الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلم المستحيل

ماريا خليفة

2015 / 3 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الرغبة مفتاح التحفيز ولكن وحده الإصرار والالتزام بمتابعة هدفك بحزم والالتزام بالتفوّق سيسمح لك بأن تحقّق النجاح الذي تسعى إليه.- ماريو أندريتي

ثمة قانون سائد في الحياة مفاده أنّ "الرغبة عي العامل المحفّز على السعي في الدنيا ". يمكنك أن تلاحظ صحّة هذا القانون إذا رجعت إلى الوراء وتذكّرت الأمور التي أردتها في الماضي وشعرت بالتحفيز لتحصل عليها في حياتك. أفضل ما في الرغبات أنّها تنبع من داخلك ويبدو أنها لا تنضب. ألا يعني ذلك أنّنا نشعر بتحفيز متواصل لتحقيق رغباتنا إلى ما لا نهاية؟ يبدو هذا التصميم ذكياً حين تفكّر به.
ومن أروع ما في هذه القاعدة الحياتية هو أنّه إذا طالت رغباتنا أموراً لا نستطيع اقتناءها وإيجادها بسهولة فسيجبرنا هذا الأمر على أن نتطوّر وننمو وعلى أن نخرج من الموقع الذي نتواجد فيه حاليّاً للبحث عمّا نرغب به بهدف امتلاكه. وهكذا نكشف ذاتنا أكثر فأكثر بمساعدة القوانين الكونيّة. ولكن هنالك منظوراً آخر لتلك الرغبة التي يبدو أنها تتخطّى قدراتنا: ماذا لو نسينا أو أهملنا أثناء بحثنا وسعينا وراء الإنجاز تلو الانجاز أن نعبّر عن شكرنا لله على تلك النعم التي نمتلكها الآن؟
يلعب الرضا عن الذات دوراً مهماًّ في حياتنا. فما مدى رضاك حقاً وصدقاً بما حقّقته في حياتك حتّى الآن؟ هل أنت من الأشخاص الذين يتلهّفون دوماً لاقتناء أحدث الأجهزة الإلكترونيّة وآخر صيحات التكنولوجيا من دون أن يعوا أنّ حياتهم مليئة أصلاً بالنعم؟ إن كنت تعتقد أنّ "شيئاً" ما سيجعل منك شخصاً أفضل، فقد ينفعك أكثر أن تضع لائحة بالأمور التي تعرّف بها عن نفسك هنا والآن. وربما تكتشف "أنك" الآن ما كنت ترغب في أن تكونه.
هل سمعت زوجة، تتكلّم بتحسر وغيرة عن زوج صديقة لها متمنية لو أن زوجها مثله؟ هل فكّرت أن هذه الزوجة لم تبحث ربما بعمق عن الأمور الصالحة والإيجابية في زوجها؟ فهي لو بحثت عند زوجها عن تلك النواحي الطيّبة لوجدت ربما أن ما تتمناه لنفسها عند زوج المرأة الأخرى موجود في زوجها أصلاً لكنها لا تراه!
قد نتورّط جميعنا بسهولة في هذا البحث المتلهّف خارج أنفسنا، وخارج منازلنا وعلاقاتنا فننسى أن ما نبحث عنه موجود عندنا وفي حياتنا الآن ونحن غافلون عنه.
في بحثك عن الرغبات الجيّدة التي تنبع من أعماقك فيما تقوم بجردة لما أنت عليه في حاضرك، قد تطرح على نفسك أسئلة كهذه: وسأستخدم " الكرم" كمثال على الشيء الذي ترغب به:
1. في أي نواح من حياتي يظهر حسّ الكرم فيّ؟
2. كيف يظهر الكرم لدى مديري وزملائي في العمل؟
3. كيف تعبّر زوجتي عن كرمها؟
4. إذا لاحظت الكرم لدى الآخرين، فهل أتذمّر من كثرته؟
5. كيف أظهر كرمي كلّ يوم، وكيف يمكنني أن أزيده؟
يبدو لي أن فكرة تحقيق الرغبات تضعك أمام خيارين: إمّا أن تنمّي نفسك لتتطوّر إلى ما لا نهاية، أو تبحث في داخلك لترى إذا كان ما تريده موجوداً فيك بالفعل. أليس من الجيّد أن يتوفّر أمامك هذا الخيار السخيّ؟
لقد تعلّمت أنّ
الرغبة هي نقطة البداية لكلّ إنجاز. الرغبة ليست أملاً ولا أمنية، بل رغبة توّاقة نابضة تتفوّق على كلّ شيء. نابليون هيل.
يبذل الإنسان جهداً رهيباً لتفادي ما يخافه أكبر بكثير من الجهد الذي يبذله لتحقيق رغبة لديه. دان براون
كارثتان يمكن أن تحصلا في حياتك. الأولى هي أن تخسر شيئاً ترغب فيه. والثانية هي أن تحصل على شيء كنت ترغب فيه.جورج برناردشو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخت العزيزة ماريا
جمشيد ابراهيم ( 2015 / 3 / 2 - 20:38 )
في قصة
Great Gatsby
للكاتب الامريكي ملر
تدفع الرغبة في الحصول و الوصول الى الهدف الى الحب بشتى الوسائل الشرعية و غير الشرعية و لكن المفاجأة هي عندما تتحقق الامنية و يستطيع الان ان يحصل على حبيبته يفقد الرغبة فيها هل هذا يعني كل شيء تم تحقيقة يفقد سحره و يصبح مملا؟ ما هذا التناقض في الطبيعة البشرية؟
اجمل التحيات


2 - لم
ماجدة منصور ( 2015 / 3 / 2 - 21:30 )
لم هذا الإصرار في ربط السعادة..مع تحقيق الرغبة؟؟
وهل تحقيق الرغبات هي شرط من شروط السعادة التي ننشدها؟؟
وهل بلوغ الأحلام يحقق لنا الرضى فعلا!! لا أظن0
احترامي أستاذة

اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة