة العنف وتقليله ومنعه يلزم خطوات بديهية: 1- بدور الدولة الأمني، و رد الحقوق، وترسيخ ذلك في الفكر الجمعي، والوجدان العام.
2- بالوقوف ضد العادات والتقاليد الموروثة من الثأر، والعنف الذكوري ضد المرأة.
3 - مواجهة العنف المتلفح بالدين بكل قوة، فلا يمكن اصدار فتاوي تحرض علي العنف بأي شكل من الأشكال.
4- تربية النشأ علي نبذ وكراهية العنف في البيت والمدرسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة