الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسلاميو اوروبا بين الترويض والتحريض فرنسا نموذجا

هرمز كوهاري

2015 / 3 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اقول اسلاميو اوروبا ولم اقل مسلمو اوروبا ، لأن ليس بالضرورة ان يكون كل المسلمين في اوروبا مؤمنون او ملتزمون بالدين قولا وعملا اي ايمانا وطقسا ، بل لابد ان يكون قسم منهم قد تحولوا الى العلمانية ، لأن كل العلمانيين كانوا اصلا متدينون هم او اباءهم او اجدادهم منتمون الى مختلف الديانات فتخلوا عن الدين وتحولوا الى العلمانية او اللادينية ولا يعقل الا يكون بين هؤلاء العلمانيين مسلمون قد تركوا الخيط والعصفور معا .

ولكن لا تتوفر لهم حرية الافصاح عن الالحاد عند المسلمين خوفا من البطش من الاسلام الارهابي الملتزم . او ليس مستحبا بين اقرانهم ادعاء ذلك ، ويمكننا ان نعتبر اولئك قد تروضوا وتعلموا الدرس من المجتمع الاوربي ! . وفي بعض الشعوب الاوربية مثل السويد احصاء بهذا الصدد ويقال ان بحدود 70 الى 80 % لا يؤمنون بالوجود بالمطلق ويصرحون بذلك علنا دون خوف او خجل بعكس الحالة بين المسلمين .مع التزام كثير منهم بالطقوس الدينية كالزواج في الكنيسة او العماذ والعطل في المناسبات الدينية كتقليد ليس الا .

جريمة [ شارلي ايبدو ] التي حدتت في باريس في السابع من شهر ك/2/2015
والتي اصبحت معروفة لدى الجميع بتفاصيها بمجرد الاشارة اليها !! تدل دلالة واضحة و ثابتة ان فئة بل قسما كبيرا منهم وخاصة المولودون في فرنسا ، منهم من قام بالجريمة هم من هذه الفئة التي لم ينجح معها الترويض او لم تتمكن التطبع او حتى التعايش مع الحياة الفرنسية ، ويبدو ان التحريض الذي تتولاه مئات الجوامع والمدارس الاسلامية بعدما تعلموا من عوائلهم الدينية الملتزمة اوالمتزمتة التي نشأوا وتربوا فيها تغلب على الترويض ، وهذا يعني تقصير او فشل المؤسسات الفرنسية بترويضهم على الحياة الديمقراطية التي هي الركن الاساسي للحياة الفرنسية ، او ان هذه الفئات عصت على التطبع كما عصى على العلماء تحويل اي معدن الى الذهب .!!

ولا نعرف كيف نفسر تصرف الاوربيين بايداع الارهابيين في سجون تعادل فنادق من ثلاثة نجوم او حتى صفرا من النجوم كعقاب لاتهامهم بالارهاب ، وعملهم هذا هو كمن يدخلهم في مدارس لتدريب الارهاب بدلالة ان اشرس الارهابيين هم خريجوا تلك السجون المريحة ، ان هؤلاء الارهابيين جعلوا من انفسهم مشاريع استشهاد للحصول على حياة الملذات في احضان الحوريات ،فهل تلك السجون يمكن ان تعتبر رادعا لهم !! ام فرصة ذهبية لجمعهم للقاءات واجتماعات وتخطيط لجرائم ارهابية ، و هذه الفرص لا تتوفر لهم وهم طلقاء عندما يكونون تحت رقابة شديدة متواصلة .

ومؤشرات اخرى عن فشل السلطات الفرنسية بعدم دمج او خلق تعايش سلمي بين مختلف فئات الشعب والمقصود بين المسلمين وبقية الفرنسيين ، هو الاكثار من الجوامع والمساجد والحسينات التي تفيض عن حاجة الصلاة والتعبد . لكون هذه الجوامع والمدارس تحولت الى دور لبث الحقد والكراهية و الفرقة والافتراق بين المسلمين وغيرهم وتسمية غير المسلمون بالكفار يحل مالهم وعيالهم ونساؤهم للمسلمين بامر من الههم و بصورة غير مباشرة ، يكررون ذلك من خلال خطب الجمعة والمحاضرات وخاصة النشئ الجديد بالاضافة الى ما يتعلمون في بيوتهم منذ تعلمهم النطق !!!
والطفل ينشأ كورقة بيضاء صقيلة يكتب عليها كل مفردات الحياة سواء الخيرة منها او السيئة ، ويبدو ان عوائل الاسلاميين يكتبون عليها التحذير من التفرنس بل يحرضونهم على الحقد والبغضاء حد القتل دفاعا عن مقدساتهم ، بدل تشجيعهم او تعليمهم على لالتزام بقوانين البلد والنظام العام وخير دليل على ذلك التحاق الالاف من الاسلاميين حاملي الجواز الفرنسي او الاوربي ، اي مواطنين اوربيين ، بعصابات داعش الارهابية .

وهنا يلغون دور الدولة والقضاء الفرنسي الغاءا تاما ، بل يضعون شريعتهم ، اي قتل المسيء فوق الدستور وكل القوانين والاعراف .ومع هذا تسمى تجمعاتهم جمعيات الرحمة او الاغاثة او الاخوة ....الخ.

وعامل اخر لايقل اهمية هي تشكيل منظمات اسلامية وبكثرة ، وهذا معناه وبصورة واضحة واكيدة انهم لا يشعرون بانهم فرنسيون بل هناك فرنسيون وهناك اسلاميون ولو شعروا كفرنسيين لكانت تنظيماتهم السياسية والاجتماعية ضمن الاحزاب الفرنسية غير الدينية .

الاسلاميون يطالبون باحترام مقدساتهم ، اقدس مقدساتهم وهي الصلاة ، ولكن كيف يمكن احترامها اذا كانت هذه الصلوات هي دعوات لنشر الحقد والكراهية لغير المسلمين ، وتسمية غير المسلمين بالمغضوب عليهم ( اليهود) والضالين
( أي المسيحين ) والدعوة لنصرة الاسلام على اعدائهم !والمقصود باعدائهم كل انسان غير مسلم اي كل بني وطنهم الفرنسيين من غير المسلمين .

وكل نشاط الاسلاميين الملتزمين هو الاحتفاظ بهويتهم الاسلامية الدينية ،والاسلام عندهم تجاوز على كونه دين بل هوية كالقومية تميزهم عن بقية الفرنسيين ، وهذا يعني خلق شرخ عميق وواضح بين الاسلاميين والفرنسيين ، وماذا اذا كان الدين عابر للحدود ، بمعنى ان المسلم ايا كانت جنسيته يتقدم على الفرنسي غير المسلم ، وهذا ما وجدناه في الاسلاميين الذين التحقوا بالعناصر الارهابية داعش ، كما اشرنا اعلاه ، بالرغم ان بلدهم فرنسا في حالة حرب معلنة ضد هذه المنظمة الارهابية ، ورأيناهم يستهزؤون بالوطن والوطنية بحرق جوازات سفرهم علنا ! وكانهم يقولون " طز بالوطن " كما قال الاخوان المسلمون : " طز بمصر "

وبالرغم من كون هؤلاء من مواليد فرنسا ، مع هذا لم يستوعبوا الدرس بل رفضوا ان يستوعبوا ، بان الدين في المجتمع الاوروبي لا يعتبر هوية ثابتة لانه فكر واعتقاد وقناعة فمن الممكن ان ينتقل كاثوليكي الى بروتستانتي او ارثدوكوسي الى بوذي الى مسلم او الى ملحد وبالعكس !! و لكنه يبقى محتفظا بهويته الوطنية ورقمه الوطني ، وليس للدولة او السلطات علاقة بهذ من قريب او بعيد ، وفي كل الحالات يبقى محافظا على حقوقه وملتزما بواجباته الوطنية ، و يبقى خاضعا للدستور الفرنسي والقوانين النافذة ولا تسعفه مقدساته التجاوز على الدستور والنظام العام لان الدين حالة شخصية خاصة به تتغيير وفق الواقع او الاهواء وكما ينتقل من حزب سياسي الى حزب سياسي آخر.
وما ينطبق على فرنسا ينطبق على جميع الدول الديمقراطية العلمانية في اوروبا وامريكا وفي بلد من العالم الديمقراطي العلماني .


قال احد ائمة باريس بصراحة وبدون لف ودوران ومن على شاشة التلفزيون مباشرة قال:
"نحن المسلمون نكره المسيحيين ونكره اليهود ونكره كل العالم غير المسلم ومع هذا نريدهم الا يكرهوننا واضاف : كل مسلم مؤمن يشكل قنبلة موقوتة "!! وقالها بالانكليزية ( تايم بامب " ) Time bomb

واستنكارا لجريمة [شارلي ايبدو ] المشار اليها اعلاه ، تظاهر الملايين في باريس وغيرها من المدن ضمت رؤساء عشرات الدول والمؤسسات العالمية ، واشترك كثير من المسلمين في هذه المسيرة ! ويمكن ان نقول ان المسلمين العلمانيين كانوا صادقين في استنكارهم للجريمة ولكن لا يمكننا باي حال من الاحوال ان نعتبر مشاركة المؤمنين بالشريعة والثوابت الاسلامية في هذه المسيرة تحت شعار [ كلنا شارلي ] الا كذبا ونفاقا وتقية وخير مثال اشتراك ممثل السعودية راعية الارهاب الديني فيها .

من المسؤول ؟

براي ،لابد ان تقع المسؤولية الاولى والاخيرة على الدولة الفرنسية ،وقد يقول قائل " فوق حقو دقو " واقول هذا لأن الدولة الفرنسية باعتبارها مالك الارض الفرنسية ، وغير الفرنسيين مستأجرون ، ومن حق المؤجر ان يفرض شرطه على المستأجر ، وفي اوروبا ليس فقط يشترط على المسأجر بل الشروط تسري على المالك الاوروبي ، بأن يحافظ على النظافة والهدوء ، فلا يسمح له باستعمال المنبه ولا الشوي بالفحم على الشرفات ولا فتح الراديو والتلفزيون بصوت عال بعد كذا ساعة ووو .

وما اريد قوله ان الفرنسيين لم يشترطوا على القادمين الى فرنسا ، بان الذي يعيش في فرنسا ايا كان دينه ومذهبه وانتماؤه يجب ان يخضع للدستور والقوانين والعرف الفرنسي وبخلافه لا يدخل فرنسا او الموجودين يتركوا فرنسا ان لم تتفق قوانينها مع معتقداتهم او مقدساتهم ! كل دولة لها دستور واحد يخضع له جميع المواطنين والموجودين على ارض تلك الدولة ، لا دساتير متعددة وفق الطلب !! وفي كل دولة يكون دستورها الاسمى بالتطبيق تجاوزا على اي حق آخر بما فيها المقدسات ، ولا يحق لاي فرد ان يمارس اي حق بما فيها المقدسات ان كانت تخالف الدستور ، كأن يطالب برفع الآذان من على المآذن ، كما قال الاستاذ سامي الديب ، عندما منع السويسريين رفع الآذان من على المآذن قال :" يسمح بالصلاة ولكن لا يسمح بالصراخ " او ذبح الضحايا في البيت او الشوارع في الاعياد او المناسبات او اطلاق الطلقات في الافراح او تطهير الاطفال بنين او بنات او تعدد الزوجات أو تزويج الصغيرات او قتل المسلم المرتد وان كان ابنه او قتل ابنته اذا تزوجت غير مسلم او اتخذت لها صديقا وفقا للتقليد الاوروبي او او ....الخ

المسلمون حاملي جنسية البلد الذي يقيمون فيه يعتبرون مواطنون وفق القانون ، يسري عليهم ما يسري على كل مواطني ذلك البلد ، بل ان كل دولة تسري قوانينها على كل من يتواجد على ارضها ولو لمدة ساعات او يمر مرور الكرام ، كأن لا يسمح له بالتدخين في قاعة الترانزيت الا في غرف خاصة لذلك !! فكيف الحال عندما يكون مواطنا بالولادة في ذلك البلد وان دستور وقوانين بلده هي الاسمى بالتطبيق و لايحق لاي فرد ان يتشبث بحقوق الانسان وحرية العبادة اذا كانت تلك الحقوق لا تتفق مع الدستور والقوانين الدولة التي يحل فيها ، ولا يعقل ان كل قادم الى دولة ما يأتي وعاداته وطقوسه معه ويصر على تطبيقها بحجة انها من مقدساته او بحجة حرية الرأي والعقيدة .

هل يعقل ان يأتي اسلامي متزمت وملتزم بالشريعة الاسلامية "السمحاء "الى بلد مسيحي ، ويشرع بقتل المسيحيين لانهم كفارا كما يأمره دينه بذلك
[ اقتل الكفار والمشركين ] وهل يسمح للاسلامي ان يقتل اي مسلم يرتد عن الاسلام في اي بلد اوروبي او حتى عربي ويدعي انه ينفذ امر الله كما وارد في عقيدته !! او يمنع جيرانه او حتى اولاده وبناته من الفطور العلني او شرب الخمر ايام الرمضان بداعي احترام مقدساته صوم رمضان .!!

ومع علم الفرنسيين اكثر من غيرهم بالشريعة الاسلامية وثوابت الدين الاسلامي ، لانهم عاشوا في الجزائر مائة وثلاثون سنة ، وعرفوا انها تتعارض وتتقاطع وتتناقض مع الديمقراطية وحقوق الانسان بالمطلق ومع الدستور الفرنسي العلماني ، ومع علمهم ايضا ان مهمة مئات الجوامع والمدارس الاسلامية المنتشرة في فرنسا هي لتدريس تلك الشريعة الاسلامية والقرآن بكل محتوياته والتأكيد عليها بمعنى تحريض مسلمي فرنسا الاخذ بها وتطبيقها متى تتوفر لهم الفرصة !! بما فيها ايات القتل والاغتصاب واختصرها احد شيوخ الاسلام وقال : " انها خمسين آية فقط لاغير !! يستغلها داعش للقيام بجرائمه تلك "!!.

وهنا يمكن ان نشبه عمل الحكومة الفرنسية كالذي يسمح بزرع المخدرات او او استيرادها وعرضها في الاسواق ثم يمنع استعمالها !!!

اذا لابد لفرنسا ان تمنع زرع المخدرات او استيرادها قبل ان تمنع استعمالها .
وما ينطبق على فرنسا ينطبق على كل الدول الديمقراطية ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فعلا المذنب الاول هو الحكومة الفرنسية
كنعان شـــماس ( 2015 / 3 / 7 - 16:38 )
لكثرة الفاســــدين والمنالفقين والكثير من الجبناء في الحكومة لذلك تراهم يتحملون تعالي وعنصريــة وعدوانيــة الاغراب والمهاجرين واول الغيث لطمة شــــارلي ابــدو . ان الحكام الفاسدين والمنافقين والجبناء يحفــــــرون قبورهم وقبور ابنائهم بايديهم تحية يا استاذ هرمز كوهاري

اخر الافلام

.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي