الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإمام محمد عبدة: مُنظر حركات الإصلاح الديني

حسام كصاي

2015 / 3 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



يعتبر الأمام محمد عبده من أبرز تلاميذ الشيخ الافغاني, الذي تتلمذ على يديه وتلقى العلوم والافكار والمعرفة, فأصبح خليفته بامتياز, والذي انصب فكره على قضيتين بارزتين: الأولى تحرير الفكر من قيد التقليد والاتباع وفهم الدين على طريقة سلف الأمة, والقضية الثاني إصلاح أساليب اللغة العربية.
هناك من يعتقد إنْ الشيخ محمد عبده كان مهتماً بالإصلاح الاخلاقي والاجتماعي والتعليمي أكثر من اهتمامة بالإصلاح السياسي في معناه الإصطلاحي, ورغم إنه طرق بعض الأغراض الدينية _ السياسية طرقاً عابراً في الأغلب, إلا إنه عبر عن آراءه بالجرأة في معارضة الفكر السائد في عصره, وابرز هذه الآراء هو ما يتعلق بمدينة الحكم في الإسلام خلافاً لما شاع إن الخليفة أو الإمام "ظل الله في أرضه" وإنه يحكم بتفويض إلهي فهو يرى إنه ليس في الإسلام سلطة دينية (تفويض إلهي) سوى سلطة الموعظة الحسنة والدعوة إلى الخير والنفير عن الشر, وهي سلطة خولها الله (عز وجل) لأدنى المسلمين يقرع بها أعلاهم, كما خولها لأعلاهم يتناول بها أدناهم أي إن الإسلام لم يعرف السلطة الدينية في مجال العقيدة فقلب السلطة الدينية والإتيان عليها من أساسها هو أصل من أصول الإسلام, وقد هدم الإسلام تلك السلطة ومحا أثرها, ولم يدع لأحد بعد الله ورسولة سلطاناً على عقيدةأحد ولا ولا سيطرة على إيمانه, ولكل مسلم أن يفهم عن الله كتاب الله, وعن رسوله من كلام رسوله بدون توسط أحد من سلف ولا خلف, وليس في الإسلام ما يسمى عند قوم بالسلطة الدينية بوجه من الوجوه" بمعنى إن عبدة نفى وجود سلطة دينية في الإسلام وأقر الطبيعة المدنية للسلطة السياسية كما إنه تناول موضوع الخلافة في الإسلام وتحدث عن تجريد الخليفة من القداسة والعصمة فيقول: "الخليفة عند المسلمين ليس بالمعصوم ولا هو مهبط الوحي ولا من حقه الاستئثار بتفسير الكتاب والسنة" , وهو هنا قد لا يكون رجل أو شيخ للإسلام السياسي, لكنه أضاف للحركات الإسلامية بصمة ووضع لها مميزات وشروط من أجل الإصلاح إذا كانت راغبة في التجديد والتحديث.
وما يمكن قوله بحق محمد عبدة _ على لسان الباحث عبد المعاطي محمد أحمد _ إنه لم يكن رجل حركة سياسية, ورغم إيمانه بفكرة الديمقراطية واشتراكة في الثورة العرابية, فقد نشأته وشخصيته وتعليمه يؤهلة لئن يكون مفكراً أكثر من أن يكون رجل حركة سياسية ورغم كل ما ما قيل أو يُقال عن الإمام فقد عنيت الإصلاحية الدينية في القرن التاسع عشر عناية كبيرة بمسألة الإصلاح الديني وقد وعت مطلب مركزية الإصلاح الديني في مشروع النهضة خاصة في نصوص الإمام محمد عبده, فأصبح نقطة تحول في مسار النهضة العربية والإصلاح الديني الذي يُحتذى به كبناء تاريخي لأية مشروع عربي اسلامي قادم.
بل وكان الإمام محمد عبدة واحد من مشايخ الإصلاح والنهضة العربية الإسلامية, وأبرز رموز الإسلام السياسي المنهجي الذي من الضرورة البالغة أن تنتهل من فكره الحركات الإسلامية ما يُرمْم عقيدتها السياسية وتصحيح برامجها الفكرية ذلك لخدمة العامة وصلاح البلاد من أجل نفع العباد, كونه يُمثل مدرسة نهضوية إصلاحية شكلت مرتكز الثورات التجديدية في واقعنا المعاصر والمُحاصر!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال