الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنت مش عنصري

عطا مناع

2015 / 3 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بقلم – عطا مناع

لا بأس من اللعب بالنار، لان من الضروري أن تعلق الجرس وتصفع بالكلمة كل من يحاول إذكاء العنصرية لغاية في نفس يعقوب لا أكثر.

اربأ بنفسك أن تنساق أو تتورط في هكذا خطاب، ولا تتقوقع على ذاتك كما السلحفاء، لا تضع رأسك في الرمل وتسلم أقدارك للذين يعتقدون أنهم يمثلون الله على الأرض، هؤلاء الأدعياء هم السبب والنتيجة، وهم المشكلة ولن يكونوا الحل.

ارفض أن تبتلعك أبجديتهم وتقبل أن تكون قابلاً للقسمة وتنساق إلى مذبح الثقافة المريضة التي تتخذ من المصالح الوسخة متراساً لعلية القوم ومن يعتبر انه خليفة الله على الأرض.

تأكد أن الدين لله وفلسطين للجميع، وفلسطين اكبر منهم ومن إسقاطاتهم التي باتت مكشوفة، وحذاري أن يضعوا رأسك على المقصلة وترضخ لتصنيفاتهم الغير بريئة لأنك فلسطيني وهذا يكفي.

قاتل من اجل فلسطينيتك، لست مسئولاً عن كونك مسيحياً أو مسلماً، ولم تختر أن تكون لاجئاً أو قروياً أو غير ذلك من السميات التي جاء بها من اعتبر نفسه فنيقاً يحمل لك أسباب الخلاص.

يا رفيقي لقد انتصر الاقتصاد على الفكر، تطحننا يوماً عجلة الاقتصاد الديني والكمبرادور والقافزون في الهواء، يعملون ليل نهار لتتنكر لحجارة الوادي الكبيرة وهم قاب قوسين أو أدنى من النجاح في شطب ذاكرتك التي كانت ولا زالت كل ما تملك من رحله الآلام والتيه.

هؤلاء يا رفيقي يدفعوا بك للتقوقع، وهؤلاء يا رفيقي ينظرون أليك كما الدجاجة التي تبيض لهم الدولار أو التي تساق للذبح، العنصرية يا رفيقي شعار يجذب السذج يمارسه رجال الدين والساسة وجماعة التطبيع، والعنصرية يا رفيقي جبل من ذهب وتجاره رابحه وهؤلاء بصرف النظر عن لونهم ودينهم باتوا يعرفوا من أين يأكلوا كتفك.

يا رفيقي: كم انتظرنا أن يظهر الدخان الأبيض الذي يعبر عن الصورة المتكاملة لبلدنا، دخان يورث للأجيال القادمة صوره مشرقه، صوره فلسطينيه بامتياز تستحضر المطران كبوتشي والمقاوم السوري الذي قضى على تراب فلسطين الشيخ عز الدين القسام، دخان ابيض يحكي للأجيال قصص لرجال نذروا أنفسهم للقضية الوطنية بعيداً عن ضيق الأفق الديني والطبقي فكانوا لنا منارة نشتاق إليهم في لحظات كهذه.

دخاننا الأبيض بعيد المنال في ظل التحالف الغير مقدس للخليط الديني والرأس مال السياسي والكمبرادور، لذلك لن ترى في ظل العتمة وديع حداد وجورج حبش ودلال المغربي وغسان كنفاني والمطران كبوتشي، وستمنعك العتمة التي تغذيها بنفسك من رؤية قارع أجراس كنيسة المهد ولا عبد القادر الحسيني وكوكبه لا تحصى من الشهداء والأسرى الذي شكلوا نهج إيثاري يعمل التحالف الغير مقدس على طمسه بإحلال العنصرية والطائفية مكانه.

لوضع النقطة على الحرف: لا احترم رجل الدين الذي يغذي العنصرية سواء كان هذا الرجل شيخاً أم قساً ، ولا استوعب أن تطأطئ قوى اليسار رأسها أمام الجريمة التي ترتكب بحق شعبنا وهنا اخص الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب تلك الفصائل التي خضعت للفرز الغبي لعناصرها والذي يقول هذا رفيق مسلم وهذا رفيق مسيحي.

لقد قررت فصائل اليسار الفلسطيني أن تضع رأسها في الرمل نتيجة عجزها في مواجهة الواقع الاسلوي الذي رسخ لثقافة البلدية والعشائرية واستقواء رأس المال المدعوم من بعض رجالات السلطة المستفيدين منه لتدخل البلد في دوامه لا تنتهي من الهبوط الفكري والقيمي وهذا ما يثلج صدور أعداء شعبنا.

يا رفيقي: خلاصة الكلام في فمي ما هو أكثر من الماء، وفي ذهني أوراق مبعثره أحاول استحضارها، أوراق تعكس الفعل الفلسطيني الحقيقي المعمد بالدم والآلام وعذاب السجون، أوراق كتبت بحروف من كرامه بعيده كل البعد عن القيم الغبية التي تستغل الشرائح الطيبة من أبناء هذا الشعب لصالح رأس المال ومفاتيح الجنة وصكوك الغفران التي ألقت بها الشعوب المتحضرة خلف ظهرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah