الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بسّام درويش: من منكم بلا خطيئة!!؟؟

نبيل فياض

2005 / 9 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


غريب وتافه هذا الهجوم المتواصل التكفيري على شخص الأستاذ الصديق بسّام درويش، صاحب الموقع الشهير: الناقد!! وبؤرة هذه الحملة الصليبيّة الأغبى أن بسّام مسيحي " تجرّأ " وانتقد الإسلام...!!! بل إن هنالك من زاود على الباقين فزعم أن بسّام ينطلق من عقد طائفيّة متأصّلة فيه بسبب حقده " الدفين " على الإسلام. لكن الحقيقة غير ذلك تماماً. وحتى لا يقال إننا – أقصد بسّام والغالية وفاء سلطان وأنا – مجرّد جوقة كفّار همها الأوحد الإساءة إلى الإسلام، أستطيع التأكيد أن علاقتي ببسّام متوقفة بسبب تباين سياسي في وجهات النظر، طلبت منه بعده سحب مقالاتي من " الناقد " حيث أسست لموقع بسيط خاص بي أسماه أحد أصدقائي: إضاءات. مع ذلك، فكلّ أنواع الخلاف بين الأصدقاء لا يمكن أن تفسد للود قضيّة، وسأظل أعتبر نفسي، شاء بسام أم أبى، صديقاً حميماً لهذا الرجل، الذي وقف بجانبي في أصعب أيامي، وملعون من يشرب من بئر ويرمي فيها حجراً. بالمناسبة، فقد كشفت مسألة " سليمان حيدرة "، وتواطؤ مواقع " انترنت " فيها، أن أصابع الآخرين تلعب الدور الرئيس في هذه اللاتفاهمات التي تجتاح اليوم صفوف المعارضة السوريّة. من جهتي، فأنا أرفض أن أقول أو أكتب غير كلّ خير بحق هذا الرجل.
أعود الآن إلى من يتهم الأستاذ بسّام بالطائفية الحاقدة؛ فأقول:
1- بسّام درويش، من معرفتي به كإنسان ومثقف، شخص علماني بالمطلق، لا علاقة له بأي شكل للطائفيّة، لكن " صدف " أنه مسيحي: والأمر لا ينقص شيئاً من قيمته البحثيّة؛
2- بسّام درويش لا يكتب من فراغ، بل من معرفة عميقة للغاية بالدين الإسلامي؛ وفي اعتقادي أن بسّام درويش أعمق معرفة بالإسلام من كثير ممن يُسوّق لهم حاليّاً هنا وهناك كعلماء إسلاميين؛
3- إن أهمية ما يكتبه المرء أو لا أهميته مسألة موضوعيّة لا ذاتيّة؛ ومن دراستي الاستشراقيّة غير البسيطة أستطيع القول بكل ثقة، إن المستشرقين من اليهود أولاً والمسيحيين ثانياً أفضل من فهم الإسلام وكتب عنه. ولا أستطيع بالتالي أن أشطب بحوث قمم مثل لويس وشباير وهوروفيتس وبروكلمان وماسينيون وغايغر وغيرهم لأنهم من غير المسلمين؛
4- بالمقابل، فالإسلاميون يسمحون لأنفسهم بمقاربة كل من هو آخر بالطريقة التي تعجبهم؛ ورغم أن مقاربات المسلمين للآخرين لا تخرج عن دائرة التفاهة [ إقرأوا مثلاً الهراء الذي يعلمه البوطي في كليّة الدجل المقدّس المسماة بكليّة الشريعة في جامعة دمشق ] فإن أحداً لا يعترض على ذلك، فقافلة العلم والحضارة لن يوقفها صوت هذا أو ذاك.
المعركة الآن مفتوحة على كلّ علماني؛ وحين نتلهى بمؤامرة من أصحاب الحرب ببعضنا، لن يستفيد من ذلك غير الأصوليّة.
بسّام درويش رجل مخلص لمبادئه في زمن العهر الثقافي: هذا كل شيء. وسواء فرقتنا السياسة أم لم تفرّقنا، يظل احترامنا لهذا الإنسان أكبر من كلّ علامات الاستفهام.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن خلال حفل -شهر التراث اليهودي-: الحرب على غزة ليست -إبا


.. -الجمهورية الإسلامية في #إيران فرضت نفسها في الميدان وانتصرت




.. 232-Al-Baqarah


.. 233-Al-Baqarah




.. 235-Al-Baqarah