الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبنتي ليست قنبلة موقوتة ..!!بمناسبة 8 أذار

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 3 / 7
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


إبنتي ليست قنبلة موقوتة ..!!بمناسبة 8 أذار
رن جرس التلفون في البيت ، فردّت شريكة العمر ، وأجرت مكالمة تخللتها الضحكات ، ثم نادتني لأُكلم أحد أصدقاء العمر . كان يدعونا لحضور خطبة إبنته ظهر يوم السبت ..!! تبادلنا كلمات الترحاب والتهنئة من طرفي، له ولعائلته ووعدتُ بالحضور طبعا ، فهذه الصغيرة بمثابة إبنة أخي ..
وبعد أن أغلقتُ الهاتف ووضعتُ السماعة ، أخبرتني شريكة الحياة عن سبب ضحكهما .. فقد علقّت زوجتي على الخطبة قائلة : " كل البنات يخطبن ، ما عدا بناتي .." قالتها على سبيل التندّر والفُكاهة .
أجابها صديقي :" أه ، فزوجك يرفض الحديث عن الزواج ،حتى يُكملنَ تعليمهن "..!! ضحكا من إصراري ، على وضع التعليم والشهادة الأكاديمية على رأس سُلّم الأولويات ، فالبنتُ مآلها بيت زوجها ولو طال الزمان وبَعُدت الأيام ..!!
أفهم وأتفهم رغبة زوجتي ورغبة كل الأباء والأُمهات في رؤية بناتهن متزوجات وسعيدات ،لكن ..... وهذه لكن كبييييييييييرة جدا ،هُنا ...
هل تحقيق الذات الأُنثوي ، يختلف عن تحقيق الذات الذكري ؟ وهل الزواج هو الذي يُعطي للحياة معنى وقيمة ؟؟!!
لا شك بأن الثقافة الذكورية السائدة في كل المجتمعات البشرية ، لكن ،بِنِسب متفاوتة ، ما زالت هذه الثقافة تنظر إلى الأُنثى على أنها أقل من الذكر في كافة مناحي النشاط الجسدي والذهني ، وكل ذلك بالرغم من أن الوظائف التي تؤديها الأُنثى في الحياة اليومية تتطلب قوة جسدية أكبر مما تتطلبه الوظائف الجسدية التي يؤديها الذكر، وكذلك الأمر بالنسبة للنشاط الذهني في بعض الأحيان .
لكن ثقافتنا العربية لها "خصوصية " و"ميزة " ، فأبناء هذه الثقافة ذكورا وإناثا ينظرون بحب ، بخوف وبإزدراء للأُنثى . فهي الأُم ، البنت ، الأخت ، الزوجة المحبوبة والمعشوقة من طرف ، وهي حاملة لواء شرف العائلة بين فخذيها من طرف ثانٍ ، لذا يخاف منها ويزدريها لأنها تملك غريزة جنسية ورغبة في ممارسة الجنس .
لقد حاول الذكر إبن الثقافة العربية وبكل الوسائل ،وفي محاولة لمنع وقوع المحظور من الأُنثى ، فحبسها في البيت ، وأسدل عليها سترا . حارب غريزتها عبر الختان الفيزيولوجي لمناطق الإثارة الحسية الجنسية ( تشويه العضو الجنسي الأُنثوي ) ، أو عبر الختان المعنوي ، بالتزويج المبكر وتمجيد الأنثى التي تؤدي دور الزوجة المخلصة والمطيعة ، دورالأم وربة البيت التي "تُنشيءُ الأجيال" القادمة من الرجال . وقد كان "النجاح" حليف الذكر العربي ،إلى هذه اللحظة .
فقد أقنع هذا الذكرُ الأُنثى ، بأن الهدف الأسمى لها والدور المنوط بها ، هو تربّعها على عرش مملكتها ، المطبخ ...!! لكننا جميعا نعلم بأن المطبخ ، ومهما "نَفَخْنا " فيه من تمجيد ، لن يتحول لا إلى مملكة ولا إلى غرفة زينة حتى ..!! سيبقى مطبخا ، لا يُريد الرجل دخوله بتاتا ، لذا أعلنه مملكة خاصة للأُنثى ، وضحك بهذه التسمية من الأُنثى ومن سذاجتها ... فهي ملكة على الطناجر والصحون ، على الفرن وموقد الغاز ... فيا لِحظِّها الكبير ..!!
وبما أنها وُلدت ملكة ، فما حاجتها للعلم والتعليم ؟؟
الخوف من "إنفجار " هذه "القنبلة الموقوتة " في بيت أبيها ، وما يُمكن أن يتسبب به هذا الإنفجار من فضيحة وعار ، هو ما يدفع الأباء والأُمهات بتزويج بناتهم قبل أن يُنهين دراستهن ..
ومن بين هؤلاء الأباء كثير من الرجال " الثوريين " ، كصديق طفولتي وغيره كُثر ..!!
حينما يتحدثون "نظريا " عن حقوق المرأة ومُساواتها ، فإنهم يُبدعون ، لكن إذا جدّ الجد ، تراهم ينقلبون على أعقابهم .
فمعايير العيب والعار ،عندهم هي نفس معايير الثقافة المُتخلفة ...!
فالثامن من أذار هو يوم "المتملقين " و"المُنافقين " .... الذين يتعاملون مع بناتهم كقنابل موقوتة يخشون إنفجارها .
فأما لدى المؤمن بالمُساواة ، فكل يوم عنده 8 أذار ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التعميم مشكلة المشاكل
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 3 / 7 - 17:24 )
الاستاذ محاجنة بعد التحية
التعميم مشكلة المشاكل
فليس الكل يقوم بختن بناته هذه اولا
واغلب الاباء يفضلون ان تكمل بناتهم تعليمهم وهذه ثانيا
فمن كن بناته سالكات في الدراسة وينجحن بدون اخفاق فلن يفكر في تزويجهن الا بعد اكمال دراستهن وان حصل وتقدم لها شاب مناسب يشترط عليه اكمال تعليمها وخاصة في زماننا الحالي كون دخل الزوج وحده لايكفي وكثر تزوجن واكملن دراستهم وبتشجيع من الزوج لان المرأة المتعلمة افضل في تنشئة جيل واعي غير عملهن وما يدر من دخل اضافي للاسرة
اما اذا كن بناته متخلفات في الدراسة وكل صف بسنتين ما السبيل الا لتزويجها
المرأة الغربيه رغم انها متحررة ولكنها ايض عندما تتزوج لاتفارق المطبخ وتهتم بالنظافة الى اخره


2 - عيد المرأة هو عيد كل انسان يرنو الى عالم افضل
بشارة ( 2015 / 3 / 8 - 01:56 )
فكل سنة وانت سالم عزيزي قاسم - وانا فخور بك وبما كتبت خاصة وانك بلدياتي

انا من مناصري المرأة (فيمنست) لكن هذا لا يعني اني مع متطرفي الفيمنزم لانهم ((اجو تيكحلوها قامو عموها)) ولي خبرات منفرة معهم (بينهم ايضا بعض الذكور) وهم ليسو باحسن من غلاة الذكورية

لكن الوضع باعتقادي اخذ في التحسن على الاقل في مجتمعنا الضيق (مشهورين بالمثلث تقدمية اهل عارة في هذا المجال)
واحسنت بوصفك الذكورية انها عربية وهي الشيء الوحيد الغير طائفي عند الناطقين بالضاد ههههه

البارحة كنت بزيارة صديق عربي عنده ولد 4 او 5 سنين وطفلة لم تبلغ الـ 3 ,غاية في الطعامة وهي داءما ((تاكل علقات من العـ... اخوها)) البارحة بالذات ولاول مرة ردتله الصاع صاعين .وقضينا سهرتنا ضحك على -منى- التي بدأت بالمطالبة بالمساواة بمعط الشعر...وكانها عارفة اننا في غداة عيد المراة
وكل عام والمَعِط قايم قاعد


3 - العزيز قاسم حسن محاجنة
نضال الربضي ( 2015 / 3 / 8 - 08:51 )
بونجورك يا صديقي!

كل عام و أنت و بيتك بخير، و يسعدني النموذج الذي تحيا بموجبه و تربي بناتك عليه، أنت منسجم في سلوكك مع مخزونك المعرفي مما يعني أن برمجتك العقلية صحية و صائبة، كيف هاي؟ مش بس انت اللي بتحلل حبيب! LOL

فتح مدارس في القرى و جامعات فيها أو على أطرافها من شأنه أن يزرع وعيا ً تلقائيا ً عن دور المرأة من خلال إظهار -مقدرتها- التي يصقلها و يُصعدها إلى الواجهة التعليم، و من شأن ذلك أيضا ً أن يجعل من مجتمعاتنا أقل انغلاقا ً و أكثر علما ً و هي وصفة للنجاح.

أتمنى لبناتك الحب، مع شركاء يخترنهم بأنفسهن بقوة العقل و القلب معاً، في الوقت الذي يخترنه، و كما يخترنه، فلا أجمل من الحب، و أسأل لك في الوقت المناسب حفيدة ً أو حفيدا ً يعملوها بحضنك و بقلك من هلا بتستاهل LOL

كل الحب و التقدير لك و للأستاذ عبد الحكيم عثمان و للأستاذ بشارة!


4 - هم البنات للممات
امال طعمه ( 2015 / 3 / 8 - 10:43 )
كل عام وبناتك وزوجتك بخير
مؤشرات النجاح بالنسبة للبنت هي ايجاد عريس مقرش وباقصر فترة ممكنة ههههه
اليس كذلك؟
احييك على قدرتك على زرع القيم والافكار التي تؤمن بها في ظل تلك القيود التي يفرضها مجتمعاتنا
وانشالله تصير جد قريبا
بس مش زي امنيات السيد نضال...
تحياتي..


5 - العزيز أنيس عموري من الفيسبوك
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 8 - 11:09 )
تحياتي وتقديري
وشكرا لك على الإضافة
ومن المؤكد بأن الردة التي حصلت في الموقف من المرأة (بعد أن كانت فترة ليبرالية نسبيا ) لها أسباب ذاتية وموضوعية .
كل المجتمعات سارت الى الأمام ، إلا العرب فقد ساروا الى الخلف .
مودتي


6 - العزيزة Mijd Alnaeme ·
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 8 - 11:11 )
تحياتي وشكري على الإطراء
احترت في قراءة اسمك ،هل هو مجد ؟
على كل حال لك خالص مودتي


7 - العزيز خير الدين
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 8 - 11:13 )
تحياتي وامنياتي
شكرا على الأمنيات


8 - الزميل عبد الحكيم
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 8 - 11:15 )
شكرا جزيلا
وانا سعيد بأنك ترى في التعليم هدفا وحقا للفتاة .
لكن يا عزيزي في الغرب هناك شراكة حتى في المطبخ .
خالص مودتي


9 - العزيز بشارة سلامات
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 8 - 11:18 )
اعتذر عن تأخري في الرد فقد كنتُ في الخطبة ..!!
شكرا لك على الكلمات الرقيقة
وقد تطورت المنطقة كثيرا ، لما تزور البلاد تفضل زورنا .
وقد زارني أخو صديقك عمر محاجنة وأوصلت سلامك .
تحياتي


10 - العزيز الغالي نضال
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 8 - 11:21 )
يمسيك بالخير ..
يا صديقي أنت -غواص ماهر - في اعماق النفس البشرية ومقالاتك التحليلية يُشار لها بالبنان .
وبعدين يا صديقي إبني مضرب عن الزواج ، كما بلغني بذلك يوم الجمعة !!
والبنات بخططن يستمرين بالتعليم .
وانا بدي حفيد ..
وهات حلها عاد ..
خالص حبي ومودتي


11 - الزمبلة العزيزة والغالية أمال
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 8 - 11:24 )
تحياتي ومودتي
واهلا بعد هالغيبة
ومش مشكلة شو يعمل الحفيد بحضني ، بس ييجي هو !!
شكرا عزبزتي للكلمات اللطيفة والأمنيات
نورتينا


12 - وحياتك انا اشارك زوجتي في كل شيئ
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 3 / 8 - 12:34 )
الزميل العزيز محاجنة
الغرب مجتمع مادي يشارك الزوج والزوجه وحتى الاولاد في ميزانية البيت فلزم على الزوج المشاركة لزوجته حتى في المطبخ
انا عن نفسي اشارك زوجتي في كل شيئ حتى اطبخ طبخ افضل من طبخها واعد الفطور لنفسي واحينا اعد وجبات الغداء والعشاء وكذالك اخي وكثير ولااستبعد ان تكون انت كذالك هناك مجتمع فلاحي عند العرب وهنا الزوج لايشارك زوجته في كل شيئ بس بالامرة التأمر وهناك مجتمع مدني اقصد عربي
يشارك الزوج زوجته في كل شيئ
فعالمنا العربي تغير وخاصة المدن يعني اهل المدينة وخاصة ازواج العاملات ليس العمالات بل بمعنى الللواتي يعمل خارج البيت
وكلامك اقصد مقالك ينطبق على شريحة الريفين من العرب وشريحة البدو ولك التحية


13 - العصر الحجري
حبيب ( 2015 / 3 / 8 - 19:39 )
تحية
يا اخ قاسم أرجو أن تذهب زيارة تفقدية للكليات والجامعات سواء في بلدك او في بلدان عربية اخرى, وتفسر لي كيف أن غالبية الدارسين فيها هم من الاناث؟ وانت تقول أنها تحرم من التعليم بسبب الزواج مبكر؟!
اما عن الزواج المبكر وأقصد به بين 18 و25, فاعتقد انك تجاهلت ايجابياته في عصرنا المنفتح على التكنولوجيا الميسرة . فالفتاه بالغة جنسيا وناضجة نفسيا وفي ظل سهولة اصطياد الاناث والصغيرات منهن خاصة كعشيقات لنزوات الشباب الطائش. فأرى أن تزويج الفتاة هو احد الموانع من انتشار الرذيلة في مجتمعنا, وحبذا لو كانت الامكانيات تسمح للشباب بالزواج المبكر ايضا حتى تكمل الصورة.
واخيرا لماذا لا نسأل النساء انفسهن عن تحقيق الذات الانثوي من وجهة نظرها هي لا من وجهة نظرنا كذكور؟
وبارك الله فيك

اخر الافلام

.. ذكرى المؤامرة الدولية... المطالبات بالإفراج عن القائد أوجلان


.. -القائد أوجلان يُعتبر رمزاً للحرية والمقاومة-




.. الناشطة الحقوقية والنسوية ضحى قلال


.. الناشطة ناجية العجمي




.. رئيسة منظمة مساواة دليلة محفوظ