الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فأعطوهن شكولاتة .

عزة رجب
شاعرة وقاصّة ورائية

(Azza Ragab Samhod)

2015 / 3 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فأعطوهن شكولاتة !!

قرأتُ إضافات تعديليلة على كلمات مُضافة لآيات ـــ أضافها الدكتور سامي الذيب في مقالته أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 88 (النواقص)


وحقيقة أدركت للأسف أن ماقاله بعيد كل البعد عن علم التأويل ـ فالإضافات نفسها هى في حد ذاتها قراءة تقديرية منه لمحذوف الآية و إن كان للقرآن خصوصيته في التعريف بالمحذوف
أي أنَّ المحذوف من نصوص القرآن هى تقع في علم التأويل ، وعلم التأويل علم قائم بذاته كبير وشاسع ...ولايقبل العرب أي تأويل من عالم سوى من مرجعية معروفة وذات معرفة بالتأويل
مقروناً بتفسير الآيات التي فسرها كثيرون أمثال الطبري ، ابن عباس ، القرطبي ، ومهما بلغ بنا التفسير
فنحن لانذهب بعيداً بالفطرة ، فحافظ القرآن الكريم يدرك أبعاد قراءة القرآن ويتفَّهم المراد من الآية حين يعرف موضعها وهذا أقوله على مستوى القارئ العادي العربي خصوصا .

وسيظل العربي أفهم شعوب الأرض بقرآنه شاء من شاء و أبى من أبى .
وهذا طبيعي يحصل مع المسيحي الذي يفهم دينه ، واليهودي الذي يفهم دينه، دون غيره .


قال تعالى : (إنَّا جعلْناهُ قُرْآنًا عَربِيًّا لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ) {الزخرف: -3}


ما لفت نظري في رؤية الدكتور هو عدم تعاطيه مع علم القرآن بشفافية علمية ومنطقية مُطلقة ، وللأسف أنا شخصيا قرأتُ نظريات لعلماء كبار وعلى مستوى عالمي حين يريد
الواحد فيهم أن يقنعك بمنهج عكس المنهج القرآني ، أو يريد أن يفهم آية من الكتاب تجده يحدثك ويكلمك بمنطق العقلانية ، وتستشعر من كلامه أنه يناظرك دون تسفيه لك ولدينك ويحترم خصوصية توجهك
لكني حين قرأت ما قرأتُ استشعرت ذلك المخزون الدفين في باطنيته في الهجوم على العرب خصوصا ومن ثم الهجوم على العقول العربية ومن ثم حصر كل هذا الهجوم في القرآن الكريم
بحيث يتم الأمر بتعديل آيات يراها بعضهم برؤية خاصة إضافة مهمة من أنها آيات تتوجب الإضافة عليها .

إنَّ هذا لايستفزني كمثقفة عربية وكمسلمة حافظة لكتاب الله ولست خائفة من الإضافات لأن مليار مسلم يحملون ذاكرة تحفظه تماماً
من أي تحريف وتزوير .

وهذا مانسميه بالتواتر ، والتناقل .
الإضافة كما نعرف كلنا ليست تواترا وبالتالي أي (حرف) غير متواتر يسقط من القراءة العربية للقرآن الكريم وهذا معروف عن حفظة القرآن وقرائه تماما ومنقول
جيلاً بعد جيل .

وحقيقة طالما أنهم يرونه أنه دين جاهل وقرآن كاذب فلماذا يزيدونه تكذيباً إذاً ؟
و إذا كان القرآن الكريم من تأليف حاخام يهودي مسطول فلماذا يتناولون من نفس الكأس ؟؟
و إذا كان أصلاً من تأليف مسطول فلماذا يصححون له ؟؟ ويتشاورون في تعديله ؟ ويريد ون الآراء للإضافة عليه؟؟

هذا يقنعني كثيرا بأن هنالك قناعة داخلية باطنية بأنه كلام الله جل علاه وتعالى في سماه وليس كلام سواه

لا أعرف هل يُفسر بمرجعية الناطق والمنطوق ـ والفاعل والمفعول ، والعاقل والمعقول ؟؟

فهنالك كلمات تُفسَّر على الإعراب بحسب موقعها و أنا هنا ليس لأدخل جدالاً أعرف أنه لاطائل من ورائه خاصة مع هواة التغيير .
ولكن لأقول ماهكذا تُورد الإبل وماهكذا تخاطبون عقولنا و أنت تُجهلوننا وتسفهوننا وتغيرون وتغيرون في القرآن ثم تضيفون فأعطوهن شكولاته .

لا أنكر أنني ضحكت كأنثى كثيرا ووقعت من طولي من قول: فأعطوهن شكولاته وتصورتها ليست أنثى بعقلها ، فهل يضحك عليها وعلى عقلها ؟
. إنها كائن يشعر ويستشعر ويعقل ويحس ويدرك المسافة بين العلائق و أبعاد الأشياء ، وقوله تعالى ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) له أبعاد ذات إشارة من حيث "
أبعاد التناول والتداول في العلاقة بين الرجل والمرأة ...ولايتوقف الأمر عند اضربوهن فقط .

اضربوهن ضرباً غير مبرح ، وهو أقرب للربت أو النكز الخفيف في أعرافنا العربية ، ضرباً غير مُوجع ، وغير فاعل ، وليس كما يفهمه البعض
وربما لحميمية الحالة فإن عقل المرأة يقبل ذلك الضرب الخفيف ( المُعاتب أو المُّذكِّر ) فهو موضع قبول من النساء
و أغلب الرجال يفعلونه في حياتهم العادية كأن تلكمها لكمة خفيفة على كتفها من باب العتاب أو التلميح لشئ ما ..

و أما إضافة فأعطوهن شكولاته ..فمن البديهي أنَّ هذا يسمح لكثيرين بأن يضيفوا على مزاجهم ...واحد يعطي آيس كريم ..آخر يعطي بسكويت ..آخر يعطي سيجارة !
وبالتالي كثيرين قد يفعلون هذا
وهذا يجعل المسلم في مأمن ومطمئناً من أن القرآن محمي من أية إضافة يضيفها البشر بإدراكهم المحدود هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فقد أخطأ كثيرا صاحب الإضافة
ولعل هذا أوقعه في فعله و إدعاء العربية لأن كلمة شكولاتة ليست عربية مبينة ، وليس لها جذر عربي في التعريب والقواميس العربية ، بل حتى لم يستخدمها القرآن الكريم ، فلاوجود للفعل شكلت أو شكلط
ولايمكن أن يأتي العقل البشري بإضافة إلا ووقع في شر التأويل والتعريب والمغزى والكاره والمكروه والذاهب والمذهوب

" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ "{النحل: 1.2}
"وَكَذَلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْمًا عَربِيًّا" {الرعد:37}
بِلِسَاٍن عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" {الشعراء: 192-195}
" وَلَوْ جَعَلْناهُ قرآنًا أعْجميًّا لقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُه أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ..." {فصلت: 44}

قال تعالى ( ‫-;---;-- إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) فمهما قام بشري بالتعديل والإضافات هو باقٍ ومستمر وليس إلى زوال ، و أبشر بهذا كثيرا لأن هنالك أكثر من مليار حافظ لهذه النسخة الأصلية.

احترموا عقولنا ، قدموا لنا تفسيرا معقولاً أو فلسفة لرؤية أخرى من الآية ،تشرح لنا رؤية أكثر إنفتاحاً وعمقاً تتأمل أبعاد اللغة والبلاغة ، وأما قولكم أعطوهن شكولاتة
كثيرات يكرهن الشكولاتة ...فماذا يفعل الرجل ؟ هل يذهب لنص بديل للآية ليجد بديلا عن الشكولاتة ؟؟!!!

هذا يُدلل أن القرآن من علم التنزيل ونحن هنا لانهتم بمدى الإيمان فعلاً من قبل البعض أنه تنزيل أم لا ؟
ولكن قولوا لنا أنكم ستهتمون قادماً بتعديل الإنجيل والتوراة والأسفار وغيرها حتى تقنعوننا أنها ليست هجمة شرسة على ديانة مسلمة عالمية
كثيرون حاولوا فهم القرآن وفهم منهجه ولكن فهموه بعقلانية وليس بالتسفيه والتجهيل ومن ثم كثيرون أعلنوا إسلامهم و إيمانهم بهم وهم في تزايد مستمر ,

و أستغرب إذا كان الموقع يشجب السخرية من الديانات أو النيل من الرموز الدينية فلماذا يقبل بنشر كل هذه الفصول الساخرة على القرآن الكريم ؟

أما و أنتم تفعلون ذلك .فنحن كمثقفين لايقنعنا هذا الأسلوب ، ، لأن أصحابه أسقطوا العلم والدين عن العرب الذين فتحوا العقول قبل أن يفتحوا العالم ويخرجوه من ظلمات التجهيل
ويكفينا شرفاً أننا العرب حين فتحنا العالم ....كنا بعكس الأمم الجاهلة الأخرى التي سارعت بالسبي وهتك الأعراض و الإطاحة بتاريخ المكتبات وحرق كتبها وقتل علمائها وتهجير شعوبها .

نحن فتحنا العقول لاالبكارات .

د. عزة رجب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اليست الضرورات تبيح المحظورات؟؟
سمير آل طوق البحراني ( 2015 / 3 / 17 - 13:06 )
اليست كرامة الميت تعجيل دفنه وحرمة الانسان ميتا كحرمته حي اليست هذه قاعدة ذهبية؟؟.لكن ماذا لو لم تكن هناك استثنآءأت استنادا على قاعدة اخرى وهي (الضرورات تبيح المحظورات) هل سيتقدم علم الطب ونصل الى ما وصلنا اليه الآن؟؟. كلا!.ان رفع التقديس عن اي معتقد ديني ووضعه على مشرحة النقد لاجل اجلاء الحقيقة هو كـ تشريح جثة الميت لمعرفة تكوينه والعلل المحيطة به وما هي اسبابها لايجاد الدواء الناجع لعلاج تلك العلل.انت تعتقدين بان القرآن هو كلام الله ولك الحق في ذالك وغيرك يعتقد بان القرآن هو من تاليف البشر وله الحق في ذالك ايضا وعند طرحه على طاولة التشريح كلاكما له الحق في ابداء ادلته الثبوتية على ما يدعيه وللمتلقي الحكم والاخذ باي راي يراه الاصوب استنادا على ما يحكم به العقل والعلم وان كان مخالفا لما لقنه والداه ومجتمعه من كتبه المقدسة.اذا كان علم الاجنة ـ مثلا ـ ينفي تطور خلق الجنين التي اتى به القرآن فهذا دليل على ان من قال ذالك هو ليس من خلق الانسان وهذا ينفي ان القرآن هو كلامه . اما ان العرب كانوا فاتحين وانهم فتحوا العقول وليس البكارات فهذا ادعاء لا دليل عليه بل اربما العكس هو الصحيح.


2 - اليست الضرورات تبيح المحظورات؟؟ ـ تابع
سمير آل طوق البحراني ( 2015 / 3 / 17 - 13:07 )
الم تحرق مكتبة الاسكندية بامر من الخليفة الثاني في ولاية عمر بن العاص لمصر؟. وماذا حدث عندما غزى العرب بلاد فارس وادخلوهم في الاسلام ـ وبلاد فارس لها حضارة ضاربة في القدم ـ بماذا وباي شيء فتحوا عقولهم؟؟. هل فتحوها بالدليل والمنطق ام بقوة السلاح وماذا عن سباياهم وفي طليعتهم بنات كسرى؟؟.اختي الكريمة القرآن عند فتح فارس لم يكن مكتوبا بعد ولو كان مكتوبا فلم يترجم الى اللغة الفارسية ولو كان مترجما باللغة الفارسية فهو ليس بحجة لانه تحدى العرب ولم يتحدى الاعاجم. لا فرق بين غزو العرب وغزو الدول المستعمرة بل ان عزو العرب كان اشد وطاة ـ لانه باسم الله ـ وغزو المستعمرين كان باسم الديموقراطية والفرق ان غزو العرب اذل البلاد المغزية وخدر عقولها وغزو المستعمرين فتح عقول البلاد المستعمرة وشاطرها في ثرواتها. اليست داعش والقاعدة نسخة طبق الاصل من العرب الفانحين؟؟.اختي الكريمة. اذا كان عرب الجزيرة العربية فتحوا العقول فلماذا لا زالت عقول احفادهم متحجرة؟؟. هل حملوا ادوات الفتح وتركوها في البلاد المفتوحة ام ان الفتى سر ابيه؟؟. اما لماذا التركيز على الاسلام فقط؟؟. لا اعتقد انك تجهلين الجواب والجواب هو:


3 - اليست الضرورات تبيح المحظورات؟؟ ـ تابع
سمير آل طوق البحراني ( 2015 / 3 / 17 - 13:10 )
الجواب هو ما تقوم به المنظمات الاسلامية الارهابية من تقتيل وتخريب وسبي استنادا على كتاب وسنة واقتدآءا بصحابة مقدسين والمسلمون يتفرجون وفي دواخلهم تاييد وفي ظواهرهم استنكار لذر الرماذ في العيون. اختي الكريمة باب االنقاش مفتوح على هذا الصرح الاعلامي الحر ونحن نرحب بقرآءة المزيد من تحليلاتك والردود على آراء الاخرين ولك كل الحب والتقدير.

اخر الافلام

.. لماذا| ما أثر قانون -مكافحة الانفصالية الإسلامية- على المسلم


.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا




.. 251-Al-Baqarah


.. 252-Al-Baqarah




.. 253-Al-Baqarah