الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الآلهة التي تبتهج لمشاهد الذبح والدم والحرق : إلهنا ليس كذلك!

محمود الزهيري

2015 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


1
مازالت طقوس الحزن والألم تصنع صنائعها المفجعة بقلبي المكلوم المحزون علي عدد الروؤس التي تم جزها ذبحاً بسكاكين الآلهة المدعاة , والتي تسيطر علي قلوب وعقول المؤمنين بها أيما إيمان , ويسعوا في تطبيق أوامرهم أيما تطبيق , وصولاً إلي غاية سماوية سامية ونبيلة مؤداها إدخال السعادة علي الآلهة بجرائم الذبح وإهراق الدم وحرق المخالفين لتلك الألهة وهم أحياء , في مشاهد تندي لها جباه من استشعر ذرة واحدة من انسانية الإنسان .
2
فعن أي آلهة يتوجب علي الإنسان أن يؤمن بها ويعتقد في أوامرها ونواهيها , والسير علي منوال نهجها الدموي الإرهابي المتعطش دوماً للدماء والحرائق والتدمير , لدرجة أن هذه الآلهة يمكن أن تتسمي رسالتها برسالة الدم والخراب , ويستوجب الواقع بدلالاته المفجعة , وصفها بآلهة الشر , في حين أن هناك ملايين من بني الإنسان اختاروا عن إرادة حرة أن يكون الإلحاد ملاذهم الأزلي والوحيد هروباً بعقولهم ومشاعرهم وأحاسيسهم من دموية وإرهاب هذه الآلهة المصطنعة في عقول وقلوب من جعلوا من أنفسهم أُساري لأهوائهم المريضة .
3
حينما أفكر في الرسالة التي تحملها كافة العصابات الدينية , أجدها مملوءة بالتحريض علي الدم , سواء في المتن أو الحاشية , ولا أري أي وسيلة عقلية أو دينية يمكن أن تري من خلالها طاقة نور للخروج من الظلام الكالح , حتي من باب التأويل لهذه النصوص
4
الكارثة أن هناك الكثير من الذين أدعوا الوسطية وتجميل وصايا ومفاهيم الدم والحرق ,عبر وسائط تحايلية مبتدعة توهم أتباع الدم والخراب بأن الوضع تغير عما كان في الماضي البعيد , مع العلم أن كل الجماعات الدينية تبدأ وسطية وتنتهي دموية , تسير علي طريق فقه الدم والشر والخراب , ولا يوجد لهذه الجماعات إستثناء يطلق
5
أديان الشر والخراب من المتوجب أن تكون نصوصها وشروحها وتفسيراتها في السجون والمعتقلات أو علي أقل تقدير في مرابع المصحات النفسية والعقلية .
مازال أتباع الالهة في حالة هوس مرضي بالجنس يسير علي التوازي مع الهوس الدموي , بإعتباره أداه لإعلاء شهواتهم ونزواتهم ونزقهم الجنسي المرضي , فكانت المفاهيم الدينية تعلي لديهم من شأن الأنا / وتضخم الذات , والإستعلاء علي الأغيار , بدعوي الإيمان المتوحد مع ذات الآلهة , لدرجة أن كل الأغيار مستباحين في أرواحهم ودمائهم الرخيصة , وأموالهم وأملاكهم ومتاعهم وأراضيهم وثرواتهم , بجانب القيمة الأروع لديهم وهي الأعراض المستباحة و المتمثلة في النساء والأطفال الذكور منهم والإناث , وعلي هذا المنوال نري أن أتباع الآلهة هدفهم الأسمي هو الحياة بالمجان عبر هوية دينية مجانية تبيح لهم كافة تطبيقات نظريات الإستحلال التي تحولت هي الأخري من الجانب التنظيري إلي السلوك العقيدي الذي يتغيا إرضاء الآلهة وبعث الراحة والطمأنينة والسعادة لديها حينما تري وتشاهد المؤمنون بها من الأتباع حال ارتكابهم لجرائم الإرهاب والترويع المصاحبة للقتل والحرق والإتلاف والتبديد لمكونات الطبيعة والكون , وصولاً إلي جنة مؤجلة حال الوفاة الطبيعية أو القتل .
6
العصابات الدينية , أتباع الآلهة والأرباب سواء السماوية أو الوثنية الأرضية , في أغلبهم يسعون للتوحد مع ذات الآلهة , وهذا له مشاهدات عبر التاريخ الإنساني لمسيرة تطور الأديان علي السواء , ومعظمهم يؤمنوا بأنهم موظفين سماويين , يتعاطوا تعاليمهم المباشرة من الآلهة عبر الوكالة السماوية الموهوبة/ الممنوحة لهم , عبر أغطية سياسية مذدرية ومحتقرة ولاعنة للناس , وسالبة وناهبة لحقوقهم الطبيعية , فكانت السياسة المحتقرة هي من تتفنن في صناعة تلك الوكالات المساوية , والموظفين السماويين , للوصول إلي ماتتغياه تلك السياسة من الحياة بالمجان علي حساب المكدودين والفقراء والمرضي والمأزومين بأسباب حياة الإستبداد والطغيان والفساد , وتاريخ الصراع الإنساني في جانبه الدموي أراه ماهو إلا من أجل الإقتصاد والثروة عبر تسيد مجموعات دينية أو عرقية علي مجموعات أخري بدواعي مصطنعة , مرجوعها إلي السماء أو الأرض , ويبتبقي حلم السيطرة والهيمنة علي مجموعات صغيرة أخري ودول أخري وصولاً إلي مفهوم الإمبراطورية , حيث التفعيل الأسوأ للسلب والنهب لثروات شعوب ودول أخري معادية لتلك الإمبراطورية سواء برؤي دينية أو عرقية أو اسباب أخري تبرر الجرائم ضد الإنسانية .
7
ليس هناك بد من الإعلاء من شأن الدولة وشأن المجتمع عبر تطبيقات حياتية واقعية مؤداها تفعيل نظريات الحق والواجب عبر المواطنة والمساواة في المواطنة وتكافوء الفرص , التي يتيحها دستور إنساني , وقوانين إنسانية تستظل بنصوص الدستور الإنساني المتوائم مع كافة القيم والمعايير الإنسانية والمؤمنة بالسلم والأمن الدوليين , لأن عصر القبيلة والعشيرة تحول إلي عصر حديث تسود فيه مفاهيم الدولة الخادمة والراعية والحارسة علي أمن وأمان المواطنين جميعاً من غير تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة أو الجغرافية والنوع واللون , وكافة ألوان التمييز الأخري , وصولاً لدولة المواطنة لادولة الإيمان المزعومة , والمتخذة كأداة للإستبداد , حال كون الإيمان حالة خلاص فردي , وليس خلاص جماعي في ظل مفاهيم الدولة .
8
تظل أزمة العصابات الدينية علي كافة المستويات قائمة , لإنعدام الرؤية والتصور الواقعي للمتغيرات الكونية التي طرأت علي الكرة الأرضية , والعجز عن إيجاد آلية توافقية بين مايسمي بالشرعية الدينية والشرعية الوطنية والشرعية الدولية / العالمية , حال كون أصحاب الشرعية الدينية يسعوا جاهدين إلي تحطيم الشرعية الوطنية وتهديد وتهميش الشرعية الدولية / العالمية , لتشييد شرعية دينية مؤمنة بالدم والذبح والقتل والحرق إرضاً لآلهتم التي تسعد بإراقة الدماء وكثرة الحرائق , ومشاهد الدمار والخراب .
فمعذرة : إذا كانت آلهتكم كذلك , فإن إلهنا ليس بذلك !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغام دين الاسلام
كامل حرب ( 2015 / 3 / 4 - 20:34 )
الاسلام ديانه دمويه وهمجيه ومتوحشه وان كانوا قد نجحوا فى تغليفها من الخارج بغطاء سميك من القداسه والنقاء والروحانيه منذ ان تأسست هذه العقيده فى جزيره البداوه والتخلف والنحر والسلب والنهب والسيف ,من حسن الحظ ان ثوره المعلومات الان فى العالم كسرت الحواجز واظهرت عورات هذا الدين الغير انسانى العنيف وسلطت الاضواء وكشفت اهوال الاسلام الحقيقيه وليس بسر ان داعش الاجرامى يمثل النسخه الاصليه لصحيح الاسلام ,لقد تمتع هذا الدين بالخطوط الحمراء وعدم النقاش او الاسئله خوفا من سلاح البطش والتكفير والقتل لقرون طويله ,ادوات المعادله اختلفت الان ولن يستطيع رجال الدين والسياسه خداع الناس والبسطاء ,ارى الناس قد تجرأت وبدأت فى السؤال والشكوك تتوالد والعقول ترفض والشيوخ الافاقين فى حيص بيص ,لقد بدأت رحله النهايه لدين الاسلام البدوى الدموى


2 - كامل حرب
مناور ( 2015 / 3 / 4 - 21:53 )
المسيحية ديانه دمويه وهمجيه ومتوحشه وان كانوا قد نجحوا فى تغليفها من الخارج بغطاء سميك من القداسه والنقاء والروحانيه منذ ان تأسست هذه العقيده والتخلف والنحر والسلب والنهب والسيف ,من حسن الحظ ان ثوره المعلومات الان فى العالم كسرت الحواجز واظهرت عورات هذا الدين الغير انسانى العنيف وسلطت الاضواء وكشفت اهوال المسيحيه الحقيقيه


3 - مناور
كامل حرب ( 2015 / 3 / 4 - 22:42 )
انت مخطأ , من قال لك انى مسيحى الديانه ؟ الاسلام يفضح نفسه بنفسه عزيزى


4 - اسلوبك بالكتابه حلو جدا
فراس ( 2015 / 3 / 5 - 07:19 )
مقاله جميله لأولي الالباب .. كلنا نحتاج لوقفه تامل..قلبنا امتلأ بالقيح بسبب هذه الالهة الوهم..شكرا لك..

اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز