الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((عندما يغيب العقل ويحكم الدواعش ))

نشأت عبد السميع زارع

2015 / 3 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نشأت زارع يكتب
(( عندما يغيب العقل ويحكم الدواعش ))
بداية دعونا نتفق على ان لفظ الدواعش وهو لفظ معاصر ليس المقصود به جماعة ارهابية متخلفة تحارب فى العراق وسوريا فحسب ولكن الدواعش فكر اصبح ينطبق على كل جماعة تتبنى التشدد والعنف للوصول للسلطة ولا تستطيع التعايش مع الاخر وتفتقد الى الف باء انسانية .
فتش عن كل مصائب ونكبات الامة الاسلامية تجدها فى الصراع السياسي لذلك لعنها الامام محمد عبده فى العصر الحديث حيث قال (( لعن الله ساس ويسوس وسائس ومسوس )) وكل مشتقات السياسة والسياسة الملعونة فى نظر الامام هى التى تضرب فيها الاعناق وتجز فيها الرؤس ويحكم الحاكم فيها باسم الاله وكأن الوحى يتنزل عليه كل ليله او ان الله لم يهدى سواه .

ففى قرون خلت وعلى طريقة داعش اليوم قام سفير الشيطان (شمر بن ذو الجوشن ) بجز راس الحسين وفصلها من جسده بعد مقتله فى معركة كربلاء الدموية واقول بعد مذبحة كربلاء وليس معركة لان المعركة تكون بين فريقين متكافئين او متقاربين لكن هذه المذبحة كانت بين 80 من ال البيت وجيش مدجج بالسلاح لايقل عن 4000 الاف محارب واهدى الرأس الى الشقى بن زياد والى الاشقى منه يزيد بن معاوية .
فحينما يغيب العقل والحكمة والانسانية ويحكم الدواعش فان خصومهم السياسيين هم الضحايا دائما والتهم كثيرة وجاهزة فهم اما مرتدين واما زنادقة واما اعداء الدين واما مارقين والجزاء هو القتل والتفنن فى التنكيل والتعذيب والتاريخ ملىء بضحايا الصراعات السياسية منذ تولى يزيد بن معاوية الحكم بالتوريث وحتى اليوم فهل جاءك نبأ ذبح عبد الله بن الخباب بن الارت على ايدى الخوارج لانه اثنى عن على بن ابى طاب خيرا فذبحوه من الوريد الى الوريد هو وزوجته الحامل .
وهل سمعت عن موقعة الحرة التى اجتاح فيها جيش الخليفة الداعشي يزيد بن معاوية مدينة رسول الله لانه اراد تاديبهم لانهم خلعوا بيعته فامر الجيش بتأديبهم ثلاثة ايام كانت نتائج هذا التأديب مقتل 4000 منهم 80 صحابى حيث قتل البدريين ومنهم 700 من حملة القران واغتصبت 1000 امرأة ولدت بدون نكاح وتم قتل النساء والاطفال والشيوخ والسلب والنهب وتدمير المدينة على ايدى الدواعش القدامى .
.
وتم ضرب الكعبة بالمنجنيق مرتين فى العهد الاموى مرة فى زمن يزيد ومرة فى عهد عبد الملك بن مروان بقيادة الحجاج حيث قتل الكثير بسبب ذلك اما عبد الله بن الزبير فقد تم حصاره داخل الحرم وقتل وسلخ وعلقت جثته على طريقة داعش اليوم وصلب على ايدى الحجاج الدواعشي .
انها السياسة الملعونة وراء كل هذه المذابح والتنكيل وكانت سببا فى حرق محمد بن ابى بكر فى جلد حمار لدرجة ان السيدة عائشة كانت تكره اكل اى شيء مشوى بعد ذلك
وعلى طريقة داعش قام الخليفة الاموى خالد بن عبد الله القسرى بذبح الجعد بن درهم صاحب رأى وفكر حيث اختلف فى قضية تكليم الله لموسي فما كان من الخليفة ان صعد المنبر لخطبة عيد الاضحى وقال للناس ضحوا فانى مضحى بالجعد بن درهم والجعد مربوط فى المنبر وبعد انتهاء الصلاء قام الخليفة بذبح الجعد بن درهم .

اما ابن المقفع الشاعر والمفكر فقد قتل ابشع قتلة حيث تم شوى اطرافه وأجبروه على الاكل منها ولو كشفنا النقاب عن الجرائم التى حدثت بين العباسيين الامويين بسبب الصراع السياسي واللهث نحو السلطة لضاق المقام دعونا ناخذ لقطات من مجازر التاريخ لقد تولى ابو العباس السفاح اول خليفة عباسي الحكم واول قرار له كان أمره بإخراج جثث خلفاء بني أمية من قبورهم ، وجلدهم وصلبهم ، وحرق جثثهم ، ونثر رمادهم في الريح .

وعلى طريقة داعش كان عند السفاح 90 من الامويين فدخل سديف الشاعر وقال
لا يغرنك ما ترى من رجال إن تحت الضلوع داء دوياً
فضع السيف وارفع السوط حتى لا ترى فوق ظهرها أموياً
فأمر السفاح بضرب رؤوسهم بأعمدة حديدية ، بحيث تتلف بعض مراكز المخ ، ويبقى الجسد حياً ، مصطرعاً بين الحياة والموت ، وما أن يرى السفاح أمامه تسعين جسداً منتفضاً ، تقترب مسرعة من الموت ، وترتفع أصواتها بالأنين ، حتى يأمر بوضع مفارش المائدة فوقهم ، ثم يجلس فوق هذه المفارش ، ويأمر بالطعام فيوضع أمامه فوق الأجساد ، ويبدأ في تناول عشائه بينما البساط يهمد هنا ويهمد هناك ، وبين همود وهمود ، يزدرد هو لقمة من هذا الطبق ، ولقمة من ذاك ، حتى همد البساط كله ، ففرغ من طعامه ، وتوجه إلى الله بالحمد ، وإلى حراسه بالشكر ، وإلى خاصته بالتهنئة ، ولعله قال لنفسه ، أو لخاصته ، والله ما أكلت أهنأ ولا ألذ ولا أطيب من هذا الطعام قط انه السفاح الذى سمى نفسه السفاح المبيح
اما الحاكم بامر الله الذى حرم اكل الملوخية على الناس وحرم النساء من الخروج من المنزل وكان يستحق مستشفى الاامراض العقلية للعلاج لا ان يكون خليفة ويحتاج لاساتذة الطب النفسي للكشف عليه .

اما دواعش العصر الحديث فحدث ولا حرج الخلافة العثمانية ذبحت مليون ونصف من الارمن عام 1917 قتلوا اطفال ونساء وشيوخ وتطهير عرقى ومجازر يندى لها الجبين .
وهكذا عندما يغيب العقل والانسانية والحكمة ويحكم المتشددون فلا امان لاحد وينقسم الناس الى قسمين موالى للسلطة ام خائن مباح الدم
وفى عصرنا الحديث قتل الشيخ الذهبى على ايدى الدواعش بطريقة غدر وجبن وعلى نفس طريقة داعش اليوم وقتل السادات على ايدى اصحاب التدين المغشوش لسوء فهمهم للدين .
وقتل فرج فودة المفكر العظيم وهو لم يحمل سيفا او مسدسا ولكن يحمل قلما .
من رجال الجيش والشرطة المئات لان لسان حالهم اما ان نحكمكم او نقتلكم ففضل رجال الجيش والشرطة ان يضحوا بارواحهم مقابل الافتداء بالوطن متماسكا
ورأينا دواعش كرداسة يقتلون ويسحلون ويمثلون بالجثث فى مشهد دراكولى لرجال الشرطة فى مشاهد مروعة ومفزعة فهم بشر لايسمعون عن الرحمة ولاالانسانية.

وهاهم دواعش العراق وسوريا يرتكبون كل الجرائم فلم يتركوا جريمة الا وفعلوها ليثبتوا للعالم انهم حينما يحكمون فانهم احتلوا المركز الاول فى الدموية والعدوانية والاجرام فهم يحرقوا الاخضر واليابس ويقتلوا الطفل والمرأة والشيخ
فقد قتلوا وذبحوا وحرقوا ونكلوا ومثلوا بالجثث ورموا من اعلى العمارات وعلقوا الرؤس مثل البالونات وصلبوا ورجموا واغتصبوا نساء وسرقوا وهدموا مساجد واحرقوا كنائس وطردوا وطهروا عرقيا ودمروا تراث وحضارات الاشوريين وحرقوا كتب وباسم الدين وباسم الخلافة والغريب انهم يسمونها اسلامية اى خلافة هذه واى اسلام هذا الذى يطبقه انجاس وسفراء الشيطان فلو اراد ابليس ان يتعلم دورة فى الاجرام عليه ان يتقدم بطلب لداعش ليلتحق بهم .
نحن فى اشد الحاجة الى تغيير ثقافة القرون الوسطى عند تيارات الاسلام السياسي والوهم الذى يعيشون من اجله بما يسمى الخلافة الاسلامية الموعودة ولا نقول حلم بل نقول وهم الخلافة لان الحلم لربما يتحقق .
والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا نجحت الدول التى تحكم بالعلمانية وعاش الناس فى امن وامان فيها ووفرت لشعوبها الرفاهية وحقوق الانسان والاستقرار ففى فرنسا مثلا يعيش مايقارب 7 مليون مسلم تحت القوانين العلمانية التى اعطتهم حقوقهم افضل من بلادهم .
لو سلمنا سويسرا لتيارات الاسلام السياسي لجعلوها الصومال
ولا ننسي ان تنقية كتب التراث اليوم ضرورة حياتية وفريضة وواجب شرعى لان الدواعش ينتقوا منه مايؤيد افكارهم المريضة والا فالدواعش قادمون قادمون
وكلمتى الاخيرة ورايي الشخصى ان البلاد التى يعيش فيها الانسان فى امن وامان ويحصل على حقوقه المعيشية من ماكل ومشرب وملبس وتدوال سلمى للسلطة ويعيش بالكرامة التى قال الله عنها ولقد كرمنا بنى ادم فهى بلاد اسلامية مهما اختلفت المسميات وان البلاد التى يسحق فيها الانسان وتطاح فيها الرؤس ويحرق ويجوع فيها البشر وتحرق الاوطان بنار الصراع السياسي ويأن الانسان فيها من المرض ولا يجد من يسأل عنه فهى بلاد الكفر وان اختلفت المسميات











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت