الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نحن متخلفون؟

طوني سماحة

2015 / 3 / 14
المجتمع المدني


الازدهار الامريكي، الاقتصاد الصيني، الرفاهية الاوروبية، التقدم الياباني... يقابلها الفشل العربي... لماذا نحن متخلفون وفاشلون؟
نحن متخلفون لأننا نجلس على قمة هرم الفساد: الفساد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والاخلاقي.
نحن متخلفون لأن الكذب جزء من ثقافتنا. فالزوج يكذب على زوجته والعامل على رب العمل والابن على ابيه.
نحن متخلفون لأننا عنصريون. نرى أنفسنا على قمة الهرم فيما ننظر للأقليات والغرباء بيننا على أنهم أدنى مرتبة.
نحن متخلفون لأننا نفتقد ثقافة العمل الدؤوب والمنتج والجدي.
نحن متخلفون لأننا لا نسمح للفكر الحر بأن يزدهر إلا في السجن أو في المنفى.
نحن متخلفون لأنه لا مانع لدينا من انتقاد عقائد الآخرين فيما لا نسمح لأحد بانتقاد عقائدنا.
نحن متخلفون لأننا نعتمد معيار الوساطة والمحسوبية في ملأ الوظائف الشاغرة.
نحن متخلفون لأن رب العمل يؤمن بمقولة المثل اللبناني "من أخذ أمولك، خذ روحه".
نحن متخلفون لأن رب العمل يسمح لنفسه بأن "يمسح الأرض بمخدوميه".
نحن متخلفون لأن السيّدة اللبنانية والعربية تعامل الخادمة لديها على أنها عبدة.
نحن متخلفون لأننا نعبد المال والجنس مع ادعائنا أننا لا نشرك بالله تعالى.
نحن متخلفون لأن الغش المعشش في مجتمعاتنا جعلنا لا نثق واحدنا بالآخر.
نحن متخلفون لأننا نفتقد ثقافة الاحترام: احترام المُلك العام واحترام الحيوان واحترام البيئة واحترام حقوق الآخرين واحترام الوقت.
نحن متخلفون لأننا لا نطوّر المدرسة الرسمية لتنافس المدرسة الخاصة.
نحن متخلفون لأننا لا نحترم مشاعر المعوّق ولا نؤمن له التسهيلات له لكي يكون شريكا فعالا في المجتمع.
نحن متخلفون لأننا نعلن ايماننا بالمجتمع المدني ونمارس الاقطاع الاقتصادي والسياسي.
نحن متخلفون لأنه ليس لدينا قانون سير، وفيما لو كان لدينا قانون فنحن لا نحترمه.
نحن متخلفون لأننا نؤمن بمقولة "ابن الست وابن الجارية".
نحن متخلفون لأننا نقدّم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
نحن متخلفون لأننا نعاني من سكيزوفرينيا اجتماعية. نظهر للعلن انسانا دمثا وحضاريا فيما نحن في الداخل همج وبرابرة.
نحن متخلفون لأننا نقرأ ولا نفهم. بل كل ما يقوله رجل الدين "نبصم عليه بالعشرة".
نحن متخلفون لأننا ننحني أمام الملك والرئيس والزعيم، فننصب لهم التماثيل بدل أن نحاسبهم على التقصير في خدمتنا.
نحن متخلفون لأن سجوننا تكتظ بالسجناء فتزيدهم جريمة وإرهابا، بدل أن تكون مراكز تأهيل وإعادة إصلاح.
نحن متخلفون لأننا نتعامل مع المرأة كتابع وليس كشريك.
نحن متخلفون لأننا مجبولون على الكبرياء.
نحن متخلفون لأن الرشوة جزء من معاملاتنا اليومية.
نحن متخلفون لأننا نناصر أخانا ظالما كان أم مظلوما.
نحن متخلفون لأننا لا ننتفض على الذل.
نحن متخلفون لأننا لا نتورع عن ارتكاب جريمة الشرف، وكأن الدم صابون يغسل العار.
نحن متخلفون لأننا نفتقد الى ثقافة الحوار وبالتالي لا نعرف حلا للمشاكل إلا بضربة كف وشتيمة هذا إن لم يكن الكلاشنكوف الحَكم.
نحن متخلفون لأننا ندّعي العفة فيما نمارس البغاء في السر.
نحن متخلفون لأنه ليس لدينا ثقافة محاسبة الرئيس.
نحن متخلفون لأننا نصدّق كل ما يمليه علينا الاعلام.
نحن متخلفون لأننا نقدّم الولاء الديني والطائفي على الولاء الوطني.
نحن متخلفون لأن رؤساءنا لصوص ونحن نعرف ذلك لكننا نغض الطرف.
نحن متخلفون لأننا نمارس ازدواجية المعايير.
نحن متخلفون لأننا لا نمارس نقد الذات.
نحن متأخرون لأننا لا نهتم بإنشاء مؤسسات تحارب الفقر والجهل والأمية قدر اهتمامنا بحضور الحفلات الصاخبة.
نحن متأخرون لأننا نرمي قاذوراتنا على الطرقات والارصفة.
نحن متخلفون لأننا نقطع الشجرة بحماس لكننا لا نعرف كيف نزرع بديلا لها.
نحن متخلفون لأن البحر والنهر عندنا مكب للنفايات.
نحن متخلفون لأننا مجتمعات تنتج بوكو حرام والاخوان المسلمون وداعش والنصرة والشباب وطالبان وغيرها فيما نوادي الفكر والشباب تغط في نوم عميق.
لماذا نحن متخلفون وفاشلون؟ ليس للفشل سبب بل ألف سبب وسبب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية