الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام .. والمستقبل ..!!!!

عدلي جندي

2015 / 3 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دعونا نتفق أولا (منذ البدء ) أن مافي مخلوق .. إنسان أو جماد أو شعب أو إيدولوجية أو ظاهرة أو ..... ليست لها مضار أو أعداء وقد مارس بعضها أو كلٌها حالة الإعتداء دون أن يتعرض لها أحد....
بداية أي ظاهرة (طبيعية أو غير ) تشابه مراحل بداية تكون الجنين منذ مجرد أن كان حلم أو رغبة حتي الوصول إلي مرحلة كامل تكوين المادة أو الوعي أي المسئولية ...
مثال للتوضيح ( الحرائق المتعمدة ..مثلا ) من فكر أولا في إشعالها ومن قام بإشعال أول شرارة ومن بعد تداعيات إمتداداها دون تدخل أحد علي الإطلاق في إنتشارها و تأثيرها ..النتيجة .. كوارث ومآسي ...
أيضا . الفيضانات كظاهرة كارثية والتي تسببت عنها قطرة الماء...والماء كمادة ضرورة من ضروريات إستمرار الحياة ولكن عندما تضل الطريق وتصُب أو تسقط في غير مسارها (النهر ) ينتج عنها كوارث .. وهكذا
الإسلام كدين وممارسات ربما بدايته حلم وفِكرة يوتوبية ....!!!! ككل الأديان والإيدولوجيات والفلسفات والنظريات تأثر مبتكرها بالظرف والزمان والمكان ومع توالي الأيام صارت الفكرة متداولة دون حاجة إلي من يرعي إنتشارها (كنار في هشيم ) بل إضافة للمعتقد صار مداومة تكرار الفعل ضرورة للحفاظ علي مكتسبات المنتفعين دنيويا ( من هيمنة وتسلط الدين ) بل وفي ضرورة تعاظم تأثير تسلط الإسلام إضافة لإنتشاره ولذا تم تحريم وتجريم كل من يتناول الفكرة أو ظروف الظهور بالنقد أو التفنيد أو التعرية ليُصبح الفكرالإسلامي اليوم (أو أي دين يحكم ويتحكم في حياة البشر ) دين موحي به وليس مخلوق وكل من يُنادي بالعودة إلي صحيح الدين (أيا أن كان هذا الصحيح هي أفعال الدواعش أم إعتراض العلماء والقرآنيين ) هو رجل الله بل يصبح الإسلام كدين موحي به من عند الله بكل ما يحمل تاريخه وحاضره من غرائب ومآسي بل وجرائم في حق كل الأديان وفي حق الإسلام ذاته بفرض أنه دين من عند الله والله كفيل به وبأعداء دينه ومن ثم تتحول الفكرة إلي ركن هام من أركان التعامل عبر الزمن حتي لو إختلفت الظروف وطبيعة ومتطلبات المراحل وحاجة البشر ....!!!! بل يصل الأمر إلي مرحلة غير مسبوقة في المظهرية كأزياء البشر وكماليات الحياة وتتناولها جماعة المؤمنيين به كشرط يميز المؤمن ولم تعد الخرافات التي تحتويها كتب الإسلام ذات تأثير عكسي أي عامل من عوامل إكتشاف الخرافة بل صار هناك من يدافع عن بقاء الحال كما هو عليه وإلا في الحركة إنتصار فكر أعداء الدين ولتصبح الخرافة رغم بشاعتها هو قول الإله الذي توقف عن التدخل للتجديد أو التحديث أو التراجع أو التغيير منذ أن أوحي إلي النبي أو الرسول بالفكرة ولا يهم ما تحتويه الكتب من خرافات وجرائم بحق الإنسانية ولذا أعتقد من المستحيل أن نصحو يوما لنجد أن الإسلام كدين قد قضي عليه تماما أو تغيرت ملامحه من ملامح قسوة ثقافة تقاليد و وعادات الحياة الصحراوية إلي هدوء وتسامح حياة البشر في السهول والوديان الزراعية..ومثال بسيط في بلدي مصر ( عن تجربتي في الستينيات )لو تعاملت مع الفلاحين الذين يقطنون ويعملون بالزراعة في الوادي بالقرب من مجري النيل وعاينت حياة وتقاليد وممارسة عادة الثأر ما بين سكان الجبل في المنيا وأسيوط برغم أن كلاهما في نفس البلد ونفس الزمن ولكن مع غياب السلطة الحازمة الحاسمة المتفتحة علي نقد وتفنيد كل الأفكار والمعتقدات والتقاليد والعادات البالية النتيجة هي تسلط ثقافة المكان وتداعياتها الكارثية التي صارت أصل لكل إرهاب وإجرم ولا تزال الجماعات الإرهابية في سيناء وغير تمارس جرائمها إستنادا إلي فكرة مقاومة الطاغوت عدو الدين الإسلامي ومن يحاربها في شراسة هي القوات المسلحة المصرية التي يقودها مسلم ويرأسها مسلم ..أي الإسلام في عداوة مع نفسه دون تمييز من من هؤلاء المسلمين هو المسلم دون وضع في الإعتبار أن الحرب ما بينهم لا يديرها الله دفاعا عن الدين بل تديرها مخابرات دول ومنظمات وجماعات إستخدمت نواة تنقسم في متوالية رهيبة ولن توقفها الحروب بل القادر علي إستنفاذ تداعياتها ليُبطل تأثيرها فقط ظهور فكرة أقوي تأثير تحمل في ثناياها حلول تساعد سكان الجبل والصحراء علي تنمية مواردهم وتعينهم علي قبول تحدي الظروف من أجل بناء مجتمع يعمل بجدية وفقط علي القادة العرب أن يتعلموا من مستعمرات جيرانهم والتي تمكنوا في حقبة زمنية قصيرة من إستصلاح الأرض (حتي لو كانت مغتصبة وليست ممتلكاتهم) مقارنة بأصحاب الأرض من الجيران الذين دمرت مجتمعاتهم فكرة أثبت الزمن فشلها ولازالت في تكرار ظروف فشلها هي آمال شعوبها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - برمجة العقل
nasha ( 2015 / 3 / 1 - 22:54 )
تحياتي استاذ عدلي
الدين والعرف الاجتماعي الذي يلقن للطفل منذ ولادته يعتبر تماماً كنظام الكومبيوتر الاساسي الذي تبنى عليه جميع برامج ذلك الكومبيوتر بعد ذلك.
كنظام وندوز او ابل او اندرويد وهكذا.
يصبح من الصعوبة بمكان ان تتبادل البرامج بين النظم المختلفة.
مثال اخر على البرمجة هو اللغة .
عندما يتعلم العقل البشري اللغة الام لا يتمكن بعدها ان يتقن ويلفظ بالتمام اي لغة او لهجة اخرى . وحتى لو تعلمها تبقى اللكنة الاصلية مصاحبة لها مهما كان العقل ذكياً.
هذا ما يحدث للعقل البشري حين يبرمج على العرف السائد في البيت والمدرسة والمجتمع منذ الصغر .
مهمة تغيير العقيدة وتطويرها ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة ، الزمن كفيل بتغيير كل شئ.
ياما عادات وتقاليد واديان واعراف انقرضت وتبدلت ايجاباً اوسلباً انها مسألة وقت لا اكثر.


2 - ناشا
عدلي جندي ( 2015 / 3 / 1 - 23:37 )
شكرا جزيلا تواصلك ومشاركتك بالتعقيب الذي أتفق معك في غالبيته ولكن أتذكر بداية قراءاتي في الجرائد وأخص بالأسم الراحل محمود أمين العالم ورغما عن ولادتي لأسرة متدينة إلا أن البيت لم يتمكن من تجحيشي تماما بل تمكن عقلي الصغير من مجرد شذرات بدأت في مطالعتها من رسم خط ثابت تأرجح بحسب الظروف والإمكانات والغربة وبداية مشوارها الصعب المهم في الموضوع عامل البيت له نسبة تختلف بحسب ظروف المجتمع وهل هو مجتمع متخلف منغلق أمي طائفي أم أنه مجتمع متفتح ....بالطبع في بلادنا أنسي موضوع حرية الفكر ..وتختلف أيضا من شخص لآخر تبعا لثقافته
المهم هدفي ليس هدم دين (بالطبع ولا أي قوة تستطيع حتي القضاء علي عبادة الفئران مثلا ) الهدف هو دولة مدنية دستور علماني مدني وعلي رأي من قال أعبد الحجر ولا ترمني به
شكرا مرة أخري تواصلك وتعضيدك مع وافر التحية


3 - انت تختلف
nasha ( 2015 / 3 / 2 - 00:54 )
فاتني ان اذكر العامل الجيني الطبيعي المتوارث والصفات الفردية لكل شخص . بمعنى اننا لا نملك جميعنا نفس المواصفات .
بواسطة الطفرات الجينية تمكن الانسان ان يتطور ككائن حي بيولوجي ويتطور ايضاً من الناحية الفكرية الاجتماعية.
ولذلك التأريخ صنعه المتميزون ولم يصنعه عامة الناس.
تعليقي كان حول الفكر الجمعي العام وليس الفكر الفردي .
لو لم تكن متميزاً يا استاذ لما كتبت مقالك هذا وغيره .
بالاضافة الى ذلك يا استاذ انا اعتقد انت ابن عائلة غير مسلمة وهذا له تأثير كبير على برمجة عقلك بالرغم من تدين عائلتك.
كما تعلم هنالك فرق كبير في المفاهيم بين الاديان بالرغم من انها جميعاً ادوات ادلجة.
لا تنسى ان الاسلام عقيدة سوبر استبدادية تسلطية عنيفة .
شكراً للتواصل


4 - تعقيباً على المقال
بارباروسا آكيم ( 2015 / 3 / 2 - 01:01 )
أَخي العزيز حتى نعطي الزبدة النهائية فلن تقوم للدولة المدنية قائمة طالما هناك إِسلام ، أَخي العزيز أَنت من مصر ، قلي بربك أَين مضى عبد الرحمن الكواكبي وطه حسين ، هؤلاء كان لهم آمالاً عريضة بالإصلاح وابتدئوا والأَرض تحتهم خضراء ، ثم انتهوا بلا رجعة ، صدقني عزيزي الإسلام خازوق ولا كل الخوازيق..هو قد يخبو برهة من الزمن ولكنه يعاود النشاط مع كل دورة قمرية .! أَخي اليس غريباً ان الدولة المدنية اينعت في قلب الدولة التي كبلت الناس بالناموس ( اسرائيل ) واينعت في شرق آسيا وهي في الغرب منذ زمن مثمرة ، ولكن مع الإسلام دائِماً ذابلة والى الأَبد.!؟!


5 - بارباروسا
عدلي جندي ( 2015 / 3 / 2 - 07:20 )
مرحب بك
دعنا نتفق أولا أن لولا أموال القطران ما ظهر خازوق الدين علانية ومورست أفعاله بوحشيته التاريخية بل ربما عرفنا عنه فقط أنه غفور رحيم
لاحظ مدي هشاشته كأيدولوجية ومدي التخبط والحيرة التي تمر بها أمة ةلإسلام ومدي التلاعب بالمؤمنيين من قبل شخصيات لها نوازع إجرامية وتتأثر. بكلامها شخوص ربما أكثر علما نحن نلغي تماما من قاموسنا الجهل والظلم الإجتماعي والفقر وتأثيرهم أقوي من تأثير العقيدة وفورات الربيع قامت بسببهم وإمتطي ااإسلاميين الهوجة بالمعونات لهم ولشعوبهم
شكرا مرورك ومشاركتك بالتعقيب أخي الكريممع وافر التحية


6 - ناشا
عدلي جندي ( 2015 / 3 / 2 - 07:30 )
تقريبا ردي علي الأستاذ باربا. يصلح أيضا للرد علي تعقيبك الثاني ففي الدول الإسكندنافية الدي أي دين لا تستخدم مفاهيمه بل تعتمد دساتيرهم علي الحقوق والمساواة ولذا من الصعب تجحيشهم رغما عن طبيعة الطقس القاسي
لا أنكر تأثير العادات والتقاليد ولنعتبرها جدلا جين وراثي ولكن يمكن التغلب عليه بالعمل الجاد والمنتظم المنظم
شكرا إطراءك لي والذي لا أستحقه
وافر المحبة والإحترام


7 - المسلمون والعصر الحديث
محمد أبو هزاع هواش ( 2015 / 3 / 2 - 10:54 )
تحية أستاذ عدلي:

المسلمون والعصر الحديث معضلة كبيرة إذا لم يحلوها فمصيرهم مرعب...

مع التقدير


8 - أستاذ محمد
عدلي جندي ( 2015 / 3 / 2 - 14:49 )
تحياتي وأشكرك علي التواصل
كتبت تقول مصيرهم مرعب
وسؤالي هل ينتظرهم أسوأ مما هم فيه وعليه؟
حكامهم مجرمون قتلة
رجال الدين مراوغون يبيعون أنفسهم عند أول حاكم حتي لو كان الأهطل مرسي ولتستمع إلي وكيل الأزهر الشيخ شومان عندما بايعه من علي منبر الجامع في خطبة عصماء
ثرواتهم رهينة أو مبعثرة لدي تجار السلاح و بائعيات الهوي والخمور والعطور والمخدرات وقصورهم الفاخرة علي أراض الكفرة وآخر خبر شيخ سعودي يعرض شقته الخيالية للبيع ب 45 مليون دولار وهو من عائلة خادم الصنمين
هم اسفل قائمة التدرج المهني والتكنولوجي والعلمي
وآخيرا أقول لك الضرب في الميت حرام .....هههههههه
تحياتي
وشكري مرة أخري

اخر الافلام

.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك


.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا




.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح