الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة أم الإنسان

ابراهيم السحاري

2015 / 3 / 10
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في خضم مجتمع عربي ذكوري لا يضع المرأة في نفس مكانة الرجل و يقللّ من شئنها ويعتبرها ناقصة دينا و عقلا و يفرض عليها ما لا ترغب فيه و هو في النهاية يعكس واقعنا المتردّي و درجة الوعي المنحطّة التي تروّجها فئات التقديس و التدنيس و رغم بعض الإنجازات التي حققتها المرأة في بعض الأقطار العربيّة إلا أنها لا زالت تعاني خاصّة في الشرق العربيّ حيث أنّ المجتمعات الإقطاعيّة المتخلّفة بهته الأقطار لا تعترف بكيان مستقلّ اسمه المرأة بل تعتبرها مكمّلا للرجل و هنا نفسّر هذا بتراكمات الإقطاع من علاقات انتاج قديمة وعلاقات تواصل متخلّفة تطغى في هته الأوساط و طبيعة الأنظمة السياسيّة الحاكمة خاصة ملوك الخليج الذين يحكمون "بالشرائع" و يمارسون طغيانهم باسم الإله فيمنعون المرأة من سياقة السيّارة أو التجوّل و السفر لوحدها و غيره من مظاهر الإضطهاد و هكذا يبنى نسيج اجتماعي قائم على مثل هذه العلاقات و تتراكم شيئا فشئيا حتّى تصبح من العادات و الأعراف . اذن هل الأنثى امرأة أم انسان ؟
انّ هذا السؤال البديهيّ أجابت عنه المرأة منذ الأزل عبر اثرائها للزاد الأممي ثقافيّا , علميّا , فنيّا و فلسفيّا فالمرأة أكدت انسانيتها و وجودها كانت حاضرة في كلّ المجالات و كانت عقلا مدبّرا منافسا للرجل و لا تصحّ المقارنة بينهما لكونهما متساويان في الحقوق و الواجبات فمن الواضح أن جهل أو تجاهل التحالف الطبقي الرجعي للتاريخ الإنساني أسّس لسياسات ممنهجة لتغييب المرأة وتمييز الرجل عنها و اضطهادها. و هنا لا بدّ أن نذكّر أعداء الوطن و الشعب بتاريخ المرأة الذي يقول عنها كارل ماركس : إذا أردت أن تعرف مدى تقدّم مجتمع ما فانظر إلى وضع المرأة . فهي أساسا نصف المجتمع و النصف الآخر تربّيه هي و رغم محاولات تدنيس معدن المرأة و تصويرها على أنها متاع و بضاعة ليس لها رأي و لا موقف , لا تاريخ ولا نضال بمعنى أنها في تبعيّة للرجل . وبقينا جميعا على أمل أن تستيقظ "أروى القيروانية" أخرى لتبني لنا أكثر من "قصة.." وأكثر من تاريخ . و لعلّ تاريخنا العربيّ زاخر بنساء مناضلات في كلّ المعارك الجوهريّة لجماهير شعبنا سواء في حركات التحرير الوطني كجميلة بوحريد و مجيدة بوليلة و ليلى خالد و سناء محيدلي .. أو حتّى في محطات تاريخيّة أخرى من كليوباترا إلى علّيسة إلى عزيزة عثمانة إلى شريفة المسعدي كلّ هذا الإرث الإنساني بالطبع لن يزيد المرأة إلا عزما على مواصلة النضال من أجل مجتمع متساوي الجنسين .. و ربطا هذا بنضالات المرأة في العالم اليوم و ما قامت به نساء كوباني بقوّة السلاح لطرد ارهابيّي الدوائر الإمبرياليّة(داعش) إنما هو تواصل و امتداد لنضالات المرأة .
عاشت المرأة
"خزان الثورة"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
عماد ضو ( 2015 / 3 / 27 - 15:10 )
بالتوفيق

اخر الافلام

.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير


.. العربية ويكند | استطلاع أميركي: الرجال أكثر سعادة بوظائفهم م




.. عضو نقابة الصحفيين أميرة محمد


.. توقيف سنية الدهماني يوحد صوت المحامينات في البلاد




.. فتحية السعيدي ناشطة نسوية وأخصائية في علم الاجتماع