الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمية المشرف التربوي

حسين علي الحمداني

2015 / 3 / 13
التربية والتعليم والبحث العلمي


لا أدري إن كانت لدى وزارة التربية إحصائية بعدد الذين يجيدون استخدام الحاسوب من المدرسين والمعلمين والمشرفين في مدارسها ومديرياتها العامة المنتشرة في عموم العراق ، لكن الذي متأكد منه بأن الوزارة تعتمد في إدارة العملية التعليمية في العراق على مجموعة من الأميين في مجال الحاسوب وأقصد هنا المشرف التربوي الذي يمثل أعلى الهرم التربوي في العراق، قد يكون معالي وزير التربية يجيد الحاسوب خاصة وإن الدلائل الموجودة على شبكة الانترنت تشير لهذا من خلال صفحة الفيسبوك العائدة له كما يشير عنوانها لذلك وهي في كل ألأحوال دليل على إن معاليه يستخدم الحاسوب بشكل أو بآخر.
المشكلة ليست في استخدام الحاسوب من قبل السيد وزير التربية لكن المشكلة بأن فيلق المشرفين ومدراء المدارس في أغلب مديريات التربية في العراق يجهلون الحاسوب بل إن بعضهم لا يمتلك خط حسن وإملاء ضعيف جداً لا يرتقي للعنوان الوظيفي الذي يشغله سواء في مجال التربية أو التعليم أو التقويم ويحتاج أمرهم لإعادة نظر في الكثير منهم خاصة وإنهم يتعاملون مع معلمين ومدرسين وتلاميذ وطلاب الكثير منهم يجيد الحاسوب ويتعامل به ، ومدارس تُدرس الحاسوب وتستخدمه حتى وإن كان في نطاق محدود .
وأستغرب كما يستغرب غيري بأن وزارة التربية لا زالت تصر على توزيع البريد على مدارسها ورقياً وهو عادة ما يستنزف موارد كثيرة ووقت أكثر ولم تفكر وزارة التربية بأن تجبر كل مدير مدرسة أن يفتح إيميل لاستلام وإرسال البريد وإن لا تقبل أي مشرف تربوي غير مؤهل تكنولوجياً بأن يمارس عمله طالما أنه غير قادر على استخدام آليات الحاضر فكيف ستكون له رؤية للمستقبل.
إن أخطر ما يواجه النهوض التربوي في العراق هي أمية المشرفين التربويين والتي تنتقل للجميع بحكم إنهم يمثلون الهرم القيادي،وأتذكر جيداً وزير التربية الفرنسي قبل سنوات قال في مؤتمر صحفي يمكنكم أن تسألوني عن أية مدرسة وعن أي معلم الآن وأقول لكم ماذا يدرس وفي أي صف وأي مادة. لم يكن وزير التربية الفرنسي يتحدى أو يستعرض عضلاته الالكترونية بل لأنه تمكن من أن يربط مدارس بلاده بشبكة معلومات متكاملة وهي عملية سهلة جداً وليست معقدة كما يقول البعض بل متيسرة وبإمكان كل مدرسة أن ترتبط بالوزارة ومديرية التربية وأن تتواصل معها بشكل يومي بل آني ومباشر.
ولو نحسب ذلك ( حساب عرب ) سنجد بأن يكون لكل مدرسة في العراق خط أنترنت وإيميل إلكتروني تستلم منه البريد وترسله لمراجعها الإدارية هو اصرف من شاحنات الورق التي تصرف يومياً على كتابنا وكتابكم .
ناهيك عن إمكانية الرجوع للمعلومات المرسلة والمستقبلة بسرعة فائقة جداً، وأيضا تكون كل سجلات المدرسة محفوظة ألكترونيا ومتيسرة بأقصى سرعة وخالية من الأتربة والورق القديم الذي تهرأ بعضه لدرجة يصعب الإمساك به.
إنها دعوة لوزارة التربية بإعادة لنظر بمفهوم الإشراف التربوي فإذا كنا مصرين على وجود مشرفين أميين فإن وجودهم من عدمه سيان لأنهم لن يكونا ساعين للتطوير بقدر ما إنهم يسعون للتراجع دائما من خلال أدواتهم القديمة التي لم يعد لها وجود في الألفية الثالثة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة