الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد عبد الله نصر - من التنوير إلى التلويش -

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2015 / 3 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


محمد عبد الله نصر
" من التنوير إلى التلويش "
ثمة فارق كبير بين المتعاطف الموقفي و المتعاطف الوجداني ، حتى و إن كانت كلمة " تعاطف " تشير دوما إلى الوجدان ، إلا أنني أستخدمها هنا ، للتعبير عن الإنحياز لموقف أو شخص أو فكرة ما . فالمتعاطف الموقفي : هو ذلك الشخص الذي يقيم الحياة بناء على معطيات عقلية تدفعه إلى التعاطف مع موقف بعينه بغض النظر عن شخصيات إيجاب و سلب الواقعة محل النقد و من ثم التعاطف . أما المتعاطف الوجداني فعلى العكس تماما : فهو شخص يعمل وجدانه تجاه المواقف الحياتية دون إعمال للعقل ، وتسرقه الشخصنة و الأكاذيب فى أغلب الأحيان . فى البداية كنت متعاطفا مع الشيخ محمد عبد الله نصر ، بناء على تصديه للفكر الوهابي الظلامي وكتبت فى هذا الصدد و أيضا خلال حلقات متلفزة ، فبدايات محمد نصر فى نقد الأفكار الراديكالية و المدسوسة و غير المنطقية فى كتب التراث الديني كانت موفقه كمقدمة كنت أنتظر بعدها أن يقدم المقابل الموضوعي لما وضعه على مائدة النقد و التجريح ، فما لبث الشيخ إلا أن التبس عليه الأمر ولم يفرق بين النقد و السباب . الأفكار و الأشخاص . فبدا مهاجما سبابا . لا ناقدا مضيئا . خلاف عدنان إبراهيم ، الذي يطرح أفكار الظلاميين و يناقشها و يقدم المقابل العقلي الإقناعي للجمهور ، و أيضا حسن فرحان المالكي ، الذي شابه عدنان إبراهيم فى الأسلوب و إن كان المالكي يسقط أحيانا فى الشخصنة ، إلا أنه يعاود الطرح التنويري من جديد . أما الصديق محمد ، الذي دافعت عنه كثيرا و راسلته و راسلني كثيرا بخصوص قضايا التنوير ، سقط فى مستنقع الشخصنة . فأي طرح يطرحه حينما ينشر صورة للسيد أحمد الطيب و هو يدخن سيجارة ؟ ماذا قدمت الصورة ؟ رغم أن الآية الكريمة تقول " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب " أي أنك معني بنقد الفكر و اتباع أحسنه و ترك سيئه . فصديقي يناقد نفسه بنفسه و يخرج من دائرة التنوير إلى محيطات " التلويش " و التلويش كلمة فى قاموس العامية المصرية ، تعني التخبط و عدم الوعي . كنا نهاجم من يتعرض له من باب المعايرة و التجني على شخصه طبقا لمعطيات التعاطف الموقفي ، و إذا بنا الآن ندخل دائرة المنتقدين له رغم الصداقة الطيبة من باب النقد لا الشخصنة . أعتذر للقارئ عن دعمي له ، و أعود للدعم إذا ما عاد للتنوير لا التلويش .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 106-Al-Baqarah


.. 107-Al-Baqarah




.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال