الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسلمة العلوم

عبد العزيز الخاطر

2005 / 9 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أسلمة العلوم والتفسير العلمي للقران
بين الواقع والمرتجى

ثمه إشكالية غير واعية نريد منها الإثبات أو لتأكيد ولكنها في حقيقتها تفيد النفي نبحث من خلالها لإثبات الأسبقية ولكنها من خلال الفهم العميق تنزع عنها هذه الأسبقية والمرجعية لقد طالما انشغل علماؤنا ومفكرينا بقضية إثبات أن الدين الإسلامي دين علم وهو بلاشك كذلك ولكن ازداد هذا التيار عندما تفتحت الحضارة الغربية على مسالك ومواطن العلم الحقيقي في العصر الحديث فما كان من أصحاب هذا التيار إلا اعتماد ما يسمى بالتفسير العلمي للقران كمنهج لـه رواده ومريدوه وأخذنا نبحث في كل مصطلح يأتي من هناك لنجد لــه مقابل وأسبقية في ديننا ( انظر هنا الى ردود الأفعال ) فكلما ظهر سبق علمي لدى الغرب في أي مجال أخذنا نبحث وشمرنا ساعد الجد لنثبت أننا نحن السابقون إليه تراثياً حتى المصطلحات الاجتماعية والطبية فالديمقراطية هي الشورى والأنفلونزا هي ( انف العنزة ) التي عرفها المسلمون مثلاُ وغير ذلك من الكثير والكثير فنحن في حالة لهاث وسباق مع خصم يمتلك القدرة العملية العقلية وهو في حالة اطمئنان تام بما يعمل وينتج وبيننا وبين كتب تراثنا ننفض عنها الغبار يومياً على أمل أن لا تنضب وتتركنا مكشوفى الرأس عراة الأبدان نعاني من الإحراج والشك حتى في أنفسنا وليس فقط في منهجنا وتاريخنا . هذا المنهج الانفعالي والذى لا يتفق مع منجزاتنا الحضارية في هذا العصر يجعلنا في موضع اللوم والإدانة وإن كان المقصود منه غير ذلك . فأصحابه يريدون أن يسجلوا الأسبقية العلمية للإسلام في ظل عجز المسلمين الحالي عن طريق إحالة الأمر الى الماضي ولكن لهذا المنهج وجهان سلبيان يجب التنبيه إليهما وهما :-
الوجه الأول :- الردود على المنجزات العلمية الغربية بإحالة الأسبقية إلينا كعرب ومسلمون يجعل من هذه الحضارة الغربية هي المرجعية لأنها هي التي تفرض نفسها مادياً ومعنوياً وتظهر محاولات الرواد تلك التي لا أثر لها اليوم إلا من خلال قراءة التراث وكأنها إثبات وتأكيد لمرجعية الغرب وتجعل من محاولاتنا مجرد ردود أفعال .
الوجه الثاني :- تحيل مثل هذه المحاولات الأمة الى الكسل ولا تشجع على العمل فبدلاً من المشاركة الحقيقية في صنع العلم نعمل على أسلمة العلوم وبدلاً من صنع الحضارة نعمل على أسلمتها فالمطلوب المشاركة الفعالة من جانب المسلمين في صنع الحضارة المادية اليوم في جميع المجالات فمحاولات ما يسمى بأسلمة العلوم اليوم أشبه بالخروج عن تيار الحضارة وأشبه بالهامش بدل الأصل الذى يجب أن يعتمد والمنهج الذى يجب أن يطبق من أجل رقي المسلمين ضمن الدائرة الإنسانية فالعلم ليس لـه وطن ولا جنسية وصناعته تتطلب المشاركة في إنتاجه أولاً . ونسب الأبحاث العالمية لمعظم دول العالم من إنتاجياتها القومية تظهر قوة كل دولة ومدى حصانتها لذلك فالإيطالي مثلاُ لا يحتاج الى " طلينة العلوم " ولا الألماني الى " ألمنة العلوم " فهذا تراث إنساني جميعهم مشاركون فيه . في حين ندعو نحن الى منهجية أخرى لا علاقة لها بالإنتاج والعلم والعمل فنعمل على ما يسمى بأسلمة العلوم ثم نصطدم بعد ذلك بأننا أدخلنا أنفسنا في دائرة لا تكتمل حتى ننزع منها جميع القيود الدينية والاجتماعية مع صعوبة ذلك لأنها فكر بيئة أخرى لم تدين العلم ( أي تجعل منه ديناً ) ولم تقصره على فئة دون أخرى أو شعب دون آخر أنها إشكالية الخصوصية التي تذرعنا بها طويلاً وإذا بها تخرجنا من دائرة التنافس والفوز في حين أنه لا يمكن التذرع بالخصوصية مهما كان شكلها أو لونها إذا كان الاختيار بين التقدم والتأخر أو بين الرقى والانحطاط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحن بحاجة الي إعادة صياغة لبعض القضايا
دكتور السيد الويشي ( 2011 / 4 / 2 - 18:06 )
أرجو مراسلتي علي الايميل المذكور أعلاه لنشر عدة مقالات عن ظاهرة الاستشراق
والمناهج الدراسية
دراسة نقدية للتاريخ

اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa