الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على المسيحيين أن يكونوا عقلانيين .

التهامي صفاح

2015 / 3 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من اجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا
تحت عنوان : "التفسير روحي وليس حرفي" ورد التعليق التالي من أحد الإخوة الذين لا أعرف بالضبط إن كان مسيحيا أم لا لأنه لم يوقع التعليق سوى بإسم "مسيحي" .التعليق هو التالي :
Friday, February 27, 2015 - مسيحي
سيدي العزيز، والدتي كانت تقول لي من ضربك على خَدَّك الايمن حطم له خده الأيسر ، التفاسير روحية وليست حرفية، ثم من قال لك ان الزواج محرم في المسيحية؟ على العكس، فليكن لكل رجل زوجته وليكن لكل امرأة زوجها، الوداعة هي سر انتشار المسيحية في العالم، الكنيسة مع حروب التحرير وقد أعطت الشعب الفلسطيني الحق باستعادة ارضه، تقبل احترامي. انتهى التعليق .
ردي العاجل :
أولا أخي العزيز مع إحترامي الشديد لشخصك الكريم إن كنت مسيحيا فعلا فأنا يعني "قلبي عليكم" زي ما بيقول المصريون..رجاء أن توقع التعاليق القادمة باسمك الحقيقي حتى نعرف مع من نتعامل .فلا أعتقد ان تعليقا كهذا سيجعلك دون اسم لاسباب خاصة .
ثانيا إن كانت أمك تقول لك ما قلت انها كانت تقول فمعناه انها لا تتقيد بتعاليم الانجيل في هذا الباب .و هذا جيد .لكن الصور التي رأينا في فيديو قتل الاقباط في ليبيا وهم يسوقونهم كالخرفان لم يظهر فيهم أي مقاومة للهمج الجلادين .و هذا السلوك موجود في الانجيل كما بيننا في المقال .و هذا هو الموضوع .
أما قولك أن التفاسير روحية وليست حرفية فلا ادري ما معنى التفاسير الروحية .إن النص و فيلم آلام المسيح لا يترك اي مجدال للتأويل الذي تفضلت به .فالمسيح سيق فعلا للمقصلة دون مقاومة .و هذا مأخوذ من الانجيل .
أما بخصوص الزواج فمعلوم اخي ان فضائح القساوسة في الكنيسة الكاثوليكية و غيرها ليست خافية على احد .و قد قلنا في المقال أن التكريس الكنسي أي التفرغ للكنيسة هو المسبب لذلك .وقد نصح بولس الرسول في رسائله حسب الانجيل المؤمنين ان يكونوا مثله بدون زواج ان استطاعوا ..و هذا التعليم مخالف للطبيعة البشرية كما تبين لنا البيولوجيا .حيث ان الهرمونات الجنسية المنتجة من النخامية الامامية التي في بطن المخ هي التي تؤثر على المناسل لانتاج هرمونات اخرى من بين وظائفها اثارة الرغبة الجنسية لدى الذكور والاناث .و بما ان تكوين جسم الانسان ناتج عن ارادة الهية فلا يمكن لها ان تأمره بالتخلي عن الزواج كآلية لاستمرار النوع البشري.إذن اقوال بولس حسب الانجيل ليست كلام الهي .هذا هو المقصود.
أما القول بأن الوداعة هي سرإنتشار المسيحية ، فالوداعة أو المحبة الانسانية ليست مناقضة للعقل .بمعنى ان العقلانية لا تعني العدوانية أو تقطيب الحاجبين والنظر للآخر نظرة تهديد .الانسان يمكنه ان يكون وديعا و محبا ومسالما وعقلانيا في نفس الوقت . لكن حين يتم تهديد الانسان فلا اعتقد انه ستبقى هناك اي وداعة .وقد قلتَ ان امك نصحتك بالرد على من اهانك .هذا الرد ضروري للآخر ليعرف ان للاعتداء ثمن و نتائج و يغير سلوكه لينال السلام .هذا هو مفهوم التربية .
بصفة عامة أولا الانجيل كتبه اليهود القدامى حسب ما روي لنا وبالتالي فلا أحد من الناس الحاليين ملزم بالدفاع عنه أو تأويله بشكل يعد هروبا من الجواب عن الاسئلة الواضحة التي تطرح بشأنه .لأنه ليس مؤلفه . و قد قال البابا يوحنا عند اعلان الكنيسة الكاثوليكية توبتها في قضية غليليو غليلي الذي حاكمه الكاردينالات دون رحمة " إن الذين حاكموا غاليليو غاليلي لم يعرفوا كيف يفسرون الكتاب المقدس " .المشكلة تم درؤها بنفس الأسطوانة "معرفة تفسير النص" . المشكلة إذن لغوية . ثانيا يحتوي الانجيل على قصة غير واقعية و أحداث خيالية حتى لا نقول اكاذيب الاقدمين مخالفة للعلم الحديث لم تحدث أبدا و لا مجال لذكرها الآن في هذه العجالة سنذكرها لاحقا اذا جاء سياقها .لكن أليس ممكنا للمسيحيين ان يكونوا عقلانيين وواقعيين لكي يسايروا العصر؟
كلا هذا ممكن .يمكنهم في اطار الاصلاح الديني إذا كان لابد من قصة تراجيدية لشخص ما ان يأخذوا قصة حياة نيلسون مانديلا مثلا كرمز للتحرر و الصمود و السلام .. فهي قصة مليئة بالعبر و أكثر واقعية وعقلانية وتنتمي لعصرنا .و اقواله ممتازة و لم لا ؟ هل هذا يمنع من الصلاة والتوجه لله خالق الكون مباشرة بالشكر و التسبيح و الترانيم وبكل بساطة؟؟ قطعا لا . في نفس الوقت هل هم ملزمين بالقول أنه مطوي على ثلاثة ؟؟ قطعا لا ايضا .
تحياتي لكل المسيحيين و للجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التناقضات لاتعد ولاتحصى والتبريرات ايضا
سلامة شومان ( 2015 / 3 / 3 - 00:12 )
حاولت كثيرا ان اتخيل خالق الكون انسانا يأكل ويشرب وينام ويدخل الحمام ويتألم ويلعب ويبكى كما تبكى الاطفال بسبب تبوله او غائطه وتخيلت خالق الكون وهو يحمل ويداعبه اهلة ويدلعونه الخ الخ
وجدت عقلى يرفض كل هذا لان خالق الكون لابد ان يكون لامثيل له ولاشبيه له وليس انسانا ولن يكون انسانا ابدا لان الانسان كله نقص وخالق الكون ومالكه لانقص به مطلقا وان اراد اصلاحا ارسل رسله وان اراد جنودا ارسل ملائكته او اى مخلوق من مخلوقاته ولو بعوضة لتكون جندى من جنوده
ثم انطلق فى البحث لاتصور تخيلات ان يكون لله الخالق ابنا ارضى وله اب ارضى واب سماوى اجد عقلى لايستسيغ هذا التصور ابدا ثم انطلق وابحث فى هذه الفكرة اجدها قديمه اتخذها الهنود من قبل مولد المسيح عليه السلام بالف عام نفس الفكرة ونفس القصة فاتعجب هل من كتبوا الاناجيل استوحوا الفكرة من الهنود وغيرهم القدامى
العقل لايستسيغ الكثير مما كتب فى الاناجيل وحتى التثليث لم يذكر فى الاناجيل ولم يخبر به المسيح ابدا
وحتى يوحنا فى انجيله عندما تحدث تحدث عن الكلمة والاله ولم يذكر الروح القدس
والتناقض العجيب ان يكون الروح القدس هو من يكشف عن اعماق الاب
كيف ؟

اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ