الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام مشكلة, لكن أين؟

محمد أحموم

2015 / 3 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سؤال إشكالية الإسلام الذي سبق و أن أشرنا إليه إشكالية فكرية كتبت حولها مجلدات ضخمة وعقدت حولها ندوات ومناظرات ماضيا وحاضرا في ساحة الفكرو الإيديلوجيا ت المتصارعة في الساحة السياسية العربية, الإسلام مشكلة في علاقته بالسياسة لكن أين بالضبط ؟
لن ننصب أنفسنا في هذا الموضوع كائنات دونكيشوطية بقدر ما سنسرد للقارئ الكريم الخطوط العريضة في الموضوع و أبرز الأسئلة التي يمكن أن نخلق لها المناسبة هنا, ,وسنركز بالضبط على الحقائق المرتبطة بالضبط بموضوع إعادة النظر في الثراث أو" اللامفكر فيه حسب محمد أركون بشقيه القراءن والسنة أو ما مفهمه أركون بالثراث الإسلامي الكلي(الثراث السني-الثراث الشيعي-الثراث الخارجي بكل تفرعاته)"(1)
محمد أركون من بين المفكرين الذي رفضوا " إلباس الثراث جبة المتعالي والمتسامي عن العقل, ورميه في حيز اللامفكر فيه ,الذي يشغل حيزا يضاهي حيز المفكر فيه في الثراث الإسلامي"(2),لانه بحق مفكر راكم معرفيا وابيستمولوجيا لمحاولة صوغ قوانين علمية تخضع الثراث للقاعدة التي تقول أسبقية الواقع على النص أو تغليب العقل على النقل من أجل تجاوز النكسة التي عانتها الأمة منذ تصفيد باب العقلانية في النقل.
من جهة أخرى لم يقف هذا المفكر الكبير عن هذا الحد بل قال بأن لا إستحالة أن يكون القصص القرءاني مجرد أساطير مستوحاة من الثراث الإنساني قاطبة لأن بعض القصص القرءاني له سند في بعض الأساطير التي استطاعت الأنثربولوجية الحديثة إثباثها,فأركون يقطع إبيستمولوجيا مع فكرة جاهلية الثراث ما قبل الإسلام كدين توحيدي ختمت أو تممت به الديانات التوحيدية السماوية الماقبل إسلام والتي هي اليهودية والمسيحية.

شغلني الموضوع صراحة هذه الأيام بسبب تداوليته في كل المناسبات الفكرية حتى أني عدت لكتاب لمحمد أركون "الفكر الإسلامي قراءة علمية" الذي أعارني إياه صديق عزيز,لكن قادني حسي البحثي إلى القراءن باعتباره المجال التطبيقي لما ينظر له أركون ومحمد عابد الجابري وغيرهم ,فاخترت موضوع الآيات التي ترغب في الفكر المتطرف أي ما يجسده فقه "داعش في الميدان,محاولا بذلك إلتماس ما يمكن إعادة النظر فيه أو تكييف النقل أو النص مع العقل والواقع لكن الصدمة الكبرى أني جمعت إلى حد الآن 124 آية من القرءان تشجع وترغب في النفير والجهاد,ومن ضمنها ما يقارب 90 آية صريحة في موضوع الجهاد واعتناق الفكر المتطرف .
هل في ظل هذا الزخم النصي بموضوع الجهاد نموذجا يمكن أن يترك فرصة للقائلين بإعادة النظر في الثراث أي إعادة تأويل النص الديني لإنتاج حقائق تتوافق مع متطلبات العصر؟
هل يمكن إعادة النظر في الثراث الإسلامي مع العلم أن أمر قبول هذه الدعوة من لدن المخيال الجماعي للمسلمين لا زال أمرا مستبعدا, لأنهم يعتبرون الحقيقة الدينية التي سيعاد فيها النظر أي القرءان " حقيقة صالحة لكل زمان ومكان في نظرهم" ؟
هل يمكن إعادة النظر في الصريح المقدس في ثراث المسلمين موضوع الجهاد نموذجا الذي فرخ العقول المتطرفة على أرض المعمورة؟
صراحة أنا لا أخفيكم سرا أن خروجنا من هذه التناطحات الجوفاء التي لم تنتج إلا صراع إديولوجي عقيم إلا بإختيار أحد الحلين فرغم تبدي سذاجتهما عند الوهلة الأولى إلا أن اختيار أحدهما على الأقل سيسمح بجبر الضرر الذي سيكون جلياو بلييغا إن استمرينا في تضيع الوقت مما سيسهل في تفاشي الوباء, وباء التشدد والتطرف بجسد أمتنا العربية- الأمازيغية.
أول الحلين إما أن يكون بعلمانية السياسة بشكل نقطع فيه مع الحقيقة الدينية التي يقول أصحاب الطرح الناظر في الثراث على أنه نسق ماضوي لا يمكن أن يصلح به الحاضر السياسي للأمة لأن حاضر الأمة ليس هو ماضيها.
أما الحل الثاني فهو أن نختار تطبيق ما يسمى في القاموس السياسي "الخلافة الإسلامية أي الدولة التي تستمد شرعية ممارستها للسياسة من النصوص المقدسة التي يمثلها القرءان و السنة لدى المسلمين أي الدولة الدينية التي تتماهى فيها القوانين مع الحقيقة الدينية.






1- مفهوما الإسلام والثراث,كتاب الفكر الإسلامي قراءة علمية محمد أركون,ص17.
2-الإسلام المعاصر أمام تراثه,كتاب الفكر الإسلامي قراءة علمية محمد أركون,ص18.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا