الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أسرع من نكاح أم خارجة
محمد ابداح
2015 / 3 / 12العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أسرع من نكاح أم خارجة
يروي تاريخ الجاهلية العربية ، أنه كان امرأة بمكة تُدعى أم خارجة ، وكان يأتي إلى باب خيمتها الرجال الراغبون بالزواج ، فيقول لها أحدهم (خِطبٌ) فإن وافقت تجيبه (نِكحٌ)، فيعقد الزواج فوراً، ، فبات نكاح أم خارجة مضرب المثل، في سرعة إنجاز الأمور، وهذا بالمناسبة هو نفس آلية عقد الزواج الشرعي في الإسلام فيكفي الإيجاب والقبول لانعقاد الزواج، ولكن أضيف له التوثيق والشهود، وربما يسري الأمر على النكاح الفكري بين التيارات النخبوية المتناقضة، والذي يتم بلمح البصر، وقد يكون هذا الزواج الفكري كزواج المتعة عند المذهب الشيعي .
يقع الكثير من الكتاب والمؤرخين تحت الفقر العلمي الدقيق ، وهم يؤرخون الحقائق وينقلونها تحت تأثير العاطفة الدينية أو ربما المصالح الشخصية، وكرد فعل عكسي غير دقيق التصوّر، حول مايدور حولهم من جرائم دموية باسم الدين، فتراهم يلتقمون المعلومات على طريقة ( copy paste ) ، ومن هؤلاء الكتاب من يقع في مستنقع التطرف الفكري، ومنهم الكاتب الراحل إسامة أنور عكاشة ، حيث ساق ما قدمته القريحة المتطرفة لبعض أتباع المذهب الشيعي ، في عدائهم لصحابة النبي محمد عليه والسلام ، حيث اختزل الكاتب عكاشة تاريخ العرب، بمقالة مقتضبة عن عادة نكاح الجاهلية ، وأظهر بأن أجداد العرب زناة وأبناء زناة ، ولكن ألم يتنبّه عكاشة وأمثاله ، بأنه لم تكن صدفة أن جميع النساء اللاتي وردت أسمائهن باعتبارهن (بغايا مكة )، في مقالته المريبة والمنقولة من كتاب الكافي، هن أمهات وجدات خلفاء الدولة الإسلامية الأموية !، وبعبارة أخرى فالطعن موجه لكافة من يعتبرهم أتباع المذهب الشيعي أعداءا لهم على مر التاريخ الإسلامي وحتى يومنا هذا .
فقد ذكر الكاتب عكاشة بمقالته بأنه ( لقد اشتهر الزنا عند العرب بالجاهلية والاسلام على حد سواء! ، حتى أن قبيلة عربية حينما وفدت على النبي عليه السلام، سألته ان يحل لهم جريمة الزنا لانهم يعيشون على ماتكسبه نسائهم )، ويضيف عكاشة: (ليس من الصدفة ان يبدأ الصراع في الجاهلية بين اولوا الشرف من العرب كبني هاشم ومخزوم وزهرة وغيرهم وبين من اشتهر بالعهر والزنا!!، مثل بني عبد شمس وسلول وهذيل والذي امتد هذا الصراع الى مابعد دخول كل العرب الاسلام) وفي الحقيقة لست أدري عن مدى دقة السيد عكاشة في النقل الحرفي عن كتب الشيعة ، فلم يستثني من طعنه بالعرب ، ومنهم بني هاشم أنفسهم ، وهم من نسل النبي عليه السلام ! ثم يكمل : ( ولم تكن من قبيل الصدفة ان اغلب من التحق بالركب الاموي كانوا ممن لهم سوابق بالزنا والبغاء فهذه المهن تورّث الكراهية والحقد لكل من يتحلى بالعفة والطهارة!، اضافة الى انها لاتبقي للحياء سبيل وهي تذهب العفة وتفتح طريق الغدر والاثم ) ، لو تأمل أي عاقل بعض الجمل البذيئة والواردة في المقالة المذكورة ، لعرف فوراً أنها موضوعة من قبل أناس يملأ قلبهم الحقد الشديد على بني أمية وحتى بني هاشم! ، ثم يضيف عكاشة: ( لنرى بعض ما انجب البغاء، حمامة أم أبي سفيان وهي زوجة حرب ابن امية بن عبد شمس وهي جدة معاوية ، كانت بغية صاحبة راية في الجاهلية !،والزرقاء بنت وهب ، وهي من البغايا وذوات الاعلام ايام الجاهلية وتلقب بالزرقاء لشدة سوادها المائل للزرقة وكانت اقل البغايا اجرة ، ويعرف بنوها بنو الزرقاء وهي زوجة ابي العاص بن امية، ام الحكم بن ابي العاص، جدة مروان بن الحكم، فإن الامام الحسين رد على رسول مروان بن الحكم قائلا (يابن الزرقاء الداعية الى نفسها بسوق عكاظ) ، وكذلك أمنة بنت علقمة بن صفوان ام مروان بن الحكم جدة عبد الملك بن مروان ، وكانت تمارس البغاء سرا مع ابي سفيان بن الحارث بن كلدة!.
ويضف الكاتب عكاشة أيضاً بمقالته: ( وهذا مروان هو الذي اتوا به بعد ولادته الى رسول الله فقال النبي : ابعدوه عني هذا الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون وهذا الذي يلعنه الرسول يصبح اميرا للمؤمنين!) - بالطبع هذا كذب على لسان النبي عليه السلام وهو من نهى عن اللعن- وكذلك النابغة سلمى بنت حرملة وقد اشتهرت بالبغاء العلني ومن ذوات الاعلام وهي ام عمرو بن العاص بن وائل كانت امة لعبد اللة بن جدعان فاعتقها فوقع عليها في يوم واحد ابو لهب بن عبد المطلب وامية بن خلف وهشام بن المغيرة المخزومي وابو سفيان بن حرب والعاص بن وائل السهمي ،فولدت عمرو، فادعاه كلهم لكنها الحقته بالعاص بن وائل لانه كان ينفق عليها كثيرا، وكذلك سمية بنت المعطل النوبية وهي من البغايا ذوات الاعلام وكانت امة للحارث بن كلدة وتنسب اولادها ومنهم زياد مرة لزوجها عبيد بن ابي سرح الثقفي فيقال زياد بن عبيد ومرة يقال زياد ابن سمية ومرة زياد ابن ابيه ، حتى استلحقه معاوية بان احضر شهود على ان ابو سفيان قد واقع سمية وهي تحت عبيد بن ابي سرح وبعد تسعة اشهر ولدت صبيا اسموه زياد، ولم يستلحقه معاوية حبا وكرامة ولكن لان زياد بن ابيه كان عامل علي رضي الله عنه على فارس والاهواز فاراد استمالته!.
وفي تأثر واضح من قبل الكاتب عكاشة بالفكر الشيعي يقول : ( ويستمر البغاء في انتاج رجال الرذيلة ليكونوا سادة العرب، فهذه مرجانة بنت نوف وهي امة لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت، كان يصلها سفاحا العديد من الرجال من بينهم زياد ابن ابيه فباعها عبد الرحمن وهي حامل من الزنا ، فولدت عبدين هما عباد وعبيد الله ابنا مرجانةلا يعرف لهما اب !، فاستدعاهما زياد واستلحقهما به، فكان عباد والي سجستان زمن معاوية وعبيد الله بن زياد واليا على البصرة، حيث يبدو ان امة العرب قد خلت من الاشراف لتنصيبهم في هكذا مناصب!!، فلم يبق الاّ اولاد الزنا! ، ولكن الطيور على اشكالها تقع فرجل كمعاوية لا يمكنه استعمال رجل ذو فضيلة، وبعد ان كان عبيد الله ابن زياد والياً على البصرة زمن معاوية ولاه يزيد الكوفة حيث قاتل الامام الحسين حفيد نبي الامة، حيث خاطبه الامام بالدعي ابن الدعي، وقيل للحسن البصري: يا ابا سعيد قتل الحسين بن علي، فبكى حتى اختلج جنباه ثم قال (واذلاه لامة قتل ابن دعيها ابن بنت نبيها) .
ثم يكمل عكاشة في مقالته : ( وكذلك قطام بنت شحنة التيمية وقد اشتهرت بالبغاء العلني في الكوفة وكانت لها قوادة عجوز اسمها لبابة هي الواسطة بينها وبين الزبائن، كان اباها شحنة بن عدي واخاها حنظلة بن شحنة من الخوارج وقد قتلا معا في معركة النهروان، فاصبحت والغل يأكل قلبها لهذا طلبت من عبد الرحمن ابن ملجم عندما جاء لخطبتها ان يضمن لها قتل سيدنا علي (ر) ويصدقها بثلاثة الاف درهم وغلام وجارية فلم يشف غليل هذه الزانية ! مقتل الامام بعدما سمعت بمقتل ابن ملجم ايضا، لهذا بعثت الى مصر من وشى على جماعة من العلويين هناك عند الوالى عمرو ابن العاص ابن البغي سلمى بنت حرملة، ومن هؤلاء الجماعة خولة بنت عبد الله وعبد الله وسعيد ابناء عمرو بن ابي رحاب، ونضلة بنت أسماء الكلبية وهي زوجة ربيعة بن عبد شمس وهي ام عتبة وشيبة الذين قتلا يوم بدر، وامية بن عبد شمس جاء ذات ليلة الى دار اخيه ربيعه فلم يجده فاختلى بزوجة اخيه وواقعها، فحبلت منه بعتبة!) - تأملوا حجم حقد أتباع المذهب الشيعي حتى على نساء بني أمية ، ويصفوهن بالزانيات !
من الواضح جداً إن كل هذا الكلام هو طعن في أتباع السنّة ، بصرف النظر عن عادات العرب في الجاهلية ، ويكمل الكاتب : ( وأن امية هذا ذهب الى الشام وزنى هناك بامة يهودية فولدت له ولدا اسماه ذكوان ولقبه ابو عمرو وجاء به الى مكة داعيا انه مولى له حتى اذا كبر اعتقه واستلحقه، ثم زوجه امراته الصهباء، لذا فان امية فعل في حياته ما لم يفعله احد من العرب ، فقد زوج ابنه ابو عمرو من امراته في حياته فولدت له ابا معيط وهو جد الوليد بن عقبة بن ابي معيط الذي ولاه عثمان الكوفة حيث كان ياخذه النوم بعد ان يقضي ليلته في شرب الخمر ولا يصحو على صلاة الفجر.. هكذا كانوا ولاة امور المسلمين، ويروى ان عقبة بن ابي معيط لما اسره المسلمون يوم بدر امر الرسول (ص) بقتله فقال يا محمد ناشدتك الله والرحم فقال الرسول ما انت وذاك انما انت ابن يهودي من اهل صفورية ! ) ، فكيف يعقل أن النبي محمد عليه السلام يعاير إنساناً بعرقه ودينه ومنطقته ، والله إن ذلك لكذب واضح على لسان النبي ، أفلم يكن لدى عكاشة أي عقل وهو ينقل هذا الكلام؟
ويستمرعكاشة بالنقل الأعمى عن كتب الشيعة والتي تمتلأ حقداً وكذباً وافتراءاً على المسلمين السنة فيقول : ( وكذلك هند بنت عتبة ! اشتهرت بالبغاء السري في الجاهلية هي زوجة ابي سفيان ، وابنها معاوية يعزى الى اربعة رجال غير ابي سفيان!! ) ، وهنا يستمر مسلسل الإفتراء ، فهند بن عتبة هي صاحبة المقولة الشهيرة : ( أتزني الأمة وهي حرة !! ) ، يدعي عكاشة بأنها زانية !
ثم يكمل عكاشة في نقله الأعمى : ( وكذلك ميسون بنت بجدل الكلبية هي ام يزيد بن معاوية!، كانت تاتي الفاحشة سرا مع عبد لابيها ومنه حملت بيزيد، ويروى ان معاوية خاصم ميسون فارسلها الى اهلها بمكة وبعد فترة ارجعها الى الشام واذا هي حامل، قال يزيد للحسن (يا حسن اني ابغضك) فقال الحسن (ذلك لان الشيطان شارك أباك حينما ساور امك فاختلط المائان!!)، وهذا أيضاً محض كذب وافتراء على الحسن بن علي رضي الله عنهما ، فلا يعقل أن الحسن وهو الذي تربى في حضن النبي محمد عليه السلام ، وشرب من معين أخلاق النبوة ، يقول كلاماً بذيئاً وسوقياً مثل هذا .
وينهي عكاشة مقالته بخاتمة تلخص الفكر المذهبي الشيعي وحقده الدفين وكذبه الواضح على كل أبناء بني أمية بل وكل أتباع السنة النبوية الشريفة : ( وكذلك آمنة بنت علقمة بن صفوان هي ام مروان بن الحكم كانت تمرس الزنا مع ابي سفيان فولدت مروان!، وقد لعن رسول الله الحكم وما ولد الا الصالحين وهم قليل، وقالت عائشة لمروان : لعن الله اباك وانت في صلبه ، فانت بعض من لعنة الله!!، والشجرة الملعونة في القران! ، هؤلاء هم الرجال الذين ترأسو على الدولة الاسلامية فلا غرابة ان نرى الدماء تلون كل اوراق تاريخنا!).
وربما يردّ أتباع السنة على سيل الأكاذيب والإفتراءات الشيعية الطائفية الحاقدة ، بالكيفية التي يرونها مناسبة ، كالقول مثلاً بأن الشيعة حساداً لأن بني أمية هم من اقتنصوا الخلافة منهم ، وهم كذلك كفاراً لأنهم يدعون بأن علياً هو الرزاق والحسن والحسين لهم عتبات مقدسة يحج الشيعة إليها طلباً للمغفرة والرحمة ، وهذا يعد شركاً بالله ، كما يمكن لهم الرد بأي طريقة أخرها ، غير أن الرد العلمي قد يكون مناسباً أكثر، فالشيعة قد يعلمون الحق في الدين ويخالفوه، ولكن من المحال انكار الحقائق العلمية إلا بإثبات نقيضها، فعلى سبيل المثال يدعي الشيعة بمشروعية نكاح المتعة، وبأنه ليس جريمة زنا ، ولذا فإن نكاح أم خارجة والغير مرتبط أو مشروط بمدة زمنية محددة، قد يبدوا أكثر مشروعية من نكاح المتعة المحدد بمدة زمنية ، أي نكاح متعة لمدة ساعة أو يوم أو اسبوع وهكذا ، وليس سراً القول بأن نكاح المتعة، قد انتشر في البلدان التي تدين بالمذهب الشيعي ، كالعراق وإيران تحديداً، لذا فمن الطبيعي أن تنتشر الأمراض الجنسية المزمنة بين الرجال والنساء ممن يبرمون العديد من عقود نكاح المتعة في اليوم الواحد !، علماً بأن هذا النوع من عقود النكاح ، محرّمة في البلدان ذات المذهب السنّي، بل وتعد من باب جرائم الزنا والعلاقات الغير مشروعة .
ولكن ربما من غيرالطبيعي أن تكشف إحصائيات رسمية لوزارة الصحة الإيرانية لعام 2012م، عن أنه لم يحدث بالتاريخ المدون بأن انخفض معدل الولادات في دولة كبرى كإيران، نتيجة العقم الناتج عن أمراض جنسية وتناسلية منتشرة بكثرة ( )، والفضل بالطبع يعود إلى العادات الإجتماعية الخاصة بزواج المتعة،والتي يباركها علماء الدين وفقهاء الشيعة ، بل وساهموا في نشر هذه الآفة الخطيرة في العديد من الدول الأخرى كالعراق والبحرين وسوريا وافغانستان وباكستان وغيرها، وقد حاول ساسة إيران إلصاق ظاهرة العقم ، بعادة الزواج بين الاقارب، غير أن هذه الفرضية غير صحيحة ، لكون معدل زواج الاقارب في إيران ، أقل مما هو عليه في البلدان العربية والإسلامية .
وخلاصة القول، أن ثمة سبب ارتفاع معدلات العقم في إيران بشكل خطير ومقلق، يرجع إلى انتشار الأمراض الجنسية المعدية، والناتجة بدورها عن انتشار الزنا المحلل باسم زواج المتعة، وعلى الرغم مما يبدو عليه التناقض الفكري لدى رجال الدين الشيعة في إيران، بوصفها بلداً إسلامياً محافظاً فأن الاحصائيات الرسمية للحكومة الايرانية تنقض هذا الإتجاه، وقد أشارت الدراسات الطبية، بأن إيران تحتل النسبة الأعلى في العالم لحالات العقم مدى الحياة لأنها تمتلك أعلى معدل في العالم لانتشار الأمراض الجنسية المعدية، وكانت السلطات الإيرانية قد اطلقت تحذيرات مخيفة بشأن انتشار الاوبئة الجنسية حيث نقلت منظمة مفتاح الايرانية في 1/12/2013م وذلك وفق تصريح وزير الصحة الإيراني (حسن هاشمي) ، إي بعبارة أخرى شهد شاهخد من أهله، حيث قال الأخير في مناسبة اليوم العالمي لمرض الايدز بأن إيران تواجه ازديادا مأساويا في الحالات المشخصة لمرض فقدان المناعة المكتسبة الإيدز! ، وبعد ذلك كله يلحقون نسب العرب بأم خارجة !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي