الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية السياسية في الإسلام وآل سعود نموذجا

عبدالله أبو فادي حلواني

2015 / 3 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل يوجد في الإسلام حرية رأي وفكر ومعتقد ؟! ؛ وهل ضمن الإسلام حرية الرأي والفكر والمعتقد ؟! ؛
وما سر تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره لعشرات المخطوطات والمؤلفات في السياسة الشرعية ؟! ؛ وهل السياسة والعمل السياسي بحرية مكفول ومضمون أصلا في الإسلام ؟! ؛
ثم هل الحرية الفكرية مكفولة في المسائل الفقهية دون العقائدية منها ؟! ؛ أليست الفرق الإسلامية من الكثرة بمكان وخلافات شتى عقائدية فضلا عن المذاهب الفقهية وهي بالعشرات ؟! ؛
أم أن كثرة الفرق الإسلامية عقائديا وفكريا وتعدد المذاهب الفقهية يحسب للإسلام ودليل حرية فكر ورأي ومعتقد ؟! ؛
لكن ماذا عن حد الردة في الإسلام ؟! ؛ والقمع والتنكيل بل والقتل الذي طال كثيرا من المسلمين قديما وحديثا من الحكام المسلمين وولاتهم عبر تأريخ الإسلام الطويل ؟! ؛ فهل يوجد في الإسلام حرية رأي وفكر فعلا ؟! ؛
قبل الإجابة لابد من الإقرار بأمرين مهمين :
الأول : أن النصوص الإسلامية الخاصة بأمر الإيمان أو الكفر والخاصة بحرية الرأي والفكر طالها الكثير من الاستغلال والتوظيف من قبل السلطات الإسلامية الحاكمة والمتعاقبة ؛ الأمر الثاني : أن حد الردة في الإسلام تم توظيفه بطرق بشعة ولسوء فهم وتطبيق من كثير من علماء ووعاظ السلاطين وتعمد بعضهم ذلك خدمة للسلطة القائمة ؛
والآن : هل العمل السياسي وبحرية مكفول ممارسته في الإسلام ؟! ؛ قبل الإجابة لابد من الإشارة إلى أمر معروف وهو أن كل صاحب فكر ورأي ورؤى هو سياسي بالضرورة لأنه يطرح رأيه وفكره ورؤيته الفكرية علانية في مؤلف أو خطبة أو ندوة ؛ أي يعلن عن ذلك وبوسائل شتى وبالتالي خاطب العامة وهو بذلك عمليا مارس السياسة ؛ لكن ليس بالضرورة كل مشتغل بالسياسة والشأن العام مفكرا أو صاحب رأي وفكر ورؤية سياسية حقيقية أو اجتماعية ؛ بل إن كثيرا من علماء علم الاجتماع والفكر والفلسفة هم سياسيون قبل أن يكونوا قادة فكر ورأي ورؤى ؛ وعليه فإن الإسلام نصوصا وممارسة كفل وضمن حرية العمل السياسي والفكري وعبر آليات كثيرة منها الشورى والانتخاب والاقتراع ؛ بل وتغليب الأصوات للفصل في الاختيارات ؛ وهذه كلها فعلها الصحابة الكرام ومارسوها ردحا من الزمن قبل أن يبتلى الإسلام بالحكم الملكي الوراثي الجبري بدءا من دولة بني أمية ؛ ومن ذاك الوقت حتى يومنا هذا بدأت محنة الإسلام وتشويهه قبل محنة المسلمين أنفسهم طوال أربعة عشر قرنا ؛
ولو أخذنا السعودية اليوم مثالا على ذلك لاتضح لنا وبسهولة براءة الإسلام من كثير من ممارسات الحكم السعودي القمعية وفساده باسم الإسلام واستغلاله له كمطية للاستمرار في الحكم بشرعية دينية مزعومة ؛
فصحيح الإسلام نصوصا وممارسات الصحابة الكرام الأوائل مختلفة حد التناقض بينهم فهما وتطبيقا وممارسة وما يمارسه آل سعود باعتبارهم يمثلون الإسلام السني وبشرعنة علمائهم ومشائخهم ومؤسساتهم الدينية اعتمادا على بعض ما ألفه السلف بشأن السياسة الشرعية كابن تيمية وبفهم واحد يدور بمجمله حول تقديس الحاكم اعتمادا على توظيف نصوص توظيفا دينيا ليس صحيحا ؛
الإسلام كفل الحرية السياسية والتي هي من ثمار الحريات الفكرية ولا حرية فكر بدون حرية رأي وحرية إبداء هذا الرأي شفافية أو عبر تأليف كتاب بطرح معين ؛ وبالتالي تحدث علانية ومارس أمرا متعلقا بالشأن العام وعليه هو مارس عملا سياسيا عمليا واختلط بالجماهير وروج لرأيه أو رؤيته وإن كان رأيه ذا صبغة دينية بحتة ؛ فجوهر العمل السياسي هو الإعلان والاختلاط بالجماهير ؛
وأما حد الردة فتم استغلاله وتوظيفه وبكثافة وبكثرة مفرطتين في معرض التخلص من الخصوم وبصورة شرعنة دينية بأدوات الحكام الفاسدين من علماء ووعاظ السلاطين ؛
وحد الردة له وقائع معينة وشروط محددة أغلبها تسقطه أصلا لولا الاستغلال والتوظيف وكذريعة للتخلص من الخصوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحيح الاسلام
محمد البدري ( 2015 / 3 / 16 - 08:53 )
تساؤلاتك طوال المقال توحي بان هناك فوضي فيم بين النصوص وبعضها البعض وفيم بن النصوص والتطبيقات. وساقف عند قضية واحدة فيما يسمي بصحيح الاسلام. فما هو ذلك الصحيح؟ بالقطع ودون ادني شك هو ذلك النص الاول ومسلك اصحابه الذين اسسوا الاسلام، لكن النصوص الخام تتضارب علي مدي 23 عاما زمن تاسيس ذلك الدين اضافة الي ان القتل والذبح والتدمير ولتخريب كان سائدا طوال تلك الفترة التاسيسية بل طال الفترة المسماة بالراشدة بعد موت مؤسس هذا النظام الديني الي حد قتل رؤساء السلطة جميعا وعدم القدرة علي انشاء نظام سياسي يفي باقل قدر من الامان. هذا النقد البسيط المخفف من فظائع هؤلاء البشر اصحاب الاسلام وبمزيد من التحليل يمكن اكتشاف ان العرب ظلوا علي مدي 1400 يحاولون وضع دين ونظام سياسي واجتماعي واقتصادي دون ادني حد من النجاح ولو لمرة واحدة. انهم العرب الحاملين لاكبر قدر من الجهل والامية ونشروها باعتبارها الدين وباعتباره دستورا ادي بالمنطقة الي ما هي عليه الان من فساد وتخريب وجهل وعدم استقرار. تحياتي واحترامي وتقديري


2 - صديقي هات حقائق وليس كلاما على عواهنه
عبدالله أبو فادي حلواني ( 2015 / 3 / 16 - 09:31 )
صديقي الاستاذ البدري لا أريد كلاما مرسلا على عواهنه من فضلك هات حقائق ووقائع بلغة تشبه لغة الأرقام وحينها نتناقش واعتذر لا وقت لدي لإتهامات تحياتي لك.


3 - عندما تنتهك كرامة المواطن في مصر الإنقلاب
عبدالله أبو فادي حلواني ( 2015 / 3 / 16 - 19:38 )
شاهدت مشهدا محزنا لواقعة تنتهك فيها كرامة المواطن المصري من عسكري جيش عقيد حقير تجرد من كل خلق إنساني ما أحزان أن المواطن يقول له أبو رجل من أجل أن يسامحه فيرد عليه ضابط الجيش الحقير والمجرم حتبوس والرجل يركع ليقول رجله وحواء فيرفض ويقتاده لجهة عمله بمحافظة الزقازيق المصري .

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah